عضو "الشوري" السعودي السابق: ميول طواقم "بي بي سي" إما متطرفة أو إسرائيلية
الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة
ندَّد عضو مجلس الشورى السعودى السابق الدكتور محمد بن عبدالله آل زلفة بسياسات شبكة «بى بى سى» البريطانية حيال القضايا العربية، التى وفقاً له تجاهلت قضايا الأمن القومى العربى، وقال «آل زلفة»، فى حوار عبر الهاتف لـ«الوطن»، إن «طواقم (بى بى سى) بينهم أصحاب ميول إخوانية وتركية ومتطرفة أو إسرائيلية»، مضيفاً أن القناة تدعم جماعة الإخوان استكمالاً لما قامت به المخابرات البريطانية عندما أسست جماعة الإخوان لضرب حركات التحرر الوطنى، داعياً الشعوب العربية إلى عدم الانخداع بأكاذيبها.
دعمها لـ«التنظيم الإرهابى» استمرار للسياسات الاستعمارية.. وعلى الشعوب العربية أن تعى المؤامرة
ما رأيك فى طريقة تعامل «بى بى سى» مع الأحداث والقضايا العربية؟
- «بى بى سى» للأسف تركز دوماً على السلبيات فى الدول العربية كغيرها من المحطات الأجنبية الناطقة باللغة العربية، وإن كانت «بى بى سى» أقدمها.
بكل أسف «بى بى سى» تصف نفسها دوماً بالحيادية والموضوعية، رغم أنها لا تأخذ فى اعتبارها مهددات الأمن القومى العربى والمنظمات الإرهابية المدعومة من أنظمة مثل إيران وقطر، تفتقد إلى الموضوعية فى ظل تطعيم طواقم العاملين فيها بأفراد إما لهم ميول إخوانية أو إيرانية أو تركية أو متطرفة، وإما أصحاب ميول لإسرائيل.
ولذلك مع كل الاحترام للإعلام المحترم، نلمس أن «بى بى سى» لم تعد تلك التى كان العالم العربى يراها من قبل فيما يتعلق بمعايير الحيادية والموضوعية، وهذا أمر يلاحظه المتابعون لتغطيتها فيما يتعلق بالحوثيين، ودعمها لمنظمات تسمى بالحقوقية والإنسانية التى تتبنى مواقف ضد المصالح العربية.
بريطانيا لها علاقة تاريخية مع جماعة الإخوان، هل ترى أن هذا انعكس على تعاطى «بى بى سى» مع الجماعة والقضايا العربية؟
- أعتقد ذلك، لأنه إذا عُدنا إلى التاريخ، مَن الذى أنشأ جماعة الإخوان؟ أنشأتها المخابرات البريطانية حينما كانت بريطانيا تحتل مصر، وحين كانت هناك حركات وطنية تحررية فى مصر أراد البريطانيون إيجاد كيان يشتت هذه الحركات ويضربها ويلعب على وتيرة الإسلام والانقسامات، هذا ما أرادته المخابرات البريطانية، أرادت إسلاماً يخدم مصالحها، وهذا الأمر لا يخفى على أحد من المتابعين لتاريخ الجماعة ولسياسات بريطانيا.
ولهذا لا أستغرب أن تستلهم «بى بى سى» البريطانية خط المخابرات البريطانية وتعود لما يراه خبراء المخابرات والدعم الواضح للإخوان.
محمد آل زلفة: القناة تعمل وفق سياسات المخابرات البريطانية المؤسِّسة لـ"الإخوان".. و"الجزيرة" القطرية الابنة البارة لها
إذاً أنت ترى أن المخابرات البريطانية لها يد كبيرة فيما يتعلق بتعامل «بى بى سى» مع تيارات الإخوان؟
- أعتقد ذلك، لأن المخابرات البريطانية سلسلة لا تنقطع، هى التى خلقت الإخوان، وهى التى تدعم نشاطهم فى كثير من البلدان العربية وتبنَّتهم من الأساس، ولذلك أعتقد أن «بى بى سى» لديها التزام أدبى تجاه الإخوان وتبنّى قضايا الجماعة، وكذلك الحال بالنسبة لمختلف وسائل الإعلام البريطانية.
إذا كانت «بى بى سى» هذا هو حالها بحسب رأيك، ما الفارق بينها وبين «الجزيرة» القطرية؟
- بكل أسف، قناة «الجزيرة» القطرية هى الابنة البارة لـ«بى بى سى»، نفس الاتجاهات ونفس الخط التحريرى ونفس ظروف النشأة، ونفس الفئات التى كانت فاعلة فى «بى بى سى» حين تقدم بهم العمر انتقلوا إلى «الجزيرة» فى بداية نشأتها ولديهم أفكار «بى بى سى» التى تبنوها وسياستها والأفكار التى لا تريد للأمة العربية خيراً، السياسات التى تعمل على إشاعة الفوضى والاضطرابات.
ماذا عن سبل المواجهة والتعاطى مع المحتوى الذى تبثه «بى بى سى»؟
- أعتقد أن الوعى العربى الآن بدأ يتبلور ولا يخضع لما تبثه هذه الوسائل التى تلعب على مشاعر الناس تحت مسميات مختلفة. ولذلك فإن وسائل الإعلام العربية عليها أن توعى شعوبها بالمؤامرة التى وقعنا ضحية لها منذ القرن الماض.
نحتاج إلى إعلام عربى حقيقى
نحتاج إلى إعلام عربى حقيقى يقظ يعرف مصالح الأمة العربية وقضاياها وتحدياتها، إعلام يتصدى لكل محاولات النيل من الوحدة الوطنية وسيادة الدول العربية، يجب ألا نترك المشاهد العربى يقع فريسة لهذه الفضائيات التى تريد التخريب والفوضى كما كان تاريخها كذلك مع دولنا. يجب ألا يترك المشاهد العربى تنطلى عليه مثل هذه الأكاذيب والتغطيات المشوهة للأحداث فى المنطقة.