لم أكن أعلم أن حرية الرأى والتعبير تتسبب فى غضب العاملين بدار الأوبرا المصرية ومكتب وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم، ولم أكن أعلم أن رصدى لواقعة إهانة زملاء صحفيين -وأنا واحدة منهم- يكون عقابها عند رجال الدكتورة حذفى من الجروب الصحفى لدار الأوبرا ومطالبتهم لرئيس القسم باستبعادى من تغطية المصدر، لأننى تجرأت وكتبت ما يغضبهم، ولكى أكون عبرة لأى زميل يقيّم عملهم أو ينتقد أخطاءهم.
سؤالى للدكتورة إيناس: هل سيادتك على دراية بما يحدث داخل أسوار الأوبرا، أم أن الصمت بالنسبة لك موافقة ضمنية على تفشى سطوة المركز الإعلامى ومديره محمد منير؟. هل لديك علم بما يحدث داخل واحد من أعرق منابر الثقافة المصرية؟.
بدأت الواقعة عندما تجرأت ورفضت الجلوس داخل أحد أبراج الإنارة فى حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية، أسوة بزملاء صحفيين مدعوين لتغطية الحفل، لم تخصص لهم أيضاً مقاعد محددة، بل تم تكديسهم داخل غرف معتمة. طالبت بمقعد مخصص داخل القاعة حتى أتمكن من تغطية الحفل بشكل أفضل، حيث تبين أن المقعد الذى تم توفيره مباع مسبقاً. وبعد 10 دقائق طلب أحد المنظمين رؤية تذكرتى فأخبرته أننى «صحفية»، ليرد أن صاحبة المقعد موجودة وفى حاجة إلى الجلوس، ويجب أن أخرج من القاعة لأن ليس لدىّ تذكرة.
«عدى معايا اليوم».. كان ذلك رد أحد أعضاء المركز الصحفى على غضبى من الموقف الذى تعرضت له، وهو الشخص الذى كنت أتواصل معه قبل الحفل بأسبوع حتى أحصل على دعوة، وأدخلنى إلى المسرح بدونها. هنا بلغت الإساءة حدها: لماذا أنت الوحيدة المعترضة بينما استسلم الآخرون للأمر من البداية؟. وكان ردى الوحيد هو الانسحاب فى هدوء.
خبر صغير فى الصفحة الأخيرة لـ«الوطن» عن تجاهل الصحفيين فى حفل افتتاح المهرجان، لم أكن أدرك وقتها أنه سيفتح علىّ أبواب الجحيم. مكالمات عديدة من مدير المركز الصحفى يتهمنى بالكذب: «أنت التى ذهبت للحفل دون دعوة.. وغادرت مقعدك بإرادتك.. وافتعلت مشكلة لا أساس لها من الصحة». وتوالت الاتهامات: «أنت شتمتينا وأهنتينا». فرددت: «أنا نقلت الصورة بموضوعية». فقال بتودد: «لازم تصالحينا.. زى ما كتبت ممكن تعملى حاجة حلوة للمهرجان وتشيرى لمجهودات المكتب الإعلامى». لكننى رفضت وقلت: «سيكون هناك تقييم للدورة كلها بعد انتهائها». ومن الواضح أن ردى لم يرض السيد مدير المركز الإعلامى فطالب رئيس قسمى فى الجريدة بمنعى من تغطية الأوبرا وتكليف زميل جديد!. فى اليوم التالى تم حذفى من «جروب أخبار دار الأوبرا» على تطبيق «واتس آب». وعندما سألت مدير المركز الإعلامى اتهمنى باتباع نظرية المؤامرة وتضخيم الأمور، قائلاً: «كل الناس زعلانة منك.. وأجمعوا إنك مبتنزليش شغل لينا طول السنة.. هتصرف وأخليه يرجعك».
والآن أسأل الدكتورة إيناس: هل أدفع ثمن عدم جلوسى فى أبراج الإنارة.. أم ثمن حديثى عما حدث؟. هل تتم معاقبتى من قبل أشخاص يتعاملون مع دار الأوبرا المصرية على أنها ملكية خاصة، أم يتم ترهيبى لكى لا أتفوه بأى شىء خارج الإطار الذى حدده السيد مدير المركز الإعلامى مسبقاً؟. هل تلك هى الطريقة التى أقرتها وزارة الثقافة ومن بعدها دار الأوبرا المصرية فى التعامل مع الصحفيين؟. وهل سيكون العقاب بعد نشر هذا المقال منعى تماماً من دخول الأوبرا؟. أرى أن ما يحدث لا يليق: لا بالأوبرا ولا بمهنة الصحافة، ولا أعلم إذا كان لدى «الوزيرة العازفة» رأى آخر!.