بريد الوطن.. الجامعة المفرقة والأحلام الغائبة
جامعة القاهرة
لم يمض على انطلاق صفارة بداية العام الجديد سوى بضع ساعات، مرت على البعض كما لو كانت أعواماً، من هؤلاء كنت أنا، هذا أنا أعرفكم بنفسى طالبُ بالعام الجامعى الأول، لن أخدعكم إن قلت إننى كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر كما ينتظره طالب الروضة الصغير، اليوم الأول من العام الجامعى، كنت أرسم له صوراً، وأحلاماً وآمالاً، لكن سقطت كل تلك الآمال والأفكار عند باب الجامعة، لم أتصور أبداً أن تكون بتلك القسوة، أنظر لها كما لو كانت أُماً حنوناً وهى تنظر إلىّ كما لو كنت ولد زوجها، أسوارٌ مشيدة كما لو كانت قلعةً حصينةً يهيم الرائى لها فى بحار من الحب، لكن حينما تطأ قدمك أرضها تجد ما لا يسرك إطلاقاً، تختفى كل تلك الملذات التى همت بها قبل أن تطأ قدمك حرمها، لا ترى عيناك إلا قلباً مهشماً عفا عليه الزمن، حتى إنه لم يعد يرقى لأن يكون ملجأ، نعم.. لم يعد ذلك القلب يصلح لأن يكون ملجأ، وأى ملجأ إنه ملجأ العطش للعلم، قلوبٌ مهشمة، معدة لا بالكاد تستطيع البقاء على قيد الحياة إن لم تكن اهترأت ولم يعد لديها القدرة على هضم ما بداخلها، وشرايين يجرى بها الخبث قبل الطيب، فماذا بعد ذلك.
أحمد حسن حفنى
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com