لا لتدمير أطفالنا.. جرائم "مرات الأب": "رحاب" أصيبت بكسر في 4 ضلوع و"شهد" اتكتم نفسها ماتت
العنف ضد الأطفال
بعد رحيل الزوجة بالوفاة أو الطلاق، يعقد الزوج قرانه على أخرى، مُحتفظاً بحقه فى رعاية أطفاله فى حضنه، من هنا تبدأ المشاكل التى عادة ما تنتهى بجريمة، يروح ضحيتها أطفال بدم بارد، وكأن الأب حين وقّع على وثيقة زواجه للمرة الثانية، كتب شهادة وفاة أو عقد تنازل عن أطفاله، وبين تعذيب وتشويه وقتل.. فتش عن «مرات الأب».
الغيرة
كسر بأربعة أضلع، وسحجات بالبطن والوجه، وكدمات بأنحاء الجسد، كان نصيب الطفلة «رحاب حلمى»، 4 سنوات، من زوجة أبيها، التى لا تُنجب، لينتهى بها الحال فى مستشفى بنها الجامعى، واتضح فى التقرير الطبى أن الإصابات ناتجة عن تعذيب لمدة أيام وليس ليوم واحد، بينما أرجع الوالد السبب إلى: «زوجتى كانت تكرهها لأنها لم تنجب».
"روضة وفاطمة" اتلسعوا بـ"سكينة سخنة"
الفضيحة
مكالمة تليفون بين زوجة الأب وشاب، سمعتها الطفلة شهد محمد، تسبّبت فى كتم أنفاسها حتى فارقت الحياة، على يد زوجة أبيها، بعد أن هدّدتها الصغيرة بإبلاغ والدها، وفضح أمرها، فقرّرت التخلص منها فى بيت حماها بمنطقة ميت عقبة، مستغلة انشغال الأب بعمله على التاكسى.
تواطؤ الأب
تحت إشراف الأب، كانت الزوجة تجرّد «روضة»، 10 سنوات، و«فاطمة»، 7 سنوات، من ملابسهما فى ليالى الشتاء، وتصب عليهما الماء البارد، وأحياناً تعصم أعينهما وتوثق أيديهما وأرجلهما، وتضربهما بـ«سلك كهرباء»، ليصل جبروتها إلى حد تعذيبهما بسكين ساخن، وفرارهما من المنزل بمنطقة المرج، لكن شاءت العناية الإلهية عثور سيدة عليهما، وتقديم بلاغ بالواقعة، وتمثل الزوجة وشريكها الأب أمام محكمة الجنح لينالا عقابهما.
عدم الطاعة
عبر فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعى، روت هبة السعدنى، ابنة محافظة دمياط، والطالبة فى الصف الثانى الابتدائى، وقائع التعذيب التى تعرّضت لها على يد زوجة أبيها، وتنوّعت بين كسور وجروح غائرة بجميع أنجاء جسدها، لسبب واحد أنها لا تُطيع أوامرها، فاستحلت ضربها بكل عنف وجبروت، ولم تجد مفراً سوى الهروب، والرقود على فراش المستشفى التخصصى فى دمياط، فى حالة من الحسرة والكمد.
وفاة الأب
4 أبناء ظنّت زوجة الأب أنها ورثتهم ضمن تركتها عن زوجها، وبحجة «الشقاوة» احتجزتهم داخل غرفة، وقيّدتهم بالسلاسل الحديدية، وتفنّنت فى تعذيبهم، بعصى وخراطيم وسجائر، دون أن تحرك صرخاتهم ساكناً داخلها، إلى أن كشف الواقعة شقيق زوجها، الذى عثر على الأطفال معلقين من أيديهم بسلاسل حديدية، وتوجد على أجسادهم آثار حرق وضرب مبرح، فاصطحبهم للمستشفى، وتقدم ببلاغ إلى نيابة «الصف».
"المهدى": بيت "زوجة الأب" بيئة حاضنة للعنف
الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، يرى أن شعور زوجة الأب بأنها مجبرة على رعاية أبناء ليسوا من نسلها، وأن استمرار علاقتها بزوجها أحياناً مرهون بتحمّل هذا العبء، يخلق توترات وتداعيات نفسية داخلها، ومع ازدياد حدة التوتر، يكون البيت بيئة حاضنة للعنف بدرجاته المختلفة، ويمكن أن يسفر عن جريمة.
الأب هو من يملك حل تلك الأزمة، حسب «المهدى»، وعليه أن يخلق توازناً فى العلاقة بين الزوجة والأبناء، وألا تغمض عيناه عما يحدث بالبيت، ولو فشل فى لعب هذا الدور، عليه الاستعانة بحكماء من الأسرة، أو متخصصين، لتخفيف الأعباء النفسية وتحسين مستوى التواصل بين الزوجة والأبناء.
كانت "الوطن" أطلقت، حملة باسم "لا لتدمير أطفالنا" تستهدف مكافحة العنف ضد الأطفال، والكشف عن تأثيراته المدمرة على الصحة النفسية، وكيف يمكن أن يساهم هذا السلوك المشين في خلق جيل مشوه يعاني من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية، من خلال قصص وحكايات إنسانية، أبطالها أطفال واجهوا درجات مختلفة من العنف بجميع صوره، يحكون تجاربهم ويروون مواقف شهدوا عليها وعاشوها، أفقدتهم براءتهم وطفولتهم.
ولإتاحة الفرصة للكشف عن أي جرائم ترتكب ضد الأطفال، تعلن "الوطن" عن استقبال شكاوى أو مشاكل خاصة بالقضية عبر البريد الإلكتروني newspaper@elwatannews.com، أو عبر صفحاتنا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ لنساهم معًا في القضاء على هذه الظاهرة والمشاركة في بناء جيل لا يعاني من مشاكل نفسية.