يشعر الكثيرون بقلق كبير، في حال إجرائهم عملية بعد الخروج منها، بسبب تأثير المخدر أو "البنج" كما يطلق عليه، خوفا من البوح بأسرارهم الخاصة، أمام المحيطين بهم.
تعددت التساؤلات، بشأن ما يقوله الشخص تحت تأثير التخدير، سواء ما سببه أو ما أبرز الأشياء التي يمكن الحديث عنها.
وشرح الدكتور كريم المصري، طبيب تخدير وعناية مركزة لـ"الوطن"، ما يحدث للمريض بعد تأثير "البنج"، قائلا: إن الشخص يكون في ربط بين مستوى الوعي واللاوعي، والأخير هو الذي يجعل الحالة تبوح بما يدور في العقل الباطن، أي ما يفكر فيه بشكل دائم.
وأوضح "المصري"، أن عادة ما يفكر المريض في أقاربه من الدرجة الأولى، ويشعر بالقلق عليهم، ما يجعله على سبيل المثال يقول: "هاتولي ماما، فين جوزي، عايزة اشوف أولادي، فلان مضايقني، فلان بحبه أو بكرهه وغيره، يعني الحاجات اللي دايما الواحد بيفكر فيها، واللي ممكن ينام يحلم بيها بسبب العقل الباطن".
وتختلف مدة الإفاقة من البنج، على حسب نوع المخدر الذي يعطيه الطبيب للمريض، فهناك ما يستمر لمدة 12 ساعة وأخرى تكون أقل، عندما تكون العملية بسيطة.
وأكد "المصري"، أن "هلاوس" المخدر، لا تحدث إلا نادرا، وهي هلاوس بصرية وسمعية، ويكون من نوع واحد من الدواء، يدعى "الكتلار"، ويستخدم فقط في حالات الحوادث الصعبة: "يعني ممكن يتخيل البني آدم اللي قدامه شجرة أو قطة ده بيبقى نوع من أنواع الهلاوس البصرية"، ولكن المخدِرات الأخرى، لا تعتبر كذلك هي مجرد ربط بين الوعي واللاوعي.
وذكر دكتور التخدير والعناية المركزة، أن أغلبية المرضى، يطلبون عدم خروجهم من الغرفة، وزيارة الناس لهم، حتى يتم الإفاقة من التخدير تماما: "العيان اللي وراه حاجة يعني لسه واحد طالب مني كنت أنه مش عايز يخرج غير لما مفعول البنج يروح خالص، علشان عنده مشاكل عائلية ومش حاكيها لمراته".
واتفق معه الدكتور يسري عبد المحسن أستاذ الطب النفسي، موضحًا لـ"الوطن"، أن المخدر يؤثر على المخ، ما يجعل قدرة الشخص على التحكم بالمخزون في العقل الباطن تقل، ويتحدث عنها كأنه في اللاوعي، ويبوح بأسرار: "المريض ساعتها ميقدرش يكتم، ولا يضغط على نفسه طالما تحت تأثير المخدر".
تعليقات الفيسبوك