"مللي جورش".. منصة مراقبة بنكهة "إخوانية"
إبراهيم الزيات ونجم الدين أربكان
تُعد منظمة «مللى جورش» أو «الرؤية الوطنية» التركية واحدة من أهم الأدوات التى يعتمد عليها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى تعظيم نفوذه فى الخارج، خصوصاً فى أوروبا، بالشراكة مع جماعة الإخوان، وهى المؤسسة التى تقدم نفسها كمنظمة إسلامية وتضم حوالى 300 ألف عضو ومتعاطف، وتتحكم فى مئات المساجد، معظمها فى ألمانيا.
«لورينزو فيدينو»، الخبير الأمريكى المهتم بشئون الحركات الإسلامية، يقول إن «مللى جورش» من أهم العناصر فى شبكة التجسس والاستخبارات التى يستخدمها النظام التركى، وتأسست فى أواخر الستينات على يد رئيس الوزراء التركى الأسبق نجم الدين أربكان، حسب مقال نُشر فى مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية خلال شهر مايو الماضى.
وأكد أن السلطات فى جميع أنحاء أوروبا تعرب باستمرار عن مخاوفها بشأن منظمة «مللى جورش»، كما أن أجهزة الأمن الفيدرالية وأمن الدولة فى ألمانيا تراقب أنشطة وتحركات أعضاء هذه المنظمة عن كثب.
وقال «فيدينو» إن «مللى جورش» تتشارك مع الإخوان فى نفس الأفكار والأهداف والتكتيكات، لكنها بنكهة «عثمانية جديدة»، تشكل واحدة من أهم حلقات الوصل الرئيسية بين الإخوان وبعضهم البعض أو بين الإخوان والإدارة التركية.
وتحولت «مللى جورش»، بحسب كثير من التقارير الأوروبية، إلى أداة لدى الرئيس التركى للتجسس على معارضيه ووضع قوائم بهم ومعرفة نشاطهم فى الخارج، حتى إن البرلمان النمساوى كان له تحرك لحظر «مللى جورش»، وحظر جميع المساجد والمؤسسات الدينية التابعة لهذه المنظمة أو الحركة، وسط مخاوف داخل النمسا من تعاظم نفوذ تيار الإسلام السياسى.
وقالت صحيفة «زمان» التركية المعارضة، فى تقرير نُشر مؤخراً، إن الدول الأوروبية تنظر إلى «مللى جورش» كذراع للرئيس التركى لبسط مزيد من النفوذ فى الأوساط الأوروبية.
ملاذ لكوادر الجماعة فى أوروبا
من ناحية أخرى أكدت التقارير أن المراكز الدينية التركية والمساجد تأسست لتكون نقطة هامة للهيمنة التركية على الشتات التركى فى الخارج، وتوظيفه لخدمة سياسات «أردوغان»، ولهدف آخر غير منظور وهو الشراكة الخفية بين النظام فى «أنقرة» وجماعة الإخوان فى أوروبا، بمعادلة واحدة هى الملاذ الآمن والنفاذ داخل الغرب مقابل تلميع رجب طيب أردوغان.
وقال الكاتب الأمريكى لورينزو فيدينو، فى مقاله السابق، إن المؤسسات المالية القريبة من الحكومة وحزب العدالة والتنمية بدأت فى توفير الدعم المتزايد للشبكات المرتبطة بالإخوان، والتى بدورها تعمل على الترويج لحكومة حزب العدالة والتنمية.
ولفت «فيدينو» إلى أن الإخوانى إبراهيم الزيات، وهو ألمانى من أصل مصرى، يمثل حلقة الوصل الرئيسية فى هذه العملية داخل أوروبا، حتى إن رئيس إحدى وكالات الاستخبارات الأكثر قوة فى ألمانيا وصفه بـ«عنكبوت شبكة المنظمات الإسلامية»، وهو المدير التنفيذى لشركة «أموج»، ومقرها ألمانيا، وتدير أكثر من 300 مسجد تابع لشبكة «مللى جورش» التابعة للحكومة التركية.
القيادى الإخوانى إبراهيم الزيات صهر نجم الدين أربكان مهندس العمليات فى المدن الألمانية
وأضاف «فيدينو» أن «الزيات» هو زوج ابنة رئيس وزراء تركيا الأسبق نجم الدين أربكان، مؤسس «منظمة مللى جورش»، وشقيق زوجة «الزيات»، شغل منصب رئيس مجلس إدارة منظمة الرؤية الوطنية فى ألمانيا وكذلك رئيس مجلس إدارة شركة «أموج»، مشيراً إلى أن «العلاقة الجديدة بين جماعتى الإخوان والرؤية الوطنية ليست بالتطور المفاجئ، وأن ما حدث هو تكثيف العلاقة التى كانت قائمة منذ عقود».
وأوضح أن العلاقة تعززت بين الطرفين اعتباراً من أحداث «الربيع العربى».