معاذ فقد عينه اليسري خلال تسجيل جرائم الاحتلال: مش هسيب الكاميرا
معاذ عمارنة
خرج الشاب الفلسطيني من منزله ظنا منه أنّه سيعيش يوم عمل طبيعي كباقي الأيام، حيث الذهاب لأداء مهام مهنته في التصوير الصحفي والتغطية الإعلامية بأحد أراضي بلدته، لينتهي بكارثة لم تخطر على باله قط، تتسبب في فقده جزءا من كاميرته الربانية، وهي "عينه اليسرى".
يروي الشاب الفلسطيني معاذ عمارنة، لـ"الوطن"، أنّ الإصابة وقعت عقب صلاة الجمعة في منطقة قضاء الخليل في فلسطين، حيث كان يمارس عمله في التغطية الإعلامية لاعتداءات المستوطنين على أراضي بلدة صوريف، فلم تكن هناك أي أجواء تدل على خطورة الوضع، فالمنطقة كانت بعيدة عن أماكن الاحتجاجات والمشادات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال.
"عيني فاضية"، تلك هي أول كلمة قالها وظل يرددها لفترة طويلة عقب إصابته، وحاول الأشخاص المحيطين به إسعافه ونقله للمستشفى، وكان التشخيص المبدئي لحالته فور دخوله المستشفى نزيف في القرنية: "حاسس إن في فراغ في عيني من بعد الإصابة، والعين اليسرى خلاص مش شايف بيها أي حاجة".
دعم كبير شعر به "معاذ" بعدما سمع من أقاربه عن حملة التضامن الكبيرة معه من قبل العديد من الصحفيين، التي بدأت بنشر صحفيين لصورهم، وأغلقوا جميعا العين اليسرى للتضامن معه، فأصبح يفكر في التغلب على إصابته، وحالته النفسية أصبحت أفضل مما كانت عليه أمس.
رسالة قصيرة وجهها الشاب الفلسطيني من داخل مستشفى هداسا عين كارم التي يتلقى علاجه بها، للشعب الفلسطيني، قال فيها: "هفضل شغال في مسيرتي في الإعلام والصحافة، والصحافة مش هتمنعنى أواجه جرائم الاحتلال".