أولياء أمور في المصل واللقاح
عشرات من الآباء والأمهات يحملن أطفالهن منذ الساعات الأولى من صباح أمس، متجهين نحو الشركة القابضة للمصل واللقاح، لتطعيم صغارهن ضد مرض الالتهاب السحائي، بعد انتشار شائعات مؤخرًا بين تلاميذ مدارس بالإسكندرية ووفاة إحداهم متأثرة بهذا المرض.
جلسوا جميعًا في المكان المخصص لهم للانتظار كل منهم يحمل رقمًا ليدخل به للطبيب، زاد عداد الأرقام حتى وصل لـ200 في ساعات قليلة، يزداد بشكل ملحوظ، يغادر أناس مقاعدهم ويأتي مثلهم، يتبادلن الحديث عن تلك الشائعات التي أفزعتهم على أولادهم وبادروا بالذهاب لوقايتهم ضد الأمراض.
"علا محمود" ذهبت برفقة زوجها وأطفالها الثلاثة لتطعيمهم ضد هذا المرض، قطع تذاكر قيمة الواحدة منها 145 جنيها، مؤكدة أنه لم يهمها المبلغ الذي دفعته بقدر الاطمئنان على صحة الصغار: "كان لازم أحميهم وأحافظ عليهم مش مهم الفلوس".
تحكي أن هذا التطعيم يأخذه الطفل كل ثلاثة سنوات، عكس تطعيم الالتهاب الرؤي الذي يؤخذ مرة واحدة في العمر: "هنيجي الأسبوع الجاي ناخده"، لافتة إلى أن وزارة الصحة ستخصص تطعيما لـ"السحائي" في المدارس ولكن لـ"كيجي 1"، والصف الأول الابتدائي والإعدادي: "ولادي في تانية وساتة ملهومش"، هذا ما دفعها للاستيقاظ مبكرًا لإعطاء أبنائها التعطيم.
جاء "نادر جلال" مسرعًا معه طفلته صاحبة الخمسة سنوات على كتفه، يحملها بكل حب متوجها نحو الباب المؤدي للتطعيم ضد المرض السحائي، مؤكدًا أن هذا التطعيم ضد الحمى الشوكية والتي من أعراضها البرد و"زغللت" العين وعدم القدرة على النظر في أشعة الشمس أو الضوء بشكل عام: "الطفل بياخد منه جرعتين بس في حياته كل 3 سنين"، ابتداءً من عمر سنتين يستطيع الصغار أخذه.
طمأن أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، الأهالي أن هذا المرض غير منتشر ونادر بعد حالة الهلع التي انتشرت مؤخرًا، لافتًا إلى أنه عبارة عن حمى شوكية يمكن أن تصيب الفرد في أي مرحلة عمرية، بخاصة في الأماكن المزدحمة وغير جيدة التهوية: "بينتشر في المدارس والجامعات"، رغم ندرة العدوى إلا أن المرض خطير يحدث مضاعفات خطيرة في سحايا المخ يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، ومن أعراضها ارتفاع في درجة الحرارة وتشنجات في الرقبة وفقدان شهية وطفح جلدي ولها نوعين من التطعيم، ثنائي متوفر في مصر، ورباعي لم ينتشر بعد.
تعليقات الفيسبوك