مراكز السموم بالمحافظات نقص عددى وفقر إمكانيات
10:06 ص | الأربعاء 20 نوفمبر 2019
أدوية طبية
رغم مجهودات الدولة فى قطاع الصحة، فإن أوضاع مراكز السموم فى بعض المحافظات لا تسر، نظراً لقلتها، من ناحية، وعدم توافر الإمكانيات الطبية اللازمة من أمصال وأجهزة، من ناحية أخرى.
المراكز التابعة لوزارة الصحة فى مختلف أنحاء الجمهورية لا تتخطى 30 مركزاً للسموم، تخدم ملايين المصريين بإمكانيات متواضعة لا ترقى إلى مستوى التعامل مع الحالات الحرجة، ويضطر الأطباء إلى تحويل تلك الحالات إلى المراكز الكائنة فى العاصمة، التى باتت تعانى من نقص عدد الأسرّة، بسبب تزايد أعداد الحالات المحوّلة من المستشفيات المركزية فى المحافظات، فضلاً عن ارتفاع تكلفة علاج المرضى والتى قد تصل فى بعض الحالات إلى 100 ألف جنيه للمريض الواحد.
وفى ظل هذه الأزمة تلعب المستشفيات الجامعية دوراً مهماً فى التخفيف عن مراكز السموم المركزية فى القاهرة، عبر إنشاء مراكز خاصة بها لاستقبال المصابين بالتسمم، على أن تمنح وزارة الصحة تلك المراكز الأمصال اللازمة للعلاج والتى تقدم للمريض مجاناً رغم ارتفاع تكلفتها.. «الوطن» ترصد تطورات هذا الملف.
البحيرة.. مركزان لخدمة 6 ملايين نسمة.. والثعابين والعقارب تهاجم الأهالى
محافظة البحيرة التى يصل تعدادها السكانى إلى 6 ملايين نسمة، والتى تتميز بالبيئة الزراعية والصحراوية، وتنتشر بها الثعابين والعقارب على حسب المناخ والمكان، لم تكن تعرف طريقاً لمراكز السموم، إلا منذ وقت قريب داخل مركزين فقط بكفر الدوار وإيتاى البارود، بينما ما زالت الكثير من المدن الأخرى، خاصةً الصحراوية منها، تعانى الحرمان من مراكز السموم، ولم يشفع لها بُعد المسافة بينها وبين أقرب مستشفى به مركز سموم، والتى تتجاوز أكثر من 70 كيلومتراً، حيث يقطع المصاب تلك المسافة فى أكثر من ساعتين، بسبب عدم وجود طرق ممهدة، الأمر الذى يزيد عدد حالات الوفيات نتيجة الإصابة بالتسمم.
ولعل ظاهرة انتشار الثعابين فى قرية «منية السعيد» بمركز المحمودية، العام الماضى، هى ما فجر الأزمة، وكشفت توابع عجز مراكز السموم، بعدما توفى 7 حالات إثر تعرضهم للدغ الثعابين، وكان أقرب مركز للسموم لهم بمستشفى كفر الدوار العام، على بُعد أكثر من 50 كيلومتراً، مما أدى إلى ارتفاع عدد حالات الوفيات، وعن معاناة الأهالى بسبب نقص مراكز السموم فى البحيرة، قال مسعد جاد، عضو بنقابة الفلاحين بالمحمودية، إن الفلاحين عاشوا فى حالة رعب وفزع لأكثر من 3 شهور، بعدما هاجمت عشرات الأفاعى حقول المزارعين، حتى وصلت إلى المنازل ونالت من السيدات والأطفال.
"جاد": نقص المراكز "كارثة حقيقية"
وأضاف «جاد»، متحدثاً لـ«الوطن»، أنه على الرغم من أن كارثة انتشار الثعابين كانت سبباً فى الخوف والفزع، إلا أن عدم وجود مركز للسموم كان بمثابة «الكارثة الحقيقية» بالنسبة للأهالى، فكان أول المصابين شاباً لم يتجاوز 20 عاماً من عمره، خرج فى الصباح مثل آلاف الفلاحين ليرعى أرض والده أملاً فى زيادة المحصول، إلا أن لدغة ثعبان فى إحدى قدميه أودت بحياته بعد ساعات من الحمى.
وتابع قائلاً: «توجهنا به إلى مركز السموم بمستشفى كفر الدوار العام، وكانت المرة الأولى التى أزور فيها تلك المدينة، وعقب وصولنا للمستشفى، لم يكن استقبال الحالة كما ينبغى، فتأخرت إجراءات نقله إلى المركز، وعدم توفير المصل بسرعة، الأمر الذى تسبب فى وفاته»، لافتاً إلى أنه أعقبت ذلك إصابة العشرات من أهالى القرية، نجا منهم من نجا، وتوفى 6 آخرون، جميعهم بسبب نقص المصل، وعدم قدرة الأطباء على التعامل مع حالات الإصابة بلدغات الثعابين، واستطرد قائلاً: «لقد طالبنا بعدها بإنشاء مركز للسموم بالمحمودية، وتلقينا وعوداً بذلك، إلا أن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، مع أول تغيير لمحافظ البحيرة، وبات الأهالى هم الضحايا لتقاعس المسئولين، وعدم النظر جدياً لاحتياجاتهم الحقيقية».
"جاب الله": الأطفال الأكثر عرضة للخطر
أما عادل غطاس جاب الله، صيدلى، فينتقد نقص أمصال السموم بالمستشفيات الحكومية، قائلاً: «لا يمكن أن يحصل المصاب بحالة التسمم بجميع أنواعه على المصل الخاص به من الصيدليات، بسبب ارتفاع سعره الذى يتجاوز 10 آلاف جنيه، وعدم وجوده للبيع الحر، ولا يجد المصاب سبيلاً للحصول على مصل السموم إلا داخل المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية»، مؤكداً أنه فى حالة إذا لم يحصل المصاب على المصل المضاد للسم خلال ساعات سيلفظ أنفاسه سريعاً.
ويوضح أن لدغات الثعابين السامة تتسبب فى وقوع حالات طبية طارئة، فهى كفيلة بإحداث شلل قد يعيق التنفس، واضطرابات نزيفية، يمكنها أن تؤدى إلى نزيف مميت، وفشل كلوى يتعذّر تداركه، وضرر جسيم فى الأنسجة، قد يؤدى إلى حدوث عجز دائم، أو قد يسفر عن بتر أحد الأطراف فى بعض الأحيان، مشدداً على أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، وذلك بسبب انخفاض كتلة أجسامهم، مقارنة بالبالغين، وهو ما يستدعى تدخلاً سريعاً ومتقناً من قبَل الأطباء، واعتبر أن ندرة مراكز السموم فى البحيرة من أكثر الأزمات خطورة، خاصةً فى ظل انتشار ظاهرة «تسمم الفسيخ».
من جانبه، قال مصدر طبى بمستشفى كفر الدوار العام إن مركز السموم بالمستشفى يستقبل عشرات الحالات يومياً، كونه الوحيد بين 8 مدن ومراكز، ويخدم أكثر من 3 ملايين مواطن، مشيراً إلى أن المركز يوفر أمصال السموم بمختلف أنواعها، سواء الناجمة عن لدغات الثعابين والعقارب، أو نتيجة تناول حبوب حفظ الغلال، أو بسبب تناول وجبات الفسيخ الفاسدة.
القليوبية.. وحدتان فى "بنها وناصر".. وتحويل الحالات الحرجة لـ"الدمرداش"
أزمة كبيرة تعانى منها القليوبية بسبب نقص مراكز السموم وأقسامها فى المستشفيات العامة، ومؤخراً جرى الإعلان عن البدء فى إنشاء أحد المراكز بتمويل من حكام الشارقة فى دولة الإمارات، نظراً لاقتصار تقديم الخدمة فى المحافظة على وحدتين فقط فى مستشفى بنها الجامعى ومستشفى ناصر العام، ومع زيادة عدد المصابين بالتسمم لم تعد الوحدتان قادرتين على استيعاب الحالات، خاصة الحرجة، ويجرى تحويلها لمستشفى الدمرداش بالقاهرة أو مراكز السموم فى المحافظات المجاورة وهو أمر يمثل خطورة على الحالة، خاصة أن الوحدات مؤهلة للتعامل مع حالات التسمم الغذائى وغيرها من أنواع التسمم من لدغ الثعابين والزواحف واستنشاق المواد الضارة فى مراحلها الأولى فقط، فى الوقت الذى تركز فيه وحدة الجامعة على علاج الإدمان وتقديم خدمات تحاليل المخدرات ومكافحة التدخين، ما يساهم فى زيادة آلام ومعاناة المواطنين، خاصة مع الحالات الحرجة من التسمم التى تحتاج لإمكانيات أكبر.
يقول محمد عاصم، من أهالى بنها، إن عدم وجود مركز لعلاج السموم بالمحافظة يجبر ذوى المرضى على قصد مستشفيات المحافظات المجاورة، خاصة مركز علاج السموم بمستشفى الدمرداش فى القاهرة وهو أمر مكلف للغاية، مشيراً إلى وجود عدد من المراكز الطبية الخاصة تدّعى علاج السموم ولكنها ليست على المستوى المطلوب، كما أنها تستغل المريض مادياً بحجة ارتفاع سعر المصل، وحكت سعاد عبدالغفار، ربة منزل من «الخصوص»، تجربتها مع مراكز السموم بعد تناول ابنتها مبيداً حشرياً، قائلة: «ذهبت لمستشفى ناصر العام فى شبرا وأجرى الأطباء لها غسيل معدة، وتوقف تأثير السموم فى جسدها، ونظراً لعدم وجود إمكانيات أحالونى لمركز السموم بمستشفى الدمرداش بالقاهرة لاستكمال العلاج.. بنتى كانت هتموت بسبب عدم وجود مركز لعلاج السموم بالمحافظة».
الدكتور حمدى الطباخ، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، قال إن المديرية حصلت على موافقة من الوزارة لإنشاء أول مركز للسموم بمستشفى قليوب الجديد ضمن 20 مركزاً تقام لأول مرة على مستوى الجمهورية، وأنه يجرى حالياً البدء فى تجهيز المركز الجديد ودعمه بالأجهزة المطلوبة وتدريب أطقم العاملين ليدخل الخدمة 2020 لخدمة أهالى قليوب والمناطق المجاورة لها، وأضاف أن المحافظة تنسق مع جامعة بنها لإنشاء مركز علاج الإدمان والسموم بكلية طب جامعة بنها بجانب مستشفيات بنها والخانكة للصحة النفسية وعلاج الإدمان.
جامعة بنها كان لها دور فى مواجهة أزمة ندرة مراكز وأقسام علاج السموم، حيث جرى إنشاء وحدة لعلاج السموم وعلاج الإدمان ومكافحة المخدرات.
مشروع لإنشاء مركز عالمى للسموم بتمويل إماراتى.. و"عدلى": نستقبل يومياً 20 حالة وأغلبها فى الشتاء
وتوضح الدكتورة نرمين عدلى، رئيس قسم الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية بطب بنها، ومدير مركز السموم بالمستشفيات الجامعية ببنها، أنها ناقشت مع الدكتور علاء عبدالحليم مرزوق، محافظ القليوبية، البدء فى إنشاء مركز متكامل لعلاج السموم ومكافحة الإدمان، مشيرة إلى الاتفاق على إنشاء المركز طبقاً للمواصفات العالمية لخدمة أهالى المحافظة ومحافظات الدلتا المجاورة.
وتوضح أن وحدة السموم بالمستشفى الجامعى تستقبل ما يقرب من 100 حالة أسبوعياً بمعدل 20 حالة يومياً، وأكثر حالات التسمم تكون فى الشتاء بسبب استنشاق غاز أول أكسيد الكربون، حيث يجرى إسعاف تلك الحالات عن طريق وضع المرضى على جهاز الأكسجين ومن ثم إعطاؤهم محلول ألمانيتول والديكساميثازون وإجراء الأشعة المقطعية للمخ، فضلاً عن خدمات تحاليل المخدرات للجهات المختلفة.
دمياط.. لا وجود لمراكز السموم.. و"الحميات" بدون عناية والأمصال حسب الحاجة
محافظة دمياط واحدة من المحافظات التى لا يوجد بها مراكز ووحدات للسموم، وفى حالة إصابة مواطن بلدغة عقرب أو ثعبان، من المفترض أن يتم نقله إلى مستشفى الحميات، لإعطائه المصل اللازم، حيث يتوافر هناك، ولكن من المتعارف عليه ضرورة إعطاء المصل داخل مستشفى مجهز بوحدة عناية مركزة، تحسباً لحدوث مضاعفات نتيجة الحساسية ضد المصل ذاته، قد تؤدى إلى وفاة المريض فى الحال، ولذلك فإن الحالات التى تحتاج إلى علاج بهذه الأمصال، يتم نقلها إلى المستشفى العام أو التخصصى، بينما حالات التسمم الغذائى، فيتم صرف المصل اللازم لها بالمستشفى العام.
ووفقاً للدكتور أسامة خضر، المدير السابق لمستشفى حميات دمياط، فإن أمصال العلاج من لدغات العقارب والثعابين موجودة بالفعل بالمستشفى، ولكن عند الحاجة إليها يضطر المصاب إلى تناول الجرعة اللازمة فى المستشفى العام أو المستشفى التخصصى، نظراً لتوافر وحدات للعناية المركزة بهما، فى حين لا تتوافر بمستشفى الحميات، وتابع قائلاً لـ«الوطن» إنه «للأسف هناك حوالى 50 مستشفى للحميات على مستوى الجمهورية، لا توجد بها وحدات عناية مركزة»، ولفت إلى أن تكلفة تجهيز هذه الوحدات تبلغ مليونى جنيه على الأقل، وأضاف أن وكيل وزارة الصحة، الدكتور محمود طلحة، أصدر تعليمات مشددة إلى إدارة المستشفى باتخاذ اللازم لافتتاح وحدة عناية مركزة به فى أقرب وقت، واستطرد «خضر» قائلاً إن حالات التسمم الغذائى، التى يصرف لها مصل يسمى بـ«التسمم الممبارى»، موجود بالمستشفى العام بأعداد قليلة، حوالى وحدتين فقط لحالات الطوارئ، وفى حالة الحاجة إليه يتم طلب كمية أكبر، وفقاً للحاجة، نظراً لارتفاع قيمته، أما مصل عضة «الكلب والحصان والخفاش»، فمتوافر معظم الأوقات بمستشفى الحميات، ويتم صرف المصل وفقاً لوزن المصاب، كما يتوافر المصل أيضاً فى عدد من الصيدليات الكبرى، بسعر حوالى 1700 جنيه للوحدة الواحدة، وأشار إلى أن محافظة دمياط لم تشهد أى حالات وفاة نتيجة «التسمم الممبارى»، إلا قبل نحو 10 سنوات، وكانت نتيجة تناول «فسيخ» فاسد.
وقال الدكتور جمال الزينى، وكيل مديرية الصحة فى دمياط سابقاً، لـ«الوطن»، إنه طبقاً لبروتوكول وزارة الصحة، يجب توفير الأمصال فى مستشفى الحميات وبعض المستشفيات الكبرى، ولكن تكمن المشكلة فى حدوث عجز أحياناً فى الأمصال، مشدداً على الحاجة إلى «مركز سموم مستقل»، ولكن لا يعنى عدم وجوده عدم توافر الأمصال، ولا بد من توافر مخزون استراتيجى مكتوب عليه تاريخ صلاحية، لافتاً إلى أنه منذ فترة ترددت أقوال عن عدم توافر مصل عضة الكلب، كما اعتبر أن الأمصال تُعد من حالات الطوارئ، ولذا لا بد من وجود مخزون استراتيجى منها، لكى تصبح متوافرة عند الحاجة إليها.
وأعرب «أشرف أبوعيطة»، أحد المواطنين، عن أسفه لعدم وجود مركز سموم فى دمياط، وقال إنه «فى حالة إصابة مواطن بعضة كلب، أو لدغة ثعبان، يتم نقله إلى المستشفى التخصصى، وهو ونصيبه، لو كان المصل متوافراً أم لا، فقد تكون حياته معرضة للخطر حال عدم توافر المصل»، أما «أحمد العشماوى»، من أهالى دمياط، فقال إنه «سبق وتعرضت ابنتى لعضة قطة منذ عدة سنوات، وتم نقلها إلى المستشفى العام، وحصلت على جرعة المصل فى مواعيد ثابتة»، مشيراً إلى أن حالتها استقرت بعد توفير المصل اللازم لعلاجها.
الدقهلية.. الأمصال متوافرة وعلاج المريض يتكلف 400 ألف جنيه
حالات التسمم جراء تناول الفسيخ فى الإسكندرية، مؤخراً، أبرزت دور مراكز السموم فى علاج المصابين، فضلاً عن توعية الأهالى بخطورة الغذاء إذا ما جرى حفظه بطرق خاطئة.. «ممكن 10 أفراد يأكلوا من سمكة فسيخ واحدة وواحد منهم فقط يصاب بالتسمم والباقى يظل سليماً، فالتسمم يتوقف على المكان الذى أكل منه السمكة»، هكذا أكدت الدكتورة نادية الجندى، مدير مركز السموم فى المنصورة، مشيرة إلى أن أخطر أنواع تسمم الفسيخ هو الذى يتم صنعه فى البيت، لأنه يتم وضعه فى جرادل أو أكياس بدون تهوية لمدة شهر والبكتيريا لا هوائية ويكون وسطاً مناسباً لها لإخراج سمومها، أما عند التجار فيكون فى براميل خشب ويدخل للسمك هواء وهذا يكون متوافراً عند التجار الأمناء.
الدكتورة نادية الجندى أكدت أن الأمصال متوافرة وسعرها يكون بحسب الشركة المنتجة، وجميعها مستوردة، فسعر مصل إحدى الشركات يصل إلى 80 ألف جنيه للوحدة، ويحتاج المريض 5 أمبولات، ويوجد نوع آخر سعر الوحدة 60 ألف جنيه، وأياً كان نوع المصل فإن المريض يحصل عليه مجاناً ويتوافر لدينا فى مركز السموم أو فى مخزن مديرية الصحة وبأعداد مناسبة: «نضع مريض التسمم تحت الملاحظة، لأن البعض يشعر بالتعب لأنه أكل مع شخص أصيب بالتسمم ويمكن أن يصاب بنزلة معوية فقط وبعد علاج بسيط تتحسن حالته».
مدير مركز السموم تحذر من "الفسيخ المنزلى".. و "وكيل الصحة": نصرف المصل مجاناً
الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، قال إن المحافظة تضم مركزين للسموم، أحدهما تابع لوزارة الصحة بمستشفى المنصورة العام القديم، ويستقبل الحالات أيام السبت والاثنين والأربعاء والجمعة، والثانى مركز السموم بجامعة المنصورة، ويستقبل الحالات باقى أيام الأسبوع، ويضم أطباء متخصصين على أعلى مستوى فى جميع السموم، سواء الأغذية أو المخدرات أو التعاطى، مضيفاً أن الطعوم والأمصال توفرها وزارة الصحة للمركزين، وأى مريض يصل لأقرب مستشفى علاجى من بيته يتم التعامل معه مباشرة بواسطة أطباء الاستقبال، ومعظمهم حاصلون على دورات فى التعامل مع حالات التسمم. وأشار إلى أن أسعار الأمصال مرتبطة بسعر الدولار، واللقاحات والطعوم والأمصال جميعها مسئولية وزارة الصحة، ويتم صرفها مجاناً.
"الإسكندرية".. مركز كلية الطب يبحث عن تبرعات لسد عجز الأجهزة والأمصال
يخدم مركز السموم التابع لكلية الطب، جامعة الإسكندرية، محافظات «الإسكندرية، البحيرة، كفر الشيخ، ومطروح» رغم وجود 30 مركزاً للسموم تابعة لمستشفيات وزارة الصحة، موزعة على محافظات الجمهورية، تستأثر منطقة العامرية منها بمركز صغير سعته ستة أسرة فقط، وبالتالى يقع العبء الأكبر على مركز جامعة الإسكندرية، نظراً لاعتياد مستشفيات المحافظات الأربع على تحويل الحالات الطارئة للمركز.
"غانم": لا توجد قوائم انتظار لأننا نتعامل مع الحالات الحرجة ونعتمد على المساعدات الشخصية
الدكتورة مها غانم، المشرف العام على مركز السموم بالكلية، أكدت أن المركز بحاجة إلى شراء بعض الأجهزة لتقديم الخدمة العلاجية الأمثل، من بينها شراء جهاز رسم قلب تكلفته نحو 5 آلاف جنيه، وجهاز تحليل المخدرات «GC MS»، يبلغ سعره نحو 1.8 مليون جنيه، الذى يتميز بدقته العالية وحساسيته الفائقة، حيث يجرى تحليلاً كمياً ونوعياً لمخاليط المركبات العضوية خاصة المتطايرة منها، ويعتمد التحليل على تقنية «الكروماتوجرافيا الغاز»، فالمركز يعتمد على تقديم التحاليل المبدئية وليست القاطعة، والأخير يبدأ سعر إجرائه بنحو 2000 جنيه فأكثر، وأضافت أن المركز قوته 50 طبيباً، و25 سريراً، ومؤخراً عقد بروتوكول تعاون لتوفير 7 أجهزة طبية، بجانب عقد دورات توعوية وتثقيفية تجوب عدداً من القرى والنجوع، على رأسها مناطق حوش عيسى وأبوالمطامير والدلنجات بمحافظة البحيرة، لافتة إلى أن المركز يواجه نقصاً شديداً فى مضادات السموم المستوردة، من بينها المصل الخاص بعلاج حالات تناول عقار لانوكسين عن طريق الخطأ أو بقصد الانتحار، ويبلغ سعر الأمبول الواحد نحو 30 ألف جنيه، كما يحتاج المركز لزيادة عدد الأسرة وكذلك الأجهزة الطبية.
موضحة أن حصيلة حجم التبرعات التى تصل إلى المركز سنوياً، قيمتها 20 ألف جنيه، قائمة على تبرعات شخصية من بعض المترددين على المركز، وأشارت إلى أن الأطفال هم أكثر الحالات تناولاً لعقار «لانوكسين»، المستخدم لعلاج حالات اضطراب النظم القلبية عن طريق الخطأ، بسبب وجوده فى عدد كبير من المنازل، وبالتالى يشكل خطورة على حياتهم، بجانب استخدامه أيضاً من جانب كبار السن أو الشباب أحياناً بقصد الانتحار، وتابعت أن الطفل يحتاج أمبولاً واحداً لإنقاذه، فى حين أن الرجل البالغ يحتاج بين 4 و5 أمبولات لإنقاذه، ويقع على المركز عبء كبير فى ظل ازدياد عدد الحالات المستقبلة بتناول العقار عن طريق الخطأ، مطالبة بتقنين بيع الدواء من الصيدليات لخطورته البالغة على حياة الأشخاص، وأكدت أن أخطر أنواع التسمم الغذائى هو الذى يحدث بتناول وجبة الفسيخ، ويتكلف المصل الواحد الذى تستورده وزارة الصحة من دولة كندا 100 ألف جنيه، بعد أن كان يعتمد المركز على استيراد مصل آخر من الولايات المتحدة الأمريكية وتكلفته 180 ألف جنيه.
علاج التسمم بالمبيد الحشرى مكلف جداً
أما عن التسمم بالمبيدات الحشرية، فأوضحت أن العلاج المضاد للمبيدات مكلف جداً، ويسمى بـ«أتروبين وتوكسوجونين»، ويصل سعر العلبة إلى 1800 جنيه تضم 5 أمبولات، بالإضافة إلى صعوبة توفيره، رغم أن المركز يستقبل ما بين حالة أو اثنتين، أسبوعياً، مشددة على مراعاة محاذير الاستخدام للمبيد الحشرى عند عملية الرش، والالتزام بإرشادات وزارة الزراعة وتغطية الأنف، والابتعاد عن منطقة الرش قدر المستطاع، ولفتت إلى عدم وجود مضاد للتسمم بغاز الفوسفين، ويجرى تكثيف جهود الطبيب على علاج الأعراض المصاحبة وإعطاء المريض فيتامين «ب». ونفت وجود قوائم انتظار، لأن المركز يتعامل مع الحالات الحرجة.