5 سنوات قضاها في سفر وتعلم ودراسة وشراء أدوات وتحضير أجهزة من لزراعة عدسة بيطرية، من خلال إجراء عملية يستطيع من خلالها الكلاب التي تعاني من مشكلة "العاتمة" أو "المياه البيضاء" المؤدية لفقدان البصر، إلى الرؤية من جديد، لم يمل الدكتور البيطري أحمد النبراوي للوصول إلى هدفه وتحقيق حلمه حتى تمكن من ذلك.
استطاع النبراوي إجراء عملية للكلبة "كينجا"، التي تبلغ من العمر 9 أعوام وتعاني من فقدان بصري كامل، لكن انتهت بالنجاح وتمكنت من الرؤية الأمر الذي أدى إلى رفع الحالة النفسة والمعنوية لها ولمالكها، قائلا لـ "الوطن": "كان نفسي تتعمل من يوم تخرجي بسبب عدد الحالات اللي شفتها، آخر خمس سنين اشتغلت عليها بكل الطرق من سفر لإنجلترا وتدريب حتى قدرنا زراعة عدسة بيطرية في عملية المية البيضاء أو "العتامة"، واللي بتشبه الـ كاتاراكت عند البشر".
"عملية الـ cataract كانت بتتعمل بشكل أكاديمي ومكنش بيحصل زراعة للعدسة".. شرح النبراوي العملية بأن الأطباء البيطريين كانوا يزيلون العدسة بسبب المياه البيضاء و"العاتمة" ما يؤدي إلى أن الكلب يفقد وضوح الرؤية أو يفقد البصر، الجديد في الأمر أن النبراوي يزيل ذلك ويضع مكانه عدسة أخرى: "دي خطوة كبيرة لعلاج فقدان البصر في مجال الطب البيطري في مصر".
زرع عدسة للكلاب أمر يحدث خارج مصر، إلا أن النبراوي استطاع فعلها داخل مصر، ليكون بذلك أول طبيب يجري عملية زرعة عدسة بنجاح، وفقا لوصفه، موضحا أن هذا الأمر في الأساس يعاني منه الكلاب الكبيرة في السن ونادرا ما يحدث للصغار منها.
وعن خطورة العملية يقول النبراوي: "الريسك بيبقى في التخدير عشان كبر سن الكلب، ولذلك يتردد أصحاب الكلاب في إجراء الخطوة دي"، وأكد الدكتور البيطري أنها يتعاملون بكل حرص هو وفريق العمل المكون من 7 أفراد، مع الكلب داخل غرفة العمليات، حتى لا يموت، حيث يحاولون التقليل من مدة العملية ودخول الحيوان في التخدير وقت الخطورة وجعله أغلب الوقت في تخدير بسيط.
كما أن تجهير العملية يجرى قبل الميعاد بنحو شهر لاتخاذ جميع الإجراءات من تحاليل ومراقبة القلب والنبض وغيره، وجلب جميع الأدوات من خارج مصر مثل العدسة والانتهاء من جميع المهام: "العدسات البيطري مش موجودة في مصر فبنجبها من برة، وطبعا مختلفة عن البشري".
واستغرقت عملية الكلبة "كينجا" نحو ساعتين حيث أجريت زراعة عدسة في عين واحدة، وتترواح سعر العملية بين الـ 8 والـ 10 آلاف جنيه، ويحضر العملية فريق من 7 أفراد أبرزهم "الدكتور البيطري والتخدير والعيون" وتكلفة العملية مرتفعة نسبيا نظرا لغلاء العدسات كما أن جميع الأدوات المستخدمة غالية.
وانتهى النبراوي حديثه بأن الأمر اختيار شخصي من صاحب الكلب، وعليه اتخاذ القرار بنفسه والاخذ في الاعتبار "هل يتحمل الحيوان التخدير أم لا" قائلا: "الاخيار لهم مقدرش أجبر حد، بس أن الكلب يشوف بعض ما يبقى أعمى دي حاجة كويسة جدا، وإحساس مختلف له ولصحابه"، موضحا أن الكلبة "كينجا" أصبحت لا تصطدم في الجدران أو السلم.
تعليقات الفيسبوك