ما مدى مخاطرة الاستثمار في العملات الرقمية؟.. خبراء يجيبون
العملات الرقمية
خطط البنك المركزي لوضع الأطر القانونية لتنظيم إصدار وتداول العملات الرقمية، في ضوء مشروع قانون البنك المركزي والقطاع المصرفي، الذي يدرسه حاليا مجلس الوزراء، تمهيدًا لإرساله إلى مجلس النواب للسير في إجراءات استصداره مع بداية دور الانعقاد الجديد لمجلس النواب في أكتوبر الجاري.
يأتي ذلك فيما اتسعت عمليات الاستثمار في العملات الأجنبية عبر الإنترنت "الفوركس"، خلال الفترة الأخيرة، ولا يزال البعض يراها استثمارات ذات مخاطرة عالية.
قال محسن عادل، الرئيس السابق للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، إن الاستثمار في العملات الرقمية عبر الإنترنت مثل البيتكوين، استثمار عالي المخاطر للغاية، وغير مضمون الربحية.
وأضاف "عادل"، في تصريحات لـ"الوطن"، أنه حتى الآن، لا توجد آليات واضحة لتقييم القيم العادلة لهذه العملات، والتي ترتبط بشكل أساسي بعمليات مضاربية، وليس بآليات تقييم مالية ونقدية حقيقية بشكل واضح.
واستدرك الرئيس السابق للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، أن العملات الرقمية من الأدوات التي يمكن استخدامها في التجارة الإلكترونية وليس لعمليات الاستثمار والتقييم.
وسبق أن أكد محمد عمران، رئيس هيئة الرقابة المالية، أن مشكلة "العملات الرقمية" غير خاضعة لأطر تنظيمية أو تشريعية، وأن تداولها أمر خطير في الأسواق الناشئة، وذلك في ختام اجتماعات الإيوسكو التى عقدت بمدينة سان بطرسبرج – روسيا.
في المقابل، قال مصدر مسئول بالبورصة، إن إستثمارات العملات الأجنبية على الإنترنت مثلاً هي إحدى الأصول التي تعتبر من الأصول عالية المخاطرة، سواء أكان هذا التصنيف عادلاً أم لا، أو أنها استثمارات معرضة لأن تكون "استثمارات سيئة"، مشيراً إلى أنه لا يرى في تداول العملات الاجنبية استثماراً سيئاً أو حتى أنه يميل إلى أن يكون استثمارا سيئا أكثر من أي تصنيف استثماري آخر.
وأضاف المصدر لـ"الوطن" أن سوق العملات الأجنبية أو ما يعرف بـ"الفوركس" ليس أصعب من أغلبية الأصول الدارجة الأخرى، حيث يمتلك سوق تداول العملات نوع من المنحنى التعليمي من حيث أن عليك أن تتعلم المصطلحات المختلفة والتعامل مع بيع وشراء العملات بشكل مختلف عن بيع وشراء الأسهم أو السلع الأساسية، وكيفية قراءة تسعيرة العملات، والعناصر المؤثرة.وتابع "المصدر": "لا يجب أن تكون تقنيا للغاية لكي تحلل أسواق فوركس.
ولا يجب عليك أن تفهم كل شيء يتعلق بالعملة، بنفس الطرق، فإن التنبؤ بحركة العملات أسهل من التنبؤ بحركة الأسهم، لأن هناك أجزاء رئيسية متحركة أقل تؤثر في قيمة العملة، حيث إنه في الكثير من الحالات، إذا ما تمكنت من توقع تحركات وقرارات البنوك المركزية خلال وبعد الاجتماعات وما إذا ستكون أخبارا جيدة أم سيئة بالنسبة للعملة، سيمكنك من تقدم خيار مدروس بشأن ما سوف تقوم به العملة".
من جانبه، أكد مسؤول بـ"هيئة الرقابة المالية" أن الاستثمار في العملات الرقمية، لا يؤدي إلى تراجع قيمة العملة إلى المستوى الذي قد يدفع حائزها إلى الخسارة، في حال تداولها واستثمارها بشكل خاطئ، مشيراً إلى أن التداول عن طريق الحسابات المُدارة قد يكون أفضل السبل لتأمين الاستثمار الناجح في هذه العملات.
وأضاف المسؤول: "من الممكن أن تمر العملات بتقلبات عالية، لكن الاستثمار في تلك العملات ليس استثماراً في نهاية الأمر، والمستثمر الذكي هو الذي يحلل بذكاء، ويتمكن من تحقيق الأرباح بسهولة".
وكان موقع التواصل الاجتماعي - فيسبوك - قد أعلن في وقت سابق، عزمه إطلاق عملة رقمية جديدة بحلول عام 2020.