"إيده سر بطولته".. "ياسر" 8 سنين على كرسي متحرك وبيساعد في مصروف البيت
الطفل ياسر أحمد
لم يعش حياته كبقية الأطفال الذين هم في نفس عمره، ليس فقط بسبب المرض الذي انتهك براءته قبل أن يتجاوز عامه الـ6، وسلب منه القدرة على الحركة وجعله يلازم كرسيا متحركا، بل أيضا أجبرته الظروف على حمل مسؤولية صعبة على عاتقه، ليجد نفسه مضطرا لأن يعمل لمساعدة أسرته ماديا في توفير نفقاتهم عقب الحادث الذي تعرض له والده.
الطفل ياسر أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، من أبناء محافظة المنيا مركز بني مزار، يعمل في صناعة المشغولات اليدية والإكسسوارات، ويعمل على بيعها في المعارض المختلفة التي تقام في المحافظات المختلفة.
تروي والدة الطفل ياسر لـ"الوطن"، أن العجز في الحركة الذي يعاني منه تسبب فيه إصابته بمرض الالتهاب السحائي، الذي تعرض له منذ عامين، حيث أثر المرض على المخ والنخاع، فتسبب له في إصابته بالعجز عن الحركة، ويتم علاجه في أحد مستشفيات القاهرة.
تعلم ياسر عمل المشغولات اليدية منذ عام تقريبا، بعدما فكر في شراء هدية غير تقليدية لأحد الطبيبات التي كانت تشرف على حالته الصحية، "شاف عروسة من الخرز عجبته واشترها هدية ليها.. وطلب مني أنه يتعلم صناعة المشغولات دي"، ووفرت الأم بالفعل أحد المشتغلين بهذه المهنة لتعليمها لنجلها.
بدأ التسويق لمنتجات "ياسر" عن طريق الصدفة، حيث أهدي أحد طبيبات المستشفى التى يعالج بها مسبحه صنعها لها خصيصا، فنشرت صورتها على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وطلب من متابعيها مساعدته وبالفعل تلقينا عدة طلبات من مشغولاته، وطلب منه الاشتراك في معارض خيرية، كان أخرها الشهر الماضي في معرض أقيم بمنطقة المعادي.
"ياسر بيساعد في مصروف البيت"، وذلك من أرباح النشغولات اليدية التي يبيعها، حيث تعرض والده لحادث منذ عدة أشهر، أجرى على إثرها عدة عمليات جراحية، ومنعته عن الذهاب إلى عمله منذ فترة وحتي الآن.
كلماته البسيطة لا تتوافق مع حجم المسؤولية التي قرر أن يحملها بنفسه، فلم يتفوه سوى بكلمات بسيطة عكست طفولته، حيث عبر ياسر لـ"الوطن"، عن سعادته بالعمل الذي يقوم به بكلمات قليلة، "أنا بعمل سبحة وميداليات وفوانيس واكسسوارات وبعمل الكعبة.. من الخرز وخيط السنارة"، ويكون في قمة سعادته عندما يبدي أي شخص إعجابه للمنتجات التي يصنعها.
يبحث الطفل البالغ من العمر 8 سنوات، عن أحدث التصميمات أو الأشكال التي يمكن أن ينفذها على صفحات الأنترنت، كما يبحث على موقع الفيديوهات "يوتيوب" عن كيفية تصميم أي شكل يصعب عليه، ليتعلمه وينتجه في صورة أكثر تطورا.
"نفسي أخف عشان ابقي طيار"، بهذه الكلمات اختتم ياسر حديثه، فعند مشاهدته لطيار في التلفاز يحلم أن يكون مثله في يوم من الأيام، أو عند مشاهدته طائرة في السماء يحلم أن يقود مثلها في المستقبل.