قبل الليلة الختامية لمولده.. تعرف على نسب وكرامات إبراهيم الدسوقي
مقام العارف بالله سيدى ابراهيم الدسوقى بدسوق
يشد الرحال إليه نحو 2 مليون شخص من كل دول العالم الإسلامي ومحافظات مصر، كل عام في نفس هذا التوقيت، فمنهم من يحضر للتبرك بـ"الولى"، ومنهم من يريد حضور الاحتفال بذكرى مولده، تجد مئات النساء والفتيات، يلتففن حول مقامه للتبرك داخل مسجده، كما تجد آلاف الرجال يؤدون الصلوات الخمس أيضاً، يتبركون جميعاً بمقامه الموجود ، وبأثر كف النبى محمد عليه الصلاة والسلام، كما تجد من يطعم المساكين والفقراء، ومن يوفي بنذوره، هو العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي، الذي يُختتم مولده بعد ساعات ويحيى الليلة الختامية المنشد الدينى محمود التهامى.
الدسوقى، هو مؤسس الطريقة الدسوقية، وأحد أقطاب التصوف الأربعة في العالم الإسلامي، اسمه إبراهيم بن عبدالعزيز أبو المجد ولد عام 653 هـ، الموافق 1255م، بمدينة دسوق، وفق الإمام الشعراني والإمام المناوي والعارف النبهاني، في كتابه "الطبقات الكبرى"، عاش من العمر 43 عاماً، ويتردد أن الإمام الدسوقي أقام بخلوته في دسوق عشرين سنة في انفراد مع ربه قانتا متبتلا يسبح في بحار القرب.
ويرجع نسب "الدسوقى" من ناحية الأب إلى سيدنا علي ابن أبي طالب، والسيدة فاطمة الزهراء بنت المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وحفظ القرآن الكريم وتفقه على مذهب الإمام الشافعى وعشق الخلوة منذ صغره ودخلها للتعبد وهو ابن 3 سنوات وخرج منها لمريديه وهو ابن 23 عاماً، وسطع نجمه فى العلوم والمعارف وانتشرت طريقته حتى وصل صيته إلى كل أرجاء البلاد، منذ أن ترك الخلوة وتفرغ لتلاميذه، الذين لقبوه بـ"برهان الدين"، و"أبا العينين"، كناية عن التفقه في "الشريعة والحقيقة"، وكانت له صلات وثيقة بالسيد أحمد البدوى وتبادلا الرسائل بواسطة مريديهما، وله كرامات عديدة يحفظها مريدوه عن ظهر قلب.
نُسب لـ"الدسوقى"، عدداً من الكرامات، منها توجه أحد تلامذته إلى الإسكندرية لقضاء شيء من السوق لشيخه، فتشاجر أحد التجار مع الرجل، فاشتكاه التاجر إلى قاضى المدينة، وكان هذا القاضى ظالماً يكره الأولياء، حسب الرواية، ولما علم أن خصم البائع من أتباع إبراهيم الدسوقى أمر بحبسه وإهانته، فأرسل التابع إلى الشيخ يستغيث به من ظلم القاضى، فكتب الشيخ الدسوقى رقعة وأعطاها لرجل من أتباعه، وأمره بتسليمها للقاضى، فلما وصلت الرقعة إلى القاضى، جمع أصحابه وأخذ يستهزئ بحامل الورقة وبما فيها، حتى وصل به الحال إلى سب الشيخ، ثم أخذ يقرأ الورقة على أصحابه، فلما قرأها قضى نحبه إذ شهق فمات.
كما نُسب اليه، إنه حدث صِدام بين الدسوقي والملك الأشرف خليل بن قلاوون بعد توليه حكم مصر، بسبب فرض الحاكم المزيد من الضرائب غير المبررة على رعايا الدولة، فبعث له الدسوقي رسائل ينصحه فيها ويزجره ويطلب منه الرحمة بالناس وإقامة العدل، فوشوا بالدسوقي عند السلطان، وأغروه بقتله حتى لا يُحدِث فتنة في البلاد، فبدأوا بإرسال طرد عبارة عن شهد مسموم كهدية من السلطان للدسوقي، فتسلم الدسوقي الهدية ثم جمع فقراء المدينة، وقال لهم: "هذا شهد إن شاء الله تعالى، كُلوه ولا مبالاة بإذن الله"، فأكله الفقراء ولم يؤثر في أحد.
ودُفن الدسوقي بمدينة دسوق محل مولده، والتي لم يغادرها في حياته إلا مراتٍ معدودة، وأقام أهل المدينة بعد ذلك على ضريحه زاوية صغيرة، وتوسعت شيئاً فشيئاً فتحولت الزاوية إلى مسجد من أكبر مساجد مصر، والذي يُعرف حالياً بمسجد سيدي إبراهيم الدسوقي ويزوره سنوياً أكثر من مليونى زائر، وسط إجراءات امنية مشددة.
ويقام احتفالان للإمام كل عام، أحدهما فى شهر أبريل يُسمى بالمولد الرجبى، والثانى فى أكتوبر وهو الاحتفال بمولده الذى يُعد من أكبر الاحتفالات الدينية فى مصر، كما أن شوارع مدينة دسوق تتحول إلى مخيمات لاستقبال الوافدين من الدول العربية.