أخصائية تربية: أصحابها يحتاجون رعاية أسرية غير تقليدية
مريم مع أحد حالات متلازمة داون
لم تكن مريم عادل الفتاة العشرينية التى نشأت وتربت فى محافظة الإسكندرية تعرف أنها سوف تتجه إلى مجال التربية الخاصة، بعدما كانت لا تعرف شيئاً عن أساسيات التربية الصحيحة، لكن شاءت الأقدار أن تُصاب الفتاة التى لم تكن تبلغ من العمر ٦ سنوات حينها بمرض نادر لم يعرف الأطباء له تشخيصاً، وتولد داخلها شىء غريب هو حب حالات داون: «ابن خالتى من حالات المتلازمة كان بيصلى علشانى ليل ونهار لحد ما خفيت، ومن وقتها أخدت عهد على نفسى أتعلم إزاى أتعامل معاهم».
وتوضح أخصائى التربية الخاصة قائلة: «وأنا فى ابتدائى كنت بروح ملاجئ مرة فى الأسبوع، وبكون أنا وغيرى مسئولين عن الحالات دى»، وتضيف أنها أحبت التعامل مع حالات داون بعدما اكتشفت أنهم لا يحملون مكروهاً لأحد ويحتاجون إلى رعاية واهتمام أسرى: «أبويا نصحنى أتعلم أساليب ووسائل التخاطب علشان أخدمهم وأقدر أخرجهم من عزلتهم وبالفعل أخذت بنصيحته ودرست صحة نفسية علشان يكون التعامل على أسس علمية صحيحة»، وتتابع: «بقى حلم عندى من صغرى إنى أبقى أخصائى احتياجات خاصة»، وتؤكد أنها التحقت بكلية رياض أطفال بجامعة الإسكندرية رغبة منها فى تعلم المزيد عن طرق التعامل مع حالات المتلازمة: «دخلت قسم اسمه تدخل مبكر، وده تخصص لذوى احتياجات خاصة».
"مريم": أحببت التعامل مع "الحالات" بعدما اكتشفت أنهم لا يحملون مكروهاً لأحد
وتوضح أن حالات داون يمكن التعرف عليها بشكل يسير من خلال النظر إلى بعض السمات الظاهرية: «فى إيده عقلتين مش تلاتة، ورجله بتكون عريضة وعنده عقلة واحدة، وشكل عينه بتكون زى المنغوليين وعلشان كده جات تسمية الطفل المنغولى، يعنى اللى عينه واسعة».
وتكمل «مريم» الصفات الظاهرية وتقول: «ودنه صغيرة، والأنف كمان، الفك الأعلى أكبر من الأسفل، اللسان أطول وأعرض من الأشخاص العادية»، وتشير أخصائى التربية الخاصة إلى أن طول اللسان يدفع الطفل إلى عض لسانه مما يتسبب فى انشقاق اللسان وإصابته بجروح: «ما دام الأهل وأخصائى التربية الخاصة مهتم إنه يقوله يدخل لسانه جوا هو مع وقت هيبطل يطلعه بس لازم يكون الكلام مش بعنف».