"الحريري مرة أخرى".. لبنان أمام سيناريوهين بعد استقالة الحكومة
رئيس الحكومة اللبناني المستقيل سعد الحريري
أثار تقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الثلاثاء، استقالته إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، وذلك بعد نحو أسبوعين من احتجاجات شعبية تهز البلاد، الحديث عن سيناريوهات معقدة يمر بها لبنان بعد الخطوة التي اتخذها منذ ساعات.
وقال المحلل السياسي اللبناني فادي وليد عاكوم، لـ"الوطن" إن سيناريوهات لبنان المتوقعة في المرحلة المقبلة مرتبطة بالتطورات الإقليمية وما يجري من مفاوضات إقليمية مباشرة وغير مباشرة وبعض الإيحاءات الدولية التي تعنى بالشأن الداخلي اللبناني.
ورأى عاكوم، أن السيناريو الأول يتمثل في استمرار فترة الفراغ الحكومي بحكومة تصريف أعمال برئاسة سعد الحريري نفسه وهو الأمر الذي يعطى السياسيين اللبنانيين فترة طويلة للتباحث، من أجل الوصول لحكومة ترضي الشارع اللبناني بشكل مباشر ربما تكون حكومة محاصصة غير مرتبطة بحزبيين أو سياسيين غير متورطين بقضايا الفساد المعروفة.
وأوضح عاكوم أن السبب في احتمالية اختيار الحريري رئيس وزراء مؤقت في حكومة تسيير الأعمال، حيث إن سعد الحريري قريب من جميع الأطراف ومن الشارع نفسه وبعد ما تعرض له المعتصمون في ساحات رياض الصلح والشهداء.
أما السيناريو الثاني وهو الأبعد من وجهة نظر المحلل السياسي اللبناني، تشكيل حكومة عسكرية، برئاسة قائد الجيش وبعض الوزراء اللبنانيين بتكليف من الرئيس اللبنان، وأرجع استبعاد هذا السيناريو إلى أن هذا سيعتبر نهاية حزب الله في السياسة والبرلمان وسيعود إلى نقطة الصفر لكن الجميع ينتظر ما ستؤول إليه التفاهمات والتجاذبات الإقليمية خلال الأيام المقبلة.
وفي كلمة مباشرة ومقتضبة وجهها إلى الشعب اللبناني، قال الحريري إنه "منذ 13 يوما والشعب اللبناني ينتظر قرارا بحل سياسي يوقف التدهور، وأنا حاولت خلال هذه الفترة أن أجد مخرجا نستمع من خلاله لصوت الناس ونحمي البلد من المخاطر الأمنية والاقتصادية والمعيشية".
وأضاف: "لا أخفيكم وصلت إلى طريق مسدود وصار واجبا عمل صدمة كبيرة من أجل مواجهة الأزمة"، موضحا"سأتوجه إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة" لرئيس الجمهورية ميشال عون وللشعب اللبناني، "تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".