الولايات المتحدة تطرح مبادرة "ازدهار أفريقيا" لاختراق أسواق القارة السمراء
مؤتمر الغرفة الأمريكية
تبحث الولايات المتحدة تكثيف تحركاتها الفترة المقبلة من أجل اختراق الأسواق الأفريقية عبر بوابة مصر، وشهدت الغرفة الأمريكية بالقاهرة أمس استعراض مبادرة «ازدهار أفريقيا»، وهى المبادرة التى تستهدف من خلالها الحكومة الأمريكية زيادة وجود القطاع الخاص فى القارة السمراء، وزيادة الاستثمارات الأمريكية ومعدلات التجارة.
منسق المبادرة: أفريقيا تلعب دوراً محورياً فى الاقتصاد العالمى.. وهناك توجه أمريكى نحوها من جانب القطاع الخاص
وقال ماثيو ريس، منسق مبادرة ازدهار أفريقيا، إن هناك توجهاً أمريكياً نحو القارة الأفريقية من جانب القطاع الخاص. وأوضح، خلال المؤتمر الذى عقدته الغرفة الأمريكية، اليوم، أن أفريقيا تضم ستة من أسرع عشرة اقتصادات فى العالم، وسوقاً تضم أكثر من مليار نسمة، وهو ما يعنى أن أفريقيا تلعب دوراً محورياً فى الاقتصاد العالمى.
وأكد «ريس» أن مبادرة ازدهار أفريقيا لا ترتبط بوجود إدارة أمريكية بعينها، وأنه تم إطلاقها من أجل بناء مستقبل للعلاقات مع أفريقيا، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية لا تعكس حجم العلاقات التاريخية التى تمتد لعقود طويلة.
وأكد أن هناك فرصاً هائلة فى القارة الأفريقية فى مجالات الطاقة المتجددة وتحلية المياه ومشروعات البنية التحتية بشكل عام، لافتاً إلى أن المبادرة التى أطلقتها الحكومة الأمريكية تهدف إلى تحقيق طفرة كبيرة فى مجالات التجارة والاستثمار بين أمريكا وأفريقيا.
وأشار إلى أن هناك نحو ١٦ وزارة حكومية ووكالات تمويلية، من بينها بنك التصدير والاستيراد الأمريكى، وصندوق «الأوبك»، تستهدف جميعها توفير إطار تمويلى لتعزيز التجارة والاستثمار فى الدول الأفريقية.
وأضاف أن الغرض الرئيسى من إطلاق المبادرة هو اكتشاف الفرص المتاحة، خاصة أن الشركات الأمريكية طالبت، منذ سنوات، بتسهيل الحصول على خدمات لدعم التجارة والاستثمار مع أفريقيا، وتابع: المبادرة تستجيب لتلك المطالب من خلال توفير خدمة الشباك الواحد الذى يقدم مجموعة متكاملة من الخدمات إلى رجال الأعمال الأمريكيين والأفارقة.
وقال إن أبرز المشكلات التى تواجه القطاع الخاص المستثمر فى أفريقيا تكمن فى صعوبة انتقال وتحويل الأموال، وأشار إلى أن المبادرة تتضمن مقترحات بعقد اتفاقيات مع الحكومات الأفريقية لحل هذه المشكلة.
من جانبه قال أسامة بشاى، المدير التنفيذى لشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة، إن شركته لديها العديد من المشروعات فى أفريقيا أغلبها فى البنية التحتية وقطاعات المياه. وأكد أن مصر ما زالت، حتى الآن، أفضل مقصد استثمارى فى مجال البنية التحتية والاستثمار العقارى.
وقال أحمد خليل، مدير العلاقات الحكومية وشمال أفريقيا بشركة «جونسون آند جونسون»، إن القطاع الخاص يؤمن بأن مصر بوابة لأفريقيا، وأنها يمكن أن تلعب دوراً رئيسياً فى دعم وتعزيز التجارة والاستثمار فى القارة.
وأوضح أن شركته قامت بالعديد من الأعمال فى أفريقيا، منها القطاع الطبى، عبر المشاركة فى توفير مصل الإيبولا، فضلاً عن استثمارات الشركة فى السوق الإثيوبية.
وأكد وائل عبدوش، مدير شركة آى بى إم، أن شركته تركز بشدة على ملف التحول الرقمى فى مصر والقارة السمراء، موضحاً أن الشركة مهتمة بالتوسع فى أفريقيا والتوجه نحو أسواق جديدة، خاصة فى ظل عدد السكان ومعدلات النمو الاقتصادى المتحققة.
وأضاف أن أفريقيا تحتاج خلال الفترة المقبلة تعزيز الاستثمارات فى رأس المال البشرى، إلى جانب قطاعات الصحة والتعليم، لافتاً إلى أن الشركة تمكنت، على مدار الأعوام الماضية، من افتتاح مكاتب فى السنغال وغانا وكينيا وغيرها من الدول.
وأشار إلى أن التحول الرقمى سيفتح العديد من الفرص الاستثمارية التى ستعزز الوجود فى السوق الأفريقية والتى ستطال كافة القطاعات الاقتصادية.
وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد تكثيفاً لتحركات الشركات لزيادة وجودها فى القارة الأفريقية على خلفية المبادرة الأمريكية، بما يسهم فى استغلال الفرص المتاحة هناك.