"الخشب المحلي" يتحدى "المستورد".. بشهادة "هيئة المواصفات" واختبار "المسمار"
مدير الجودة يفحص عينات «المستورد»
داخل معمل مراقبة الجودة بمصنع نجع حمادى لخشب «إم دى إف»، يقف الكيميائى عبدالحميد محمد، مدير عام إدارة الرقابة الصناعية والجودة، ليتابع عمله، ليس فى فحص منتجات مصنعه فقط، وإنما أيضاً فحص المنتجات المستوردة التى يحرص المصنع على الحصول عينات منها لمقارنتها بالمنتج بالمحلى الذى يخوض صراع بقاء معها.
فيما يتعلق بمنتجات المصنع، كما يقول «عبدالحميد»، تقوم إدارة الجودة بالرقابة على كافة العمليات الصناعية المتعلقة بها، بداية من المدخلات، مثل مصاص القصب أو مفروم الأشجار، وأى مادة خام أخرى، كالغراء أو غيرها، حيث يتم إجراء تحليل لها لمطابقة المواصفات القياسية الخاصة بها، حتى نصل للمنتج النهائى «ولو كمية غير مطابقة ما بنطلعهاش درجة أولى، وبتاخد تصنيف تانى، ويمكن تترفض».
مدير الجودة: اختباراتنا تؤكد أن معظم المنتجات الصينية والإندونيسية المستوردة غير مطابقة للمواصفات.. وحصلنا على شهادة الأيزو 9001
أما بالنسبة للمستورد، فيضيف مدير إدارة الجودة: «معظم المنتجات الصينية والإندونيسية غير مطابقة للمواصفات من نواحٍ كثيرة، من بينها اختبار نسب تشرّب المياه، ونسبة الفورمالدهايد فى الخشب، فضلاً عن معظم المواصفات الميكانيكية، وذلك رغم أنه يمكن أن يكون شكلها جيداً من الخارج»، لافتاً إلى أن معمل مراقبة الجودة يستخدم فى اختباراته أجهزة حديثة، من بينها جهاز اختبار ثمنه الآن مليون ونصف مليون جنيه، ولا يوجد فى مكان آخر بمصر غير مصنعهم، حسب قوله.
ويواصل «عبدالحميد» المقارنة بين المنتجين المحلى والمستورد، قائلاً: «فيه اختبار اسمه اختبار «المسمار»، ولما بنركب مسمار بُرمة فى عينات مستوردة ممكن تلاقيها فجأة تتفلق من النص، خاصة فى العينات الصينية، لكن إحنا الحمد لله مش كده، والمنتج بتاعنا عليه رقابة شديدة»، وعندنا جهاز ثمنه مليون ونصف المليون جنيه، وهذا هو الجهاز الوحيد فى مصر.
ومن بين الأشياء التى يتم قياسها كذلك نسبة «الفورمالدهايد»، وهو ما يقول عنه مدير الجودة: «الفورمالدهايد الزيادة غير مطابق بيئياً وصحياً، وممكن يسبب أمراض مش كويسة زى السرطانات مثلاً، وأثبتنا أن نسبته مرتفعة فى بعض المنتجات المستوردة، وخاصة الصينية والتايلاندية».
وفى المقابل، فإن «منتجاتنا عليها رقابة شديدة جداً، وحاصلة على علامة مطابقة للمواصفات القياسية المصرية، التى تضاهى المواصفات الأوروبية، والمصنع حاصل على شهادة الأيزو 9001، ويتكلف تكلفة إضافية كبيرة جداً لشراء مواد اسمها «الأسكافنجر» لمنع زيادة نسبة الفورمالدهايد وآثاره الضارة». وأشار مدير الجودة فى هذا الصدد إلى أن «الهيئة المصرية للمواصفات والجودة» تقوم بزيارات دورية للمصنع وتأخذ عينات عشوائية من منتجاته، وتجرى عليها اختبارات، «والحمد لله معظم عيناتنا ناجحة، ولا توجد مشاكل بيننا وبينهم».
وفيما يتعلق بما يقال عن أن منتجات الشركة بها «عيوب فنية» وهى التى أدت لركود إنتاجها، قال الدكتور عبدالباسط الجيلانى، مدير عام البحوث والتطوير بالمصنع، لو كان ذلك صحيحاً ما استمر إنتاج الشركة من 2001 حتى 2015، كانت خلالها تحقق أرباحاً بل وتصدر إنتاجها بشكل سنوى ثابت للخارج، مؤكداً أن السبب الأساسى لركود منتج المصنع هو ارتفاع تكلفة إنتاجه فى مقابل إغراق السوق بمنتجات مستوردة أقل سعراً.
وأشار «الجيلانى» إلى أنه ربما يحدث أن يكون هناك 3 ألواح مثلاً بها عيوب من بين 10 آلاف لوح تم بيعها، ويتم استبدالها، وهى نسبة طبيعية فى أى مصنع، لافتاً إلى أنه كان يكتشف بنفسه ذلك عندما ترد إليهم أى شكاوى، مشيراً فى هذا الصدد إلى أنهم اكتشفوا مؤخراً أن تجاراً فى أكثر من محافظة كانوا يبيعون منتجات الدرجة الثانية للشركة على أنها درجة أولى مصرى، بينما يبيعون الدرجة الأولى على أنها مستوردة.
وكشف مدير عام البحوث والتطوير عن أن المصنع لديه «معمل للخامات السليلوزية»، يتم فيه تقييم الخصائص السليلوزية لجميع المخلفات الزراعية أو الخشبية، ومن خلاله استطاع أن يُدخل خامات بديلة بداية من الذرة الرفيعة فى 2005، وجريدة ومخلفات النخيل فى 2018 و2019، مروراً بالجازورينا وألياف الموالح والسيسبان، وألياف الموالح، بالإضافة للمواد اللاصقة والمساعدة، وغيرها من الأبحاث التى تمت لتقليل التكلفة، بالإضافة لنشر هذه الأبحاث فى دوريات علمية وعالمية معروفة. وإلى جانب هذا المعمل، أشار «الجيلانى» إلى أن وحدة البحوث والتطوير بالمصنع، نجحت مؤخراً فى تجارب نصف صناعية لإنتاج ألواح MDF خالية من «الفورمالدهيد»، من خلال مواد لاصقة جديدة تصلح لصناعة موبيليا خالية من الفورمالدهيد، من خامات المصاص والنخيل والسيسبان والجازورينا، كاشفاً عن أن شركة هولندية تتفاوض معهم الآن لإنتاج هذا المنتج لتوزيعه فى أوروبا، وهو الأمر الذى ستقدم عليه الشركة فوراً إذا ثبت جدواه الاقتصادية.