الكابوس هو حلم يتعرض فيه الحالم لتجربة مخيفة
تثير الأحلام حيرة الناس منذ ظهور الإنسان على هذه الأرض، فتلك الرؤى التي نعيشها أثناء النوم تتصف غالباً بالغرابة، ونعيش فيها مواقف قد تكون مبهجة أو مخيفة وقاتمة، والكوابيس من أكثر الأحلام التي يمكن أن تؤثر على الإنسان وتنطبع في ذاكرته، سواءً كان الكابوس عن محاولة الفرار من خطر محدق، أو التعرض لعواصف وبرق وأمواج عاتية، أو معايشة تجربة الموت في الحلم، أو السقوط من هاوية سحيقة أو مبنىً شاهق، فإنه يكون كفيلاً بإثارة الخوف والفزع، وإثارة الحيرة والتساؤل أيضاً.
ورغم التنوع الكبير للأحلام عامة بما فيها الكوابيس، إلا أنه يمكن حصر أكثر تلك الكوابيس شيوعاً في 10 مواقف شهيرة، وفقاً للتقرير المنشور بموقع "List Verse" الإلكتروني.
محاولة الفرار من شخص أو شيء هو غالباً أكثر المواقف شيوعاً في الكوابيس، وربما لا ينتبه البعض لهذه الحقيقة، نظراً لتغير شكل الموقف والبيئة التي تتم بها المطاردة وملامح الخطر الذي يطارد الحالم، الذي يكون شخصاً او حيواناً أو كائناً خارقاً للطبيعة.
ويدل هذا الموقف على خوف الحالم من مواجهة بعض المشاكل في حياته الحقيقية، ومحاولته الهرب منها، حيث يمثل الشخص أو الشيء الذي يطارد الحالم هنا المشاكل المالية المستعصية، أو معلم قاس، أو مدير مستبد، أو والد متزمت، وتعتبر الطريقة التي يتعامل بها الحالم مع الخطر الذي يطارده مؤشراً هاماً أيضاً، حيث أنها قد تدل على الطريقة التي يتعامل بها الحالم عادة مع المخاطر والمشاكل في حياته.
أحلام السقوط من أكثر الكوابيس شيوعاً وأقدمها على الإطلاق، وهي تعكس قلقاً شديداً يشعر به الحالم، نتيجة إحساسه بأنه غير متحكم في حياته بشكل كاف، وأن بعض المشاكل الموجودة في حياته قد تتطور بطريقة غير محمودة وتتسبب في مصير مؤسف لصاحبها، الذي سيكون قد هوى من علو النجاح والأمن والسعادة غلى هاوية الفشل والخطر والشقاء.
الكوابيس التي تتضمن موقفاً يجد الحالم فيها نفسه محبوساً في مكان ما من الأحلام الشائعة بين الأشخاص الذين يعانون من رهاب الأماكن المغلقة أو كلستروفوبيا "Clustrophobia"، إلا أنها أيضاً شائعة بين الناس بشكل عام.
وتدل على شعور الحالم بأنه واقع في مشاكل كبيرة ومستعصية على الحل، ولن يتمكن من الخروج منها، مثل ضائقة مالية أو وضع وظيفي ليس له مستقبل واعد أو علاقة عاطفية (أو زواج) يريد الحالم أن يخرج منها لكنه لا يستطيع.
هذا الكابوس من الكوابيس التي قد تكون تجسيد صريح للشيء الذي يخاف منه الحالم، فرحيل الحبيب أو الزوج/الزوجة وتركه للحالم وحيداً من الأمور التي قد تحدث في الحياة فعلياً، فليس من الغريب إذاً أن تكون من أكثر المخاوف التي يعاني منها البشر ويرونها في أحلامهم، وهذا الموقف قد يدل ايضاً على احساس الحالم بالنقص، وبأنه غير جدير بحبيبه، أو بأن حبيبه قد يراه لا يستحق الحب والارتباط.
غالباً ما تدل الجروح والإصابات المختلفة على شعور الحالم بالنقص أو بأن هناك بعض الأمور أو الأشخاص في حياته يمكن أن تؤذيه، وبالتالي فإن التعرض للكسور والجروح في الحلم قد يكون رسالة من العقل الباطن للإنسان بأن حياته أو شخصيته بها بعض نقاط الضعف.
الكوابيس التي تتضمن الملامح والمواصفات الجسدية للإنسان، خاصة تلك التي تتضمن سقوط الأسنان قد تعبر عن مخاوف الحالم من الطريقة التي يراه بها الناس، كما أنها تدل على عدم ثقة بالنفس، وربما دلت كذلك على الخوف من فكرة الششيخوخة أو تدهور الحالة الصحية، وقد تدل ايضاً على الخوف من الفقد، مثل فقد الناس المقربين، أو فقد الثروة والممتلكات.
الكثير من الناس رأى نفسه عارياً في مكان عام، أو في مكان ما أمام بعض الناس، ويختلف معنى هذا الحلم طبقاً للطريقة التي يتصرف بها الحالم وإحساسه أثناء الحلم، مثل محاولته ستر نفسه أو اللامبالاة، وكذلك طبقاً لردود أفعال الناس الذين رآهم حوله في الحلم، فالخص الذي شعر بالحرج الشديد والخوف من رؤية الناس له عارياً قد يكون لديه خوف داخلي من أن يعرف الناس بعض الأمور أو الأفكار التي يخفيها، لكن إذا كان الحالم لا يعر بالحرج، ويتصرف بكل عادي في الحلم، فإنه مؤشر على ثقة الإنسان بنفسه، وبأنه ليس لديه ما يخفيه، أو على رغبة الإنسان في أن يعرف الناس حقيقة أفكاره ومشاعره وليس مظهره الخارجي فقط.
تدل الكوابيس التي يجد الحالم فيها نفسه متأخراً على موعد طائرة أو اجتماع هام أو رحلة أو أي حدث هام على خوف وقلق شديد داخل الحالم من فكرة عدم قدرته على القيام بكل المهام الموكلة إليه، أو على خوفه من أن يخيب آمال من يثقون به، أو على احساسه أن الأعباء الملقاة على عاتقه اكبر من قدرته على التحمل.
تعبر رؤية الشخص الميت الذي يعرفه الحالم، على إحساس الحالم بالاشتياق إلى هذا الشخص، ورغبته في رجوعه، كما أنها قد تكون محاولة لتذكير الذات بالدروس أو الاوقات السعيدة التي تعلمها الحالم من الشخص المتوفى.
وتعبر رؤية الموتى غير المعروفين على خوف من الموت أو من المجهول، كما أن الأحلام والكوابيس المتعلقة بالموت قد تدل على خوف الإنسان من فكرة التعرض لمرض أو حادث مميت، أو ربما كانت تدل على تساؤلات داخل عقل الحالم عن الموت.
تدل الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والبراكين والاعاصير والعواصف، على خوف الإنسان من مشاكل الحياة ومن الأوقات العصيبة التي قد تخفيها الحياة، كما أنها قد تدل على مشاعر سلبية شديدة يخفيها الانسان داخله وتعصف بقلبه وبضميره، وربما دلت كذلك أن الإنسان يعيش قلق وخوف شديدين ولا يجد من يصغي إليه.
تعليقات الفيسبوك