لآلاف السنين، خصب نهر النيل الوديان على طول مساره المتعرج عبر شمال شرق إفريقيا، ما أدى إلى ترسيخ الحضارات القديمة، ولا يزال يمثل طريقًا مهمًا للنقل والري حتى اليوم.
كان هناك جدال بين العلماء حول عمر نهر النيل الحقيقي، إذ يظن البعض أن النهر تكون قبل نحو 6 ملايين سنة، بينما يعتقد البعض الآخر أنه أقدم من ذلك بخمس مرات، وفقا لموقع "live science" العلمي.
وجدت دراسة جديدة أدلة تدعم النظرية الأخيرة، التي تشير إلى أنه ربما يكون نهر النيل نشأ قبل نحو 30 مليون عام، مدفوعًا بحركة وشاح الأرض، وهي طبقة سميكة من الصخور بين جوهر الأرض والقشرة.
الدراسة أجراها مجموعة من العلماء الأمريكيين من جامعة تكساس، بقيادة كلاوديو فاسينا، الأستاذ في كلية جاكسون لعلوم الأرض بالجامعة، ونُشرت أمس الأول في مجلة "نيتشر جيوساينس" العلمية.
يعتقد المؤلف الرئيسي كلاوديو فاسينا أن نهر النيل تشكل في نفس الوقت مع المرتفعات الإثيوبية، وهي المكان الذي يبدأ فيه أحد فروع نهر النيل الرئيسية الذي يسمى النيل الأزرق، إذ ينبع مع روافده الرئيسية (الدندر والرهد) من جبال إثيوبيا حول بحيرة تانا الواقعة شرق القارة على بعد 1400 كلم عن الخرطوم.
النيل الأزرق يمثل معظم نهر النيل وهو 85 % من إجمالي مياه ورواسب النهر، ويرتبط برافد آخر للنهر يسمى النيل الأبيض في السودان، قبل أن يصل إلى المصب في البحر الأبيض المتوسط.
سبق لفاسينا وفريقه أن حللوا الرواسب التي تم جمعوها من دلتا النيل، وقارن تكوينها وعمرها بالصخور البركانية القديمة الموجودة على المرتفعات الإثيوبية، ووجدوا أن الرواسب والصخور متكافئة وعمرها يتراوح بين 20 مليون و30 مليون سنة، مما يشير إلى أن النهر تشكل في نفس وقت هذه المرتفعات.
تعليقات الفيسبوك