مؤشر الحوكمة في أفريقيا يسجل تحسنا ملحوظا في 2017
مؤشر الحوكمة في أفريقيا يسجل تحسنا ملحوظا في 2017
كشف تقرير مؤشر الحوكمة في أفريقيا، تحسنا ملحوظا للحوكمة في القارة السمراء خلال العام 2017، في 34 دولة من 54 دولة أفريقية، متوقعا أن تشهد السنوات المقبلة تحسنا في جودة التعليم وملاءمته لحاجة سوق العمل، بهدف خلق تنمية مستدامة.
واعتبر تقرير مؤشر الحكومة في أفريقيا الذي أصدرته مؤسسة "مو إبراهيم" في مؤتمر الحوكمة في أفريقيا الذي نظمه المركز المصري للدراسات الاقتصادية اليوم، أن نقص البيانات من أهم التحديات التي تواجه أفريقيا، خصوصا إعداد مؤشر الحوكمة، مؤكدا الحاجة إلى إنشاء المكاتب الإحصائية في القارة، والقدرة على قياس الوضع الراهن وخطواتنا المقبلة.
وأوضح يانيك فوليستيك الرئيس المسؤول عن مؤشر الحكومة في أفريقيا في مؤسسة مو إبراهيم، أن الحوكمة من المفاهيم غير الملموسة، وأن المؤسسة تتبنى منذ 10 سنوات مجموعة من العناصر لجمع بيانات رئيسية تساعد متخذ القرار على قياس النتائج، من خلال أربعة محاور رئيسية هي إنقاذ القانون والمحاسبة بالمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، ثم حقوق الإنسان والحقوق المجتمعية، ومشاركة الأفراد، وأخيرا الفرص الاقتصادية ودور الحكومة لتحقيق التنمية المستدامة، موضحا أن مؤشر الحوكمة في القارة شهد تحسنا ملموسا عام 2017 بشكل عام، حيث إن 34 دولة من إجمالي 54 دولة تمكنت من تحسين أدوات الحوكمة لديها.
واعتبر فوليستيك، أن عدم استقرار الأمن الوطني وتعرض الدول الأفريقية للتهديدات، من أهم التحديات بالقارة السمراء، حيث شهد مؤشر إنفاذ القانون والأمن الوطني تراجعا ملحوظا، بينما تحسن مؤشر حقوق الإنسان والبنية التحتية وزيادة تمثيل المرأة في المناصب الحكومية والقضاء، مضيفا أن مؤشر الحوكمة كشف أن الزيادة السكانية تمثل تحديا كبيرا ما يتطلب توفير فرص اقتصادية مستدامة، متوقعا أن تشهد أفريقيا خلال الفترة المقبلة تحسنا ملحوظا في جودة التعليم، ومدى ملاءمته لحاجة سوق العمل.
وتابع الرئيس المسؤول قائلا: إن الزيادة السكانية تظل تحديا كبيرا يتطلب توفير فرص اقتصادية مستدامة، مشيرا إلى أن جنوب أفريقيا وسوازيلاند وناميبيا سجلت أكبر تدهور في حقوق الملكية الخاصة منذ عام 2014، وأنه على الرغم من التقدم المحرز منذ عام 2014، إلا أن الأداء في الشفافية والمساءلة لا يزال هو الأدنى في دول القارة.
وبحسب تقرير مؤشر الحوكمة في أفريقيا، لا تزال البلدان الأفريقية ضعيفة الأداء في موثوقية إمدادات الكهرباء والبنية التحتية للنقل والرقمية ومؤشرات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وأن تنويع الصادرات هو أقل الدرجات في جميع مؤشرات الحوكمة، مشيرا إلى أن أكثر من 80% من 255 من أهداف أجندة التنمية 2063 في أفريقيا مفقودة في الوقت الحالي، وأن 45.6% من سكان القارة يعيشون في بلد لم يجر فيه أي تعداد على مدى السنوات العشر الماضية، وأنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية وإريتريا والصومال لم يتم إجراء التعداد السكاني منذ عام 1990، أي منذ 30 عامًا تقريبا.
وأوضح التقرير، أن استخدام الطاقة والتلوث في أفريقيا سجل أدنى تغطية في البيانات من قبل المكاتب الإحصائية الوطنية في أفريقيا، وفي المتوسط تدهورت تغطية البيانات المتعلقة بالسكان والإحصاءات الحيوية في القارة منذ عام 2015، وهناك 8 بلدان أفريقية فقط لديها نظام تسجيل المواليد بمعدل تغطية يزيد على 90%، وثلاث دول أفريقية فقط لديها نظام لتسجيل الوفيات بمعدل تغطية يزيد على 90%.
يذكر أن مؤسسة "مو إبراهيم" هي مؤسسة أطلقها مبادر الاتصالات النقالة الدكتور محمد إبراهيم السوداني الجنسية في عام 2005 وقدم جائزة "مو إبراهيم" لدعم وتشجيع الحكم الرشيد في القارة الأفريقية وهي جائزة سنوية قيمتها خمسة ملايين دولار ومبلغ 200 ألف دولار تمنح سنويًا لمدى الحياة لأفضل رئيس أفريقي يقوم بجهود واضحة ومعترف بها في مجال بسط الأمن والصحة والتعليم والتنمية الاقتصادية ويتنازل سلميًا وديمقراطيًا عن السلطة.