شهد العام الجاري عدد كبير من الحرائق، على عكس المعهود، حيث التهمت النيران غابات عديدة حول العالم، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، آخرها كان في لبنان.
هناك أنواع عديدة من حرائق الغابات، وتنشأ إجمالا من تلقاء نفسها في الطبيعة والرقع البرية التي تحتوي على مساحات شاسعة من الغطاء الأخضر سريع الاشتعال، التي تعد السبب الرئيسي في تأخر فرق الطوارئ للتدخل، ما يصعِب مهمتهم في إخماد النار.
في السطور التالية، نستعرض أبرز الآثار الضارة التي تلحقها حرائق الغابات بالحياة على سطح الأرض، بحسب موقع "conserve-energy-future".
دمار وتشريد.. آثار حرائق الغابات
الحرائق تدمر المنازل والحياة البرية، وكذلك النباتات، وتترك جميع سكان بيئة الحياة البرية بلا مأوى، سواء الإنسان أو الحيوان، إذ غالبًا ما يفقد الناس منازلهم أيضًا إذا كانت الحرائق قريبة بدرجة كافية من السكن البشري، حيث يتم إنفاق ملايين الدولارات لإصلاح هذه الأضرار وإعادة بناء المنازل ومناطق الغطاء النباتي.
تفسد التربة في منطقة الحريق، إذ تتكون التربة في الغابات من مواد غذائية متحللة وحطام يحتوي على الكثير من المكونات الطبيعية التي تساعد على جعل الأرض ما هي عليه، وعندما تصطدم الحرائق بهذه التربة، يصبح الجو حارًا جدًا وتختفي كل هذه العناصر الغذائية للأبد.
ومن آثارها الضارة أيضا أن هناك آلاف الأنواع التي تنقرض، من حيوانات وطيور وحشرات وكائنات دقيقة، بالإضافة إلى أنها تؤذي الأشجار والنباتات التي تساعد على إنتاج الأكسجين في العالم، وكلما قل عدد الأشجار والنباتات، أصبح الهواء الذي نتنفسه أقل نظافة، ومع عدم وجود نباتات أو أشجار، لا يصبح هناك أي شيء للأكل للحيوانات التي نجت.
الكثير من الماء في التربة يمكن أن يسبب تآكلها، إذ يستخدم رجال الإطفاء قدر كبير من الماء لإخماد هذه الحرائق الوحشية، والكثير من الماء في التربة يؤدي إلى تآكلها وجعلها عديمة الفائدة.
يتم إطلاق كميات كبيرة من الدخان في الهواء ما يجعل من الصعب التنفس ويتسبب أيضًا في تلوث الهواء، والرماد والدخان يمكن أن يسببا مشاكل صحية خطيرة للبشر الذين يعانون من الحساسية وغيرها من المشاكل الطبية، فهذا الدخان والرماد نفسه لديه القدرة على إتلاف الرئتين والحنجرة بشكل دائم.
كذلك تؤدي حرائق الغابات إلى فقدان العديد من الأخشاب القيمة التي تصل أعمارها إلى مئات السنين ما يؤدي إلى الخسائر المادية الكبيرة للدول التى تحتويها بسبب أهمية الأخشاب في صناعة العديد من المواد الخام.
كما تشكل حرائق الغابات عامل كبير من عوامل الزحف الصحراوي للقارات، حيث تمثل الغابات موانع لزحف الكثبان الرملية تمثل العديد من مصادر التربة الخصبة، وكذلك تتسبب الحرائق في تدمير العديد من المناطق السكنية المجاورة للغابات.
حرائق لبنان
صباح أمس الثلاثاء، تفاجأ أهل لبنان بمشاهد مرعبة لنيران الحرائق تلتهم جزءاً كبيراً من الغابات في مناطق متعددة؛ أبرزها بلدتَا المشرف والدامور في قضاء الشوف التابع لمحافظة جبل لبنان.
وتزامن اندلاع الحرائق مع ارتفاع في درجات الحرارة والرياح الشديدة التي شهدتها البلاد في اليومين الماضيين.
تعليقات الفيسبوك