من خصومه لحلفائه.. انتقادات "ترامب" تطول الجميع
ترامب - أرشيفية
اعتاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كيل الانتقادات لكل من يعارض قراراته، أو حتى قناعاته الشخصية حتى لو كانت فاشلة وغير منطقية، فهو يصر على أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون "واضح" ويصف علاقته به بأنها طيبة بعد أن كان يكيل له السباب، وصرح بأن "كيم" في لقائه الشهير عند خط الحدود الفاصل بين الكوريتين، تقدم بـ"اعتذارات"، بسبب قيام بيونج يانج، بإطلاق صواريخ باليستية، وعاد مؤخرا ليصف تجارب إطلاق الصواريخ من جانب بيونج يانج بأنها غير مؤثرة.
واليوم، هدد "ترامب" بحجب المساعدات الفدرالية عن كاليفورنيا بعدما انتقد حاكمها الديموقراطي سياسات "ترامب" البيئية، وخلال الأسبوعين الماضيين اجتاحت الحرائق نحو 40 ألف هكتار من أراضي الولاية، وواصل رجال الإطفاء، الأحد، مكافحة ما أطلق عليه اسم "ماريا فاير" على بعد نحو 60 ميلا شمال غرب لوس انجليس.
وفي تكرار لهجومه على الولاية العام الماضي عندما أدت الحرائق شمال كاليفورنيا إلى مقتل 86 شخصا، ألقى ترامب باللوم على حاكم الولاية جافن نيوسم وقال إن "أداءه في إدارة الغابات كان سيئا للغاية"، وكتب على تويتر، "في كل عام مع اندلاع الحرائق واحتراق كاليفورنيا، يتكرر الأمر نفسه، وبعد ذلك يأتي إلى الحكومة الفدرالية لطلب المساعدة المالية. لن نعطيه المزيد. حسّن أداءك أيها الحاكم".
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز هذا الأسبوع، أشار "نيوسم" إلى تصريحات ترامب المشككة في التغير المناخي، وإلغائه الحمايات البيئية، وقال "نحن نشن حربا ضد أكثر الحرائق تدميرا في تاريخ ولايتنا، وترامب يشن هجوما شاملاً ضد علاج هذه الحرائق".
وشكك الرئيس في مناسبات عدة بدقة الإجماع العلمي على أن النشاطات البشرية تتسبب في التغيرات المناخية، وخصوصا الجفاف الذي أسهم في حرائق كاليفورنيا.
وفي 18 سبتمبر، قررت إدارته الغاء سلطة كاليفورنيا في تحديد معاييرها الخاصة بالتلوث الذي تتسبب به السيارات، وانتقد "نيوسم" ما وصفه بإزدواجية الإدارة الجمهورية في التعامل مع الكوارث، وقال "الليلة الماضية وافقوا على سبع منح طارئة إضافية في وقت قياسي.. ولكن الغريب أن ترامب يفعل كل ما هو صواب للاستجابة لهذه الكوارث، وكل ما هو خاطئ في معالجة ما يحدث للتسبب بها".
وبسبب خلاف في أسلوب إدارة النقد والاقتصاد، شن "ترامب" هجوما، أواخر الشهر الماضي، على مجلس الاحتياطى الاتحادى ، قائلا إنه بحاجة إلى اقتفاء أثر الدول الأخرى التى أقرت أسعار فائدة سلبية، وذلك فى مستهل اجتماع مدته يومان من المتوقع أن يسفر عن خفض لسعر الفائدة، وكتب ترامب على تويتر "مجلس الاحتياطى لا يفهم! لدينا إمكانيات لا نهائية، ولا يكبلنا إلا مجلس الاحتياطى."
وخلال نفس الشهر، ومع بدء العدوان التركي على شمال سوريا، انتقد "ترامب" حلفائه الأكراد، قائلاً إنهم لم يساعدوا الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، وأنهم كانوا يقاتلون فقط من أجل أرضهم في سوريا خلال المعركة مع تنظيم "داعش".
وقال ترامب خلال حدث عقد في غرفة روزفليت بالبيت الأبيض إن الأكراد يقاتلون من أجل الاراضي، وأشار ترامب إلى مقال بشأن الأكراد، وأضاف: "كما كتب أحدهم، الأكراد لم يساعدونا في الحرب العالمية الثانية ولم يساعدونا في نورماندي، ولكنهم ساعدونا لنساعدهم في أرضهم، وهذا شيء مختلف".
وجاءت تصريحات "ترامب" في البيت الأبيض في الوقت الذي كانت تركيا تشن هجوماً في شمال سوريا ضد القوات الكردية المتحالفة مع الولايات المتحدة، ووقد مهد ترامب الطريق للهجوم التركي عندما أعلن في وقت سابق، مما أثار غضب الحزب الجمهوري، الذي قال قادته إن قرار ترامب هو خيانة لحليف موالٍ للولايات المتحدة. وقال ترامب: "مع كل ذلك، نحن نحب الأكراد، نعم ، لقد قاتلوا معنا، ولكنهم يقاتلون من أجل أرضهم"، وبالطبع اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية قرار ترامب "طعنة في الظهر".
ولم يسلم مسئولي شركة "أبل" من انتقادات ترامب، حتى أنه انتقد، خلال نفس الشهر، تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" بسبب إلغاء الشركة إلغاء الزر الرئيسي في هواتفها الحديثة نسبيا، وكتب ترامب على حسابه الرسمي بموقع "تويتر": "إلى تيم : "الزر في هاتف آيفون كان أفضل بكثير من لمس الشاشة". ووجه "ترامب" تغريدته إلى أكبر مسؤول في شركة "أبل"، الذي يعرفه جيدا على المستوى لشخصي، وتناول العشاء مع "ترامب" مرتين على الأقل وناقش معه قضايا تجارية في مناسبات مختلفة.