أحدث ثورة زراعية.. لاجئ سوري يزرع خضروات عربية لأول مرة بمقاطعة كندية
مزرعة اللاجئ السوري
في الأول من يوليو 2016 كان اللاجئ السوري محمد الضاهر، على موعد مع حياة جديدة له ولأسرته الصغيرة، في مقاطعة "كالجري" الكندية التي انتقل إليها بعد مغادرة لبنان التي فر إليها لكونها الأقرب من مدينة حماة السورية بعد أن اشتدت الأزمة في بلاده، تنقله من بلد لآخر لم يقتل داخله شغفه بمجال الزراعة التي يعمل بها مع أسرته منذ طفولته، الدعم المادي والمعنوي الذي حصل عليه في مقر إقامته الجديد بالمقاطعة الكندية كان كافياً لإحداث ثورة زراعية بالمنطقة أدخل فيها أصنافاً جديدة من الخضروات السورية الطازجة، حتى تم تصنيفه كأفضل لاجئ لمدة 5 سنوات، وأضحى منزله البسيط وجهة لكبار المسؤولين بالمقاطعة الكندية وخبراء الزراعة لرؤية الإنجاز الذي تم بأيدي سورية.
رغم محاولات الكثيرين للتشكيك في قدرته على زراعة الخضروات الطازجة في الجو البارد في كندا، نجح محمد الضاهر، في تغيير نظرة أهل المقاطعة الكندية إليه بعد أن نجح في زراعة الخضروات السورية: كالخس والطماطم والخيار والفجل والسبانخ والكوسة، بدأ ذلك في حديقة بيته الخلفية، بمساعدة زوجته، وحسب وصفه، كان يراقب الزرع وهو ينمو يوماً بعد يوم وفي غضون 3 شهور فقط امتلأت الحديقة بالخضروات في مكان لم يعرف سكانه طعم كثير من أصناف الخضار الطازخ، نظرا لبرودة الجو الذي لا يسمح بزراعة هذه الأنواع.
تحولت حديقة بيت اللاجئ السوري إلى مكاناً لفت أنظار مجموعة لدعم اللاجئين السوريين الذين قاموا بتصوير الحديقة ونشرها عبر صفحات فيسبوك، وانتشرالخبر بين أهالي المقاطعة الكندية، وحسب رواية الضاهر في حديثه لـ"الوطن" سمع عنه رجل أعمال يدعى عبد الله شبلي، من أصل لبناني سوري، وقدم له مزرعة ليزرع بها ما يشاء دعماً له، فاستعد اللاجئ الثلاثيني للمهمة الجديدة واشترى جراراً وبعض المعدات والأدوات اللازمة ليثبت نجاحه لمن آمن به.
البداية كانت بزراعة الفول والبازلاء والكوسة والخس.. وبعد قطف محصول الخس أرسل جزء منه إلى بنك الطعام
البداية كانت بزراعة الفول والبازلاء والكوسة والخس في بيت بلاستيكي "صوبة" داخل المنزل، من أجل زراعة البذور في مشاتل لتكون جاهزة لنقلها إلى المزرعة بالخارج وقت الصيف، وعندما حان موعد قطف الخس قرر اللاجئ السوري الأب لثلاثة أطفال إرسال جزء من المحصول إلى بنك الطعام في المدينة الكندية التي يقيم بها، ليتم توزيعها على المحتاجين فازدادت شهرته بين الكنديين المتعطشين إلى تناول الخضروات الطازجة، حسب تعبيره.
بدأ المزارع السوري إدخال خضروات جديدة إلى حديقته لكسب مزيد من المال بعد أن تردد الزبائن الكنديين عليه، فاتجه إلى زراعة الملوخية والبامية والبقدونس والفجل والبصل الأخضر، ويقول: "المزارعين الكنديين كانوا أول مرة بشوفو الحمص الأخضر والفول والكوسا العربية، والملوخية كلها استيراد من المكسيك والصين".
حديقة منزل الضاهر نالت شهرة واسعة وتردد عليها الزبائن القادمين إليها من مقاطعات مختلفة، منهم جاليات عربية متعطشة لتناول الخضار الطازج غير المجمد، وذاع صيته حتى وصل إلى رئيسة المقاطعة التي يعيش بها وتلقى تكريماً منها، وتم تصنيفه كأفضل لاجئ لمدة 5 سنوات، فالكنديين لم يتوقعوا أبدا أن تنمو خضروات طازجة في المقاطعة التي تعتمد على زراعة القمح والشعير فقط، حسب قول الضاهر.