أمين اللجنة النقابية: الإحباط يسيطر على 1500 عامل بعد توقف مصنع إنتاج أخشاب "إم دي إف"
عادل مشالى
«إحباط شديد، وخوف على مصدر رزقنا الوحيد»، بهذه الكلمات لخص عادل مشالى، أمين عام اللجنة النقابية للعاملين بشركة نجع حمادى للفيبربورد، حال زملائه العاملين بمصنع إنتاج أخشاب «إم دى إف» الوحيد فى مصر، الذى يضم نحو 500 عامل مباشر، وكان يعمل به نحو 1000 عامل آخر غير مباشر.
ففى الصعيد عموماً، كما يقول «مشالى»، «لا توجد فرص للعمل غير فى الزراعة وهى محدودة وعائدها بسيط، أو المصانع، ولا يوجد فى دشنا غير مصنعين، أحدهما مصنع سكر دشنا والآخر مصنعنا، وفيما عدا ذلك لا توجد سوى المصالح الحكومية، مثل شركات الكهرباء والتربية والتعليم وفرص العمل فيها محدودة أيضاً».
ويضيف أمين اللجنة النقابية: «المصنع هنا فتح باب رزق كتير، ما بين 500 عامل وإدارى، عمالة مباشرة، وحوالى 1000 عمالة غير مباشرة ما بين مناولين أو عمال فرز وحمالين وسائقين، كلهم غير معينين، وكلهم عملهم متوقف الآن لأن المصنع متوقف، لدرجة أن هناك مقاولات خاصة اضطرينا نشغل عمالنا والفنيين والمشرفين الدائمين فيها».
"مشالى": "لدينا شباب اتعين فى سن صغيرة وحياته تأثرت بتدهور العمل.. والبعض أقدم على الطلاق"
وإذا كانت العمالة غير المباشرة انقطع رزقها تماماً من المصنع الآن، فإن العمالة الدائمة تأثرت أيضاً، «فأسوة بالمصانع المتوقفة، الحوافز بتنزل طبيعى، وعندنا نزلت حوالى 30%، وده طبعاً بيأثر على العامل، اللى بيبقى مظبط نفسه، على مصاريف معينة أو جمعيات».
ويقول «مشالى»: «العمال مستائين جداً، لأنهم بنوا حياتهم على المصنع، وعندنا شباب اتعين فى سن صغيرة ولسه بادئين أسر جديدة، وبسبب العمل وإن المرتب قل، أسر اتهزت وحصلت حالات طلاق».
يستعيد أمين اللجنة النقابية تاريخ المشكلة، ومساعى حلها، قائلاً: «المشكلة دى بوادرها بانت من حوالى سنتين أو أكتر، ولكن تفاقمت أكتر السنة دى، نسبة للارتفاع الحاد فى أسعار الوقود، للدرجة التى جعلتنا نعمل شهرين فقط هذا العام».
وعندما بدأت بوادر الأزمة منذ أن حدث أول ارتفاع فى أسعار الوقود، كما يضيف «مشالى»: «سعينا كتير ورحنا لرئاسة الوزراء ووزير الصناعة واتحاد الصناعات، كنا بنحاول ننبهم ونقولهم إحنا احتمال يحصل عندنا كذا، وقلنا لهم خلى بالكم مش هنعرف ننتج، وقد كان».
«الآن، الغراء سعرها بقى 3 أضعاف سعرها القديم، والكهرباء زادت 500% والغاز 300%، والكلام ده زود أسعارنا، وجعل هناك فرق بين المنتج اللى بييجى من بره مش أقل من 1500 جنيه للمتر المكعب، طب هننافس إزاى، مع العلم إننا كنا بنصدر قبل كده وما كانش فيه خشبة بتقعد فى المصنع». لكن الآن «المنتج مكدس، ومعرض للأمطار وممكن حرائق»، فى الوقت الذى تشعر فيه أن هناك «مؤامرة» علينا، وبيشوهوا منتجنا رغم جودته، ورغم إن المستورد فيه عيوب كتيرة ولا توجد مواصفات قياسية تحكم استيراده.
إزاء ذلك لم تتوقف محاولات حل المشكلة من جانب اللجنة النقابية، حيث تمت دعوة وفد من النقابة العامة، للتعرف على مشكلة المصنع على الطبيعة والتدخل لحلها، كما قمنا بزيارة قبل أيام، مع ممثلين لشركات الورق بالصعيد التى تعانى من نفس المشكلات، لكل من اتحاد الصناعات والغرف التجارية والشركة القابضة للصناعات الغذائية التى تمتلك نسبة فى مصنعنا، لدعوتهم لسرعة التدخل لحل الأزمة، لكن «كل ما نروح لحد يقول هنرد عليكوا.. وطبعاً الكلام ده بياخد وقت، وإحنا عايزين استجابة سريعة».
ويقول «مشالى»: «إحنا بنحاول على قدر الإمكان نلحق ننقذ المصنع بأى طريقة، عشان مفيش أكل عيش غيره، ولأنه لا بد من تنمية الصعيد»، مؤكداً أن الشركة تتحمل الرواتب الآن بصعوبة، واضطرت لتخفيض سعر المنتج وتبيع الآن بالخسارة لدفع المرتبات، وأن قدرتها على الصمود ستنتهى بانتهاء بيع المنتج المخزّن لديهم».