الطبيب الفائز بأفضل بحث فى المناظير الرحمية: الظروف منعتني من السفر لتسلم الجائزة
الدكتور أحمد محمد عباس
أعلنت الأكاديمية الأمريكية لجراحى مناظير النساء التى تُعد أكبر هيئة دولية على مستوى العالم فى هذا المجال، فوز الدكتور أحمد محمد عباس، الأستاذ المساعد بقسم أمراض النساء والتوليد بكلية الطب بجامعة أسيوط، بجائزة «روبرت هنت»، لأفضل بحث علمى منشور على مستوى العالم فى مجال المناظير الرحمية، فى مؤتمرها الخامس والأربعين، الذى انعقد فى مدينة فانكوفر بكندا خلال نوفمبر الحالى.
«الوطن» التقت بالطبيب الفائز، وفى بداية اللقاء، أعرب الدكتور أحمد عن فخره وسعادته بهذا الفوز، مشيراً إلى أن وصول بحث علمى من جامعة أسيوط إلى العالمية راجع إلى ما تقدّمه إدارة الجامعة من دعم ورعاية لأعضاء هيئة التدريس، وتطرّق إلى فكرة البحث الفائز وما واجهه مع فريق العمل من عقبات، وإلى نص الحوار:
بداية.. ما فكرة البحث؟ وهل كنت تتوقع فوزه بأفضل بحث فى العالم؟
- بدأنا البحث فى عام 2016، وفكرته تتلخص فى وجود نوعين من مناظير الرحم، الأول «مكتبى»، والآخر «جراحى»، الأول يتم فى العيادات الخارجية من خلال تشخيص بعض أسباب الإجهاض المتكرّر والنزيف المهبلى، ويتم إجراؤه دون مخدّر وفى خلال دقائق، والتشخيص من خلاله جيد جداً، والمريضة تخرج من العيادة عقب المنظار مباشرة، أما الثانى فهو «جراحى»، ويتم فى المستشفى، وتحت مخدر عام أو نصفى، للتشخيص والعلاج فى نفس الوقت، دون الشعور بالألم.
المشكلة كانت فى النوع الأول، لأنه دون مخدر، فكانت المريضة تعانى، وكان سبب الألم هو حقن الرحم بمادة محلول الملح، كى ينتفخ لنرى التجويف من الداخل عن طرق عدسة موصّلة بكاميرا لكشف ما إذا كان هناك مرض داخل الرحم يسبب النزيف، فنراه بالعين، وكان ذلك يسبب ألماً شديداً، وحينها بدأنا نبحث فى أنواع المسكنات التى من الممكن أن تتناولها المريضة لتخفيف الألم قبل إجراء المنظار، ووجدنا نوعين من الأدوية جرى استخدامهما فى أمراض أخرى، وثبتت كفاءتهما، لكن لم يتم استخدامهما فى مناظير الرحم، وهما «ديكلوفيناك بوتاسيوم وبيوتيل بروميد»، فقررنا إجراء البحث على هذين العقارين، والبحث شمل 129 مريضة، قسمناهن على 3 مجموعات، كل مجموعة 43 مريضة، المجموعة الأولى تناولت العقار الأول، ومجموعة العقار الثانى، والثالثة عقار «وهمى»، بأن نعطيها أى عقار ليس له تأثير.
د. أحمد عباس: توصلنا إلى عقار يقلل الإحساس بالألم خلال إجراء منظار الرحم المكتبى
كم المدة التى استغرقها البحث حتى خرج للنور؟
- البحث استغرق 6 أشهر وضم فريقاً كبيراً بالقسم، شمل 6 باحثين، والنتائج أثبتت أن عقار الديكلوفيناك عقار قوى جداً قلل الألم بنسبة 60%، مقارنة بالحالات التى لم تتناول العقار، والعقار الثانى لم يكن بكفاءة الديكلوفيناك، فهو يقلل الألم، لكنه ليس بكفاءة العقار الأول «الديكلوفيناك».
هل كانت هناك مؤشرات على نجاح البحث؟
- تم قبول البحث فى مؤتمر كبير جداً بأمريكا هو «مؤتمر الجمعية الأمريكية لطب التكاثر»، وهذه كانت بدايات نجاح البحث، وفى 2018 تم نشره بمجلة التدخّل الجراحى الدقيق فى مناظير النساء، وهى مجلة خاصة بالأكاديمية الأمريكية، وفى أكتوبر 2019، فوجئت بالأكاديمية الأمريكية توجّه لى دعوة لحضور مؤتمرها السنوى، الذى تنشر فيه كل جديد عن أبحاث مناظير البطن والرحم والخاصة بالنساء، وكان فى كندا، وذلك للتكريم، لأن البحث الذى تقدّمت به تم اختياره كأفضل بحث منشور بالمجلة على مستوى العالم فى مناظير الرحم، ونظراً لضيق الوقت لم أتمكن من الحضور وتسلم الجائزة بدلاً منى الأستاذ الدكتور لطفى محمد بديوى أستاذ بقسم النساء بجامعة أسيوط، مقيم بكندا منذ 20 عاماً، وهو من عمداء قسم النساء هناك، وكان ذلك فى 10 نوفمبر الحالى، وتم إعلان البحث كأفضل بحث على مستوى العالم فى مجال المناظير الرحمية.
كيف يمكن تعظيم الاستفادة من البحث؟
- المنظار الرحمى من الوسائل التشخيصية فى المستشفيات الجامعية فقط، ولا يوجد فى مستشفيات الصحة، لأنه مكلف، لكن قيمته عالية جداً، ولو طبقنا استخدام العقار قبل الجراحة، وهو عقار رخيص الثمن جداً، لا يتعدى 15 جنيهاً، فإنه يقلل الألم طوال مدة إجراء المنظار.
تشجيع البحث العلمى
أهم شىء تشجيع الأطباء على البحث العلمى فى سن مبكرة، فالجامعة والكلية تتبنى هذا الاتجاه، وفى السنوات الأخيرة بدأت توجد اتجاهات بحثية لطلاب كلية الطب بالجامعة، وبدأ يظهر اهتمام طلبة الفرقتين الثالثة والرابعة بالكلية بالاتجاهات البحثية، حيث أشركنا العديد من الطلاب وأطباء امتياز فى أبحاث تم نشرها فى مجلات دولية كبرى واسمهم عليها، وهذا شىء ليس بالهين، ويدعو للفخر أن يُنشر اسم طالب على بحث فى مجلة دولية، وسبق أن كوّنت مجموعات بحثية مع أطباء امتياز وطلاب.