ليس متسولاً ولا قواه العقلية مختلة، بل يملك ذاكرة حديدية وذهناً حاضراً وهيئة نظيفة، ورغم كونه يسكن شارع محمد مظلوم بمنطقة عابدين، فإنه يعترض دائماً على لقب مشرد.
كان من أمهر مصممى الأزياء الرجالى
رفعت سيد، 75 عاماً، كان من أمهر مصممى الأزياء الرجالى، يتردد على محله بمنطقة الدرب الأحمر عشرات الزبائن يومياً، وينعم بالاستقرار الأسرى مع والديه، قبل أن يرحلا منذ 20 عاماً، مما كان له أثر سيئ على نفس «رفعت»، فبدأت رحلته مع الوحدة، وازدادت لعدم زواجه، ليعيش بائساً يعانى من آلام الفراق والتشتت، فبدأت تجارته تخسر، وتوقف إبداعه ولم تعد تصميماته جاذبة للزبائن، فرحلوا عنه واحداً تلو الآخر، وتراكمت الديون عليه.
قرر «رفعت» الخروج إلى الشارع، فلا قريب أو صديق يزوره، ولا دخل يسمح له بدفع إيجار الشقة: «أبويا كان ترزى، علّمنى الشغلانة وكنا معروفين أوى فى منطقتنا، لحد ما الناس ابتدت تروح لناس غيرى، وسيرتى بين الناس اتقطعت، ولا ليّا معاش ولا دخل أصرف منه».
هيئة «رفعت» لا تشبه المشردين، حيث يقصد المسجد المجاور له صباح كل يوم، يستحم ويغسل بعض ثيابه، ويضعها إلى جانبه حتى تجف، ثم يرتديها مرة أخرى: «شعرى بغسله وأسرحه، وأكلى بآخده من ولاد الحلال، لكن أنا مش شحات، ومش بمد إيدى، ولو محدش إدانى مش بطلب»، وأقصى أمنياته الانتقال إلى دار مسنين يقضى بها ما تبقى من عمره.
تعليقات الفيسبوك