خبراء يوضحون دلالات موافقة الاتحاد الأوروبي لإنشاء نظام دفاع جوي مشترك
الاتحاد الأوروبي
أعلن الاتحاد الأوروبي موافقته على مشروع إنشاء نظام دفاع جو صاروخي بالمكونات الفضائية "TWISTER" الخاص به، لصد أحدث التهديدات الجوية من الجيل الجديد.
جاء ذلك في البيان الختامي لمجلس الاتحاد الأوروبي على مستوى وزراء الدفاع، حيث أدرج مشروع نظام "TWISTER" في قائمة تتكون من 13 مشروعا عسكريا جديدا جرى اعتمادها كجزء من برنامج الشراكة العسكرية الهيكلية للاتحاد الأوروبي PESCO.
كما جرت الموافقة على تصميم نظام الإنذار والاعتراض المبكر مع مكونات المراقبة الفضائية، وستشارك فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وفنلندا في تنفيذه.
العميد سمير راغب، الخبير الاستراتيجي، قال إنّ عددا من الدول الأوروبية تسعى لإنشاء منظومة دافعية جماعية بعيدا عن حلف الناتو، موضحا أنّ هذه الدول تعمل على وضع آلية صيغة للأمن الأوروبي تعتمد في هيكلته وبنائه على الدول الأوروبية.
وأضاف راغب لـ"الوطن"، أنّ إنشاء منظومة دفاعية للاتحاد الأوروبي جاءت بسبب المشكلات التي تعرض لها الناتو مؤخرا منها محاولة بريطانيا الخروج من الاتحاد، وسيطرة الولايات المتحدة عليه وهي من خارج أوروبا.
وأكد الخبير الاستراتيجي أنّ مشروع إنشاء منظومة دافعية أوروبية يواجه عدة تحديات من بينها وضع صياغة لنظام أمن جماعي في إطار أوروبي، وكيفية التعامل مع الأطراف غير الفعالة في النطاق الأوروبي مثل تركيا.
وأشار إلى أن سبب البدء في الدفاع الصاروخي هو إلغاء معاهدة الصواريخ النووية القصيرة ومتوسطة المدى مع روسيا، موضحا أن الصواريخ التي تمتلكها يمكنها أن تصل إلى أقصي عمق في أوربا في غضون 30 دقيقة إلا أنها لا يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة.
وتابع أن الدول المشاركة تعد من أقوي الدول داخل الاتحاد، موضحا أن الرئيس الفرنسي خلال الفترة القادمة سيسعي لمحاولة اجتذاب دول أوروبية أخرى للانضمام إلى تحالف.
بينما قال طارق زياد، الباحث في العلاقات الدولية، إن الناتو واجه عدة مشكلات في الفترة الأخيرة جعلته غير فعالا خلال الفترة الماضي، منها الانقسام الذي شهده الحلف على الغزو التركي للأراضي السورية.
وأضاف زياد لـ"الوطن"، أن هناك دولا داخل الحلف يخشون من الاعتماد في التسليح على الولايات المتحدة، حيث ترى هذه الدول أمريكا هي المستفيدة من هذا الاعتماد وليس الدول المشاركة في الحلف.
وأكد الباحث في العلاقات الدولية أنّ العديد من قادة الحلف يعلمون أنه فقد دوره والهدف الذي إنشاء لأجله، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي صرح منذ عدة أيام التّصريح الأوّل جاء على في مُقابلةٍ نادرةٍ مع مجلّة "الإيكونوميست"، قائلا" "إنّ حِلف النّاتو يعيش حاليًّا حالة موت دِماغي سريري، ولم يعُد قادِرًا على السّيطرة وضبط أعضائه".
كما صرح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أثناء مُشاركته في ذِكرى مُرور 30 عامًا على سُقوط سور برلين، وانهيار الاتّحاد السوفيتي، قائلا "إن حلف النّاتو عفَا عليه الزّمن، ويُواجه الانقراض، ولا بُد من مُشاركةٍ أوروبيّةٍ جديّة في تحمّل عِبء تمويل الحِلف ونفقاته العسكريّة".