"سوريا الديمقراطية" تستعيد "رأس العين" وتقتل 17 من الموالين لتركيا
الميليشيات الموالية لتركيا تستعد لشن هجوم جديد على قوات سوريا الديمقراطية
استعادت قوات سوريا الديمقراطية، أمس، السيطرة على مدينة رأس العين بشكل شبه كامل، بعد هجوم معاكس قُتل فيه 17 من الفصائل الموالية لتركيا. وأفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان بأن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من استعادة غالبية المناطق التى تقدمت إليها القوات التركية والفصائل الموالية لها فى مدينة رأس العين بريف الحسكة، أمس الأول، وذلك بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أفضت إلى انسحاب الفصائل من المنطقة الصناعية.
وأوضح أن الاشتباكات تتركز فى منطقة معبر «رأس العين»، بالإضافة إلى محور تل حلب، وسط قصف مكثف وعنيف بشكل متبادل.
إرهابيون موالون لـ"أنقرة" ينفذون إعداماً ميدانياً ضد 9 مدنيين
وفى إطار الانتهاكات التركية وانتهاكات الفصائل الموالية لها، أعدم مقاتلون سوريون موالون لـ«أنقرة» 9 مدنيين رمياً بالرصاص فى مناطق تقدموا فيها فى إطار الهجوم التركى فى شمال شرق سوريا.
وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن «المدنيين التسعة أعدموا على دفعات إلى الجنوب من مدينة تل أبيض الحدودية فى ريف الرقة الشمالى»، مشيراً إلى أن بينهم «هفرين خلف»، البالغة 35 عاماً، التى تشغل منصب الأمين العام لحزب «مستقبل سوريا» الكردى.
وأفاد مجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية، فى بيان، بأنه بعد استهداف سيارة المسئولة الحزبية «تم إعدامها برفقة سائق السيارة». وتابع المرصد: «هذا دليل واضح أن الدولة التركية مستمرة فى سياستها الإجرامية تجاه المدنيين غير المسلحين».
وتناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعى شريطَى فيديو يظهر الأول شخصين بلباس مدنى جاثمين على الأرض فيما يقول مقاتل إلى جانبهما إنه تم أسرهما من قِبل فصيل «تجمع أحرار الشرقية» على أنهما مقاتلان كرديان. وفى الفيديو الثانى، يظهر أحد المقاتلين وهو يطلق الرصاص بكثافة على شخص بملابس مدنية، مردداً: «صوّرونى».
ونشر فصيل «تجمع أحرار الشرقية» الفيديو الأول على صفحته على «تويتر» من دون أن يأتى على ذكر الإعدامات.
سائل إعلام عراقية: قوات سوريا الديمقراطية تحتجز أكثر من 3500 إرهابى بسجون مؤقتة
على صعيد متصل، نقل «المرصد» عن مصادر مطلعة قولها إن قوات من التحالف الدولى تنتشر فى مدينة القامشلى ومدينة عين العرب «كوبانى». وأكدت وسائل إعلام محلية عراقية، أمس، أن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز أكثر من 3500 إرهابى عراقى، محذرة من تنفيذ تنظيم «داعش» عمليات مفخخة بمخيم الهول للاجئين.
وقالت المصادر، وفقاً لما أوردته قناة «السومرية» الإخبارية، إن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ آﻻف و500 إرﻫﺎبى ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، والمئات ﻣﻦ ﺳﺠﻨﺎء (داﻋﺶ) ﻣﺤﺘﺠﺰون فى ﺳﺠﻮن ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻘﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻟﺤﺪود اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، حيث ﻗﺎتل أغلبهم فى ﺻﻔﻮف ﻋﺼﺎﺑﺎت داﻋﺶ فى ﺳﻮرﻳﺎ واﻟﻌﺮاق». وأضافت أن «ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر والأجهزة الأﻣﻨﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ، ﻗﺪ ﺗﺴﻠﻤﺖ 1500 إرﻫﺎبى ﻣﻦ ﻗﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪيمقراﻃﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﻃﺮد اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﻦ آﺧﺮ ﻣﻌﺎﻗﻠﻪ فى ﺷﺮقى ﺳﻮرﻳﺎ».
فرار 750 من عائلات الدواعش بسبب القصف التركى على محيط مخيم "عين عيسى"
ونشر المرصد السورى لحقوق الإنسان أن القوات التركية والفصائل الموالية لها تمكنت من السيطرة بشكل شبه كامل على مدينة تل أبيض الواقعة عند الشريط الحدودى بريف الرقة الشمالى، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات سوريا الديمقراطية، فيما تتواصل الاشتباكات فى أجزاء منها فى محاولة لبسط سيطرتها الكاملة عليها. وأكد عبدالقادر موحد، رئيس مكتب الشئون الإنسانية التابع لـ«الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، أن أكثر من 750 من ذوى الدواعش قد فروا من مخيم عين عيسى للاجئين.
وقال إن المخيم صار بلا حراسة وإدارة، حيث انسحب عناصر الأمن الداخلى منه بعد أعمال الشغب التى قام بها أفراد عوائل تنظيم «داعش» مستغلين القصف التركى الذى استهدف أطراف المخيم.
ﻣﻦ جهته، أكد رﺋﻴﺲ ﺧﻠﻴﺔ اﻟﺼﻘﻮر اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراتية أﺑﻮعلى اﻟﺒﺼﺮى أن «ﺳﺠﻨﺎء داﻋﺶ وعوائلهم المحتجزين بمخيم اﻟﻬﻮل -أﻛﺒﺮ المخيمات اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة ﻗﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪيمقراﻃﻴﺔ-ﻳﻌﺪون ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻮطنى والإقليمى والعالمى»، ﻣﺸﻴﺮاً إﻟﻰ أن «المخيم ﻳتضمن ﻋﺪداً ﻛﺒﻴﺮاً ﻣﻦ أﺳﺮ ﻋﺼﺎﺑﺎت داﻋﺶ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 35 أﻟﻒ ﺷﺨﺺ ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ وﻓﻖ ﺗﻘﺪﻳﺮات اﻟﺨﻠﻴﺔ والأﺟﻬﺰة الأﻣﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻼد».
آلاف المتظاهرين فى فرنسا ومدن أوروبية: "ترامب" سفاح.. و"أردوغان القائد الفعلى لداعش"
وفى السياق، تظاهر آلاف الأشخاص إلى جانب شخصيات سياسية فرنسية من اليسار، أمس الأول، فى عدة مدن فى فرنسا دعماً للأكراد وتنديداً بالهجوم التركى على مواقعهم فى شمال سوريا، فيما نظمت تجمعات أخرى أيضاً فى أوروبا.
وتجمع آلاف الأشخاص بعد الظهر بدعوة من المجلس الديمقراطى الكردى فى فرنسا فى ساحة الجمهورية ثم بدأوا بالتوجه نحو ساحة شاتليه فى قلب باريس كما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس. وقدر المنظمون عدد المتظاهرين بـ«أكثر من 20 ألف شخص» كما نظمت تظاهرات أيضاً فى عدة مدن فرنسية، أمس الأول.
ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها «ترامب سفاح»، و«خلف واجهة البغدادى، أردوغان القائد الفعلى لداعش» أو «تركيا تجتاح روج آفا، وأوروبا تتأمل» فى إشارة إلى مناطق الإدارة الذاتية الكردية فى شمال شرق سوريا. وقدرت الشرطة فى العاصمة الفرنسية عدد المتظاهرين المشاركين بأربعة آلاف شخص. وردد المتظاهرون هتافات: «أردوغان إرهابى» و«روج آفا.. مقاومة».
وقال آجيت بولات، الناطق باسم المجلس الديمقراطى الكردى، لوكالة فرانس برس، إن «تركيا تحاول القيام بتطهير عرقى وتقوية الإرهابيين من أجل تركيع الغرب منذ بدء عملية الاجتياح التى يقوم بها الجيش التركى نفذت خلايا نائمة لداعش اعتداءات، إنه خطر كبير».
وحضّ المسئول على «فرض عقوبات ملموسة» على تركيا و«إغلاق المجال الجوى السورى أمام الطيران التركى وإلا فإن تركيا لن توقف عمليتها». ودعا أيضاً إلى «وضع كل السكان المدنيين فى شمال سوريا تحت حماية الأمم المتحدة» قائلاً: «يجب فرض عقوبات اقتصادية ملموسة من جانب الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة على تركيا بأى ثمن». واعتبر بولات أيضاً أن على فرنسا أن تستدعى سفيرها من تركيا.
وفى سياق آخر، عقد المبعوث الأممى إلى سوريا، جير بيدرسون، أمس، اجتماعاً مع هيئة التفاوض السورية واللجنة الدستورية بمقر الهيئة فى العاصمة السعودية الرياض. وذكرت وكالة الأنباء السعودية «واس» أنه فى بداية اللقاء أثنى رئيس الهيئة الدكتور نصر الحريرى على جهود المبعوث الأممى، معرباً عن شكره للأمم المتحدة على دورها البنَّاء فى الوصول إلى الإعلان عن تشكيل اللجنة الدستورية، وعن أمله فى استمرار تلك الجهود للعمل على البدء ببحث جميع بنود القرار 2254.
وتبذل الحكومة الماليزية جهوداً لإعادة 40 ماليزياً محتجزين فى سوريا للاشتباه فى تورطهم بأنشطة إرهابية هناك، حيث قال نائب رئيس شعبة مكافحة الإرهاب للشرطة أيوب خان ميدين بيتشاى، إن 11 منهم من الرجال، فى حين أن الباقى من النساء والأطفال.