عبدالمنعم سعيد: 10 محركات تنطلق منها مصر نحو رؤية 2030
جانب من الندوة
قال الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق، إن مصر اختارت طريقها بعد 30 يونيه نحو التنمية قائما على 10 محركات تنطلق منها رؤية مصر 2030، من بينها 5 ذات طبيعة مادية لها علاقة بتعبئة الموارد وعناصر القوة.
وأضاف خلال ندوة بجامعة القاهرة تحت عنوان المحركات العشرة للمستقبل المصري، بحضور رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت، أن الـ5 محركات لها علاقة بتعبئة الموارد وعناصر القوة وهي: محرك الكمون الاستراتيجي الذي يعني الهدف الرئيسي للدولة، وهو التنمية والنمو إلى آفاق الدول التي تسير في مصاف التقدم، يليها تغيير الخريطة أو الجغرافيا التنموية المصرية من التمحور حول نهر النيل بالانتقال من النهر إلى البحر مثل تنمية محور قناة السويس، وفتح الطريق أمام الكتلة السكانية في الدلتا للانتقال إلى سيناء والتوسع في نطاق الصعيد باتجاه البحر الأحمر، ثم محرك اختراق الأراضي المصرية من سيناء الى الصحراء الغربية، متمثل في إقامة المدن الجديدة والأنفاق والطرق لربط البلاد بعضها ببعض.
وتابع يدخل ضمن المحركات الخمس، محرك إدارة الثروة وليس إدارة الفقر سيرًا على نماذج الدول المتقدمة، يليه التنمية من أجل التصدير، يليها 5 محاور تقوم علاقتها على الاستخدام الأمثل للمحركات السابقة وهي، والتفكير الحداثي والمعاصر في النظرة الى الإنسان والآخر، ثم القيام بثورة تشريعية كبرى، يليها تجديد الفكر الديني، ومحرك المشاركة السياسية والفكرية للدولة، وفي النهاية تركيب وتحريك الخريطة الادارية لمصر.
وأكد أن أحد أهم شروط النقلة الكيفية هو طريق السلمية الاستراتيجية وتجنب الدخول في صراعات خارجية، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة مثل الصين واليابان وكوريا وماليزيا، ركزت على البناء الداخلي لها وابتعدت عن الصراعات الخارجية، وكانت تسعى للنهوض والتقدم بالحد الأدنى الممكن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها، موضحًا أن مصر كانت على العكس من ذلك حيث دخلت في العديد من الحروب الخارجية مثل حرب فلسطين وحرب الاستنزاف 67، وغيرها من الحروب.
ولفت دكتور عبد المنعم سعيد، إلى أن القدرة الاستراتيجية تدعم عملية التنمية الاقتصادية التي لم يعد من الممكن تأجيلها، مع التركيز الداخلي على بناء الدولة، فالبناء الداخلي هو حجر الأساس لبناء مصر وتحقيق أهدافها الداخلية والخارجية.
وعلق الدكتور محمد عثمان الخشت، على المحركات العشرة للمستقبل المصري التي تناولها الدكتور عبد المنعم سعيد، قائلًا إنها تتمثل في الكمون الاستراتيجي والذي يستلزم معرفة كل شخص لقدراته، حيث تبني مصر الآن نفسها داخليًا، وهذا لا يتم بالشعارات والمواعظ ولكن بالتنمية، مؤكدًا ضرورة أن تعرف مصر قدرتها وحدودها.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة، أن المحرك الثاني للتنمية يتمثل في تغيير الخريطة الجغرافية المصرية، حيث إن مصر منذ عهد الملك مينا دولة مركزية حول نهر النيل، لافتًا إلى أنه منذ توليه رئاسة الجامعة كان من أولى اهتماماته التحول من المركزية الى اللامركزية وتوزيع سلطة اتخاذ القرار، والتي نجحت الجامعة في تحقيقها بنسبة 60%.
وتابع الدكتور محمد الخشت، أن علينا التوسع في الصحراء الغربية، مؤكدًا أن المحرك الرابع للمستقبل المصري الذي ذكره الدكتور عبد المنعم سعيد يركز على التنمية من أجل التصدير، يليه محرك القوى الناعمة من خلال الاهتمام بالصحة والتعليم والثقافة والتفكير، لافتًا إلى أننا في الدول العربية لدينا الحداثة شكلية في الملبس والمأكل فقط، حيث مازلنا ماضويين.
وأوضح أن المحرك السادس هو الثورة التشريعية، ثم محرك تجديد الفكر الديني، لأن طريقة تفكيرنا في مصر لن تتغير إلا بتغيير طريقة التفكير الديني وذلك من خلال تتبع خطوات أساسية، منها الاستفادة من العقل النظري المعرفي القائم على الاستدلال، والعقل الديني، وتحرير مراكز الوجدان، وإصلاح طرق التعامل مع الآخرين، والعقل العملي المتعلق بالتجربة، ثم محرك المشاركة السياسية.