مشهد يبدو متناقضا، بمجرد الاقتراب من "فرشة لورانس" سواء في الشوارع أو المعارض أو الكنائس، فإذا لفت نظرك ما على يمينه تتعجب على ما إلى يساره، حيث يقف بين لوحاته الفنية التي تجسد ثقافته، وأعماله اليدوية المتنوعة بين "مرايل مطبخ" و"شنط قماش" لكسب قوته وأسرته.
"لورانس جون" الفنان التشكيلي الذي تعود جذوره إلى جنوب السودان، لا يزال يحمل ثقافته وقضايا مجتمعه رغم لجوئه إلى مصر قبل 17 عاما من جنوب السودان، فهو لا ينسى القيم والعادات ولا يهمل متطلبات أسرته اليومية، المعادلة التي حلها بالجمع بين الأمرين "عرض اللوحات و"مرايل من صنعه" جنبا إلى جنب.
"الفن التشكيلي هو الرسالة التي أحملها في قلبي وأؤمن بها" يقول جون في حديثه لـ"الوطن"، وهو يشير إلى لوحاته التي يبرز بها ثقافة بلده، فيقول: "عندي لوحات بتتكلم عن الحرب، ولوحات تعكس ثقافة جنوب السودان" موضحا أن لملابس السودانيات معاني عدة، فتختلف من الحزن للفرح كما تختلف ملابس العزباء عن ملابس المتزوجة وهو ما يبرزه جون في لوحاته.
وعن بيع "مرايل مطبخ" إلى جوار اللوحات يقول "جون" إنه لجأ للأعمال اليدوية التي يبرع في صناعتها ولا تكلفه الكثير من الوقت، لكسب دخلا إضافيا لتلبية احتياجات أسرته، فاختار مرايل المطبخ لسهولة تصنيعها والإقبال عليها عند عرضها.
والفنان الذي يحلم بالعالمية، وعرض لوحاته في معارض دولية لا يزال لا يملك مكانا لعرض أعماله فيأخذ اللوحات معه المعارض والكنائس ليضعها إلى جوار بضاعته التي نفذها بأنامله التي رسمت ثقافته.
تعليقات الفيسبوك