محلل تركي لـ"الوطن": أردوغان خضع لضغوط ترامب.. وعنترياته لا تقتل ذبابة
أردوغان
أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، مساء اليوم، التوصل إلى اتفاق بشان تعليق العملية العسكرية التركية على شمال سوريا لمدة 12 ساعة، في تطور أتى بعد ضغوط أمريكية كبيرة خلال الساعات الماضية.
وقال المحلل السياسي التركي محمد عبيدالله، في اتصال هاتفي لـ"الوطن"، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رضخ للضغوطات الأمريكية بلا شك، خصوصا مع فتح الولايات المتحدة التحقيق في قضية بنك خلق التركي المتهم بالتورط مع إيران للإفلات من العقوبات".
وأضاف: "أيضا تهديد الريس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس التركي في المكاتبة التي تم تسريبها حين قال له لا تكن أحمقا متصلبا، هذه اللغة أتت فيما يبدو أكلها، وأخذ أردوغان قرار إعلان الهدنة".
وقال المحلل التركي: "أتوقع كذلك أن يكون هذا الاتفاق تمهيد لانسحاب القوات الكردية من شمال سوريا بالكامل، وربما هذا مطلب روسي كذلك، وإن كانت الأخيرة تريد فتح اتصال بين أردوغان والحكومة السورية، وهذا يؤكد أن عنتريات أردوغان لا تقتل ذبابة".
وقال "عبيدالله": "قبيل الإعلان عن تعليق العمليات كان هناك اجتماع للرئيس أردوغان مع الوفد الأمريكي وعلى رأسه نائب الرئيس مايك بنس، وهدف بنس أن يكون هناك توافق بين أنقرة والأكراد، وهو ما تحقق".
وتابع: "قبل الاتفاق كذلك، كان هناك اجتماع للمسؤولين الأتراك مع مبعوث روسيا إلى سوريا، وموسكو تحاول أن يحدث تفاهم أيضا ولكن في إطار تفاهمات بين الرئيس التركي والرئيس السوري بشار الأسد".
وتوقع "عبيدالله" أن تشهد المرحلة المقبلة تقاربا بين "دمشق" و"أنقرة" في ظل دور روسي، قائلا إن "روسيا لديها كثير من أوراق الضغط على الرئيس التركي منها التعاون مع تنظيم داعش الإرهابي، وهي لن تترك الأمور هكذا توافق بين الأكراد وأردوغان بل تريد توافقا كذلك بين أردوغان والرئيس الأسد".
وقال "عبيدالله": "أعتقد الفترة المقبلة ستشهد تقاربا كبيرا بين أردوغان والأسد، وليس مستبعدا أن نجد الأسد وأردوغان على طاولة واحدة".