أستاذ أدب بالأزهر يكشف جانب آخر من شخصية أبي دلامة "شاعر السفاح"
صبري فوزى أبو حسين
قال صبري فوزى أبو حسين، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، إن أبو دلامة، يعد هو الشاعر المهرج، والضاحك المضحك، وكان نموذج للشعر الشعبي، الذى يكتب عن الواقع، لأنه كتب عن حاله مع والديه وزوجته وابنته.
وأضاف "أبو حسين"، خلال حواره في برنامج "المساء مع قصواء"، مع الإعلامية قصواء الخلالي، على شاشة "TeN"، أن أبي دلامة من مواليد القرن الأول الهجري، وحارب في جيش مروان محمد، ضد أبى شيبان الخارجي، لكن على الرغم من ذلك، فإن من اكتشفه كان الخليفة العباسي "السفاح"، كما أن كتب التاريخ ذكرت عائلته كاملة، لكنها كانت مخمولة الذكر، لأنها كانت عائلة من الطبقة الدنيا.
وأوضح أستاذ الأدب والنقد بجامعة الأزهر، أن أبى دلامة هجا والدته بالكثير من الأوصاف الدنيا، كما هجا زوجته، وهى أيضا هجته، كما هجا ابنته هجاءً طريفًا بعدما بالت عليه وهى صغيرة، كما أن أبى دلامة، لم يكن له نباهة ولا ذكر كشاعر في العصر الأموي، كونه شهد نهاية دولة بنى أمية، فلم يكونوا أواخر الخلفاء فيهم، مهتمين لا بالشعر ولا بالشعراء ولا بالإبداع.
وأشار "أبو حسين"، إلى أن أبو دلامة كان شديد الوفاء للخليفة السفاح، لآنه من اكتشفه وجاء به من البادية وأدخله البلاط الملكي، موضحًا أنه عند وفاة "السفاح" كتب قصيدة يرثيه فيها، أبكت الجميع، حتى أن أبو جعفر المنصور قال له: "إن سمعتك تقول هذه القصيدة ثانية لقطعت لسانك"، فقال له: "يا أمير المؤمنين أن الخليفة السفاح هو من جاء بي إلى هنا بعدما كنت في البادية".
وأوضح: أن أبو دلامة كان مثل غيره من الشعراء، يهمه مصلحته المادية، فالشعراء ليسوا مثاليين، ويهمه في الأول مصلحته المادية، وعلى الرغم من ذلك، فكان أبو دلامة نموذج الشعبي المميز ابن الواقع المطحون الكادح، ورغم أنه عاش مع 3 من الخلفاء العباسيين الأقوياء، كانوا يفضلونه على الشعراء، خاصة أبو جعفر المنصور إلا أنه كان مبذرًا ومتلافًا.
ولفت، إلى أن هناك اختلاف حول سبب تسمية أبي دلامة بذلك الاسم، فالبعض ينسب أنه سمى كنية بابنه دلامة الذى مات فى حياته، وآخرون يرون أنه على اسم جبل في مكة اسمه "دولامة"، وكان جبل شديد السواد، فكان أبو دلامة عبدًا حبشي، كما أن أبو جعفر المنصور أعطى مكافأة لأبو دلامة بعدما كتب قصيدة يبرر له فيها مقتل أبو مسلم الخرساني، فرغم أن الأخير كان الداعي الأول للخلافة العباسية، وكان داهية عصره، إلا أن "المنصور" شعر بالخوف منه، واعتبره خطرًا عليه، فقتله، وهنا جاء دور أبو دلامة، فكان يعرف كيف يشحذ الخلفاء، حيث برر في قصيدته قتل "المنصور" لأبي مسلم، واصفًا الأول بالأسد، متهمًا "الخرسانى" بالغدر.