​

اتخذت المظاهرات التي بدأت في هونج كونج منذ عدة أسابيع شكلاً أكثر عنفاً، مع استمرار المتظاهرين في غزو شوارع المدينة ذات الأهمية الاقتصادية الكبيرة، وتزايد عدد القوات الأمنية التي تدفع بها الصين لمواجهة هذه المظاهرات، إلا أن مشهداً محدداً قد لفت الأنظار بشدة، وأثار غضب الكثيرين، بسبب التصرف الهمجي الذي قام به أحد المؤيدين للحكومة الصينية.

واعتدى رجل مسلح على مجموعة من المتظاهرين المعارضين للحكومة الصينية، وأصاب ستة منهم بجروح، إضافة إلى اشتباكه في عراك عنيف مع متظاهر آخر حاول مواجهته ونزع السلاح من يده، و"عض" أذن المتظاهر المؤيد للديمقراطية، حتى انقطع جزء كبير من الأذن وسالت دماء الرجل بغزارة، بحسب ما نشرته صحيفة "Daily Mail" الإنجليزية.

نجحت قناة "RTHK News" في تصوير الواقعة، التي حدثت خارج مركز تجاري بحي "تاي كو شينج" في مدينة "هونج كونج"، وأعلنت القناة أن المتهم الذي عض أذن المتظاهر هو رجل يتحدث لغة "ماندارين" الصينية، وهي اللغة السائدة بجمهورية الصين الشعبية، وأن العراك بدأ بعد مشادة كلامية بين الرجل المؤيد للصين ومجموعة من المتظاهرين المعارضين للحكومة الصينية والمؤيدين للديمقراطية.

أثارت الواقعة غضباً بين متظاهري "هونج كونج"، حيث طارد مجموعة منهم رجلاً صينياً، ادعوا أنه من قام بالاعتداء على المتظاهر وعض أذنه، وضربوه ضرباً مبرحاً وتركوه مغطى بالدماء.

أعلنت الشرطة بمدينة "هونج كونج" أن الاعتداء الذي قام به الرجل المؤيد للصين تسبب في إصابة أربعة رجال وسيدتين بجروح، إضافة إلى إصابة متظاهر سابع، يدعى "شيو"، بتمزق شديد في واحدة من اذنيه، حيث انقطع جزءاً منها بشكل كامل بسبب قوة العضة، وأضافت الشرطة أنه قد تم القبض على ثلاثة أشخاص، على خلفية الاعتداء والملابسات المتعلقة به.

تأتي الواقعة كمشهد جديد في مسلسل العنف وعدم الاستقرار بمدينة "هونج كونج" الذي لا يبدو انه سيشهد نهاية قريبة، حيث مازالت المظاهرات والاعتصامات والمواجهات بين المطالبين بالديمقراطية وقوات الشرطة مستمرة للأسبوع الثاني والعشرين على التوالي، بدون أي بادرة تنم عن نية أي من الطرفين في التراجع عن موقفه.

تلجأ الشرطة بشكل متزايد لاستخدام القنابل المسيلة للدموع ورشاشات المياه والرصاص المطاطي، بينما يقوم متظاهرو "هونج كونج" أحياناً بالرد بشكل عنيف ايضاًن باستخدام قنابل المولوتوف والحجارة وسد الشوارع الحيوية للمدينة.