عامان من السفر والترحال قضاها محمود شلبي، متجولاً في كل شبر من أرض مصر لإبراز وجهها الحضاري المشرف بكاميرته البسيطة ليبعث رسالة سلام إلى العالم ودعوة إلى زيارة واحدة من أفضل الأماكن ومن أقدم حضارات العالم، بتاريخها الممتد والمتنوع عبر أكثر من 7000 سنة، وتتغير الصورة النمطية لدى الكثير من المصريين الذين يتجهون إلى السياحة الخارجية، "مصر فيها أماكن فى غاية الروعة والجمال ماينفعش تبقى عايش فيها من غير ما تشوفها".
حب "شلبي" للسفر منذ صغره وتنوع البيئة المصرية التى تحمل فى طياتها كنوز جميلة دفعه لأن يكون صاحب مشروع فكرى متميز، رغم أن التصوير في البداية لم يكن محل اهتمامه، إلى أن انبهر بطبيعة وجمال وادى الواشواشى فى نويبع وكتب عنه منشورا عبر صفحته على "فيس بوك" فوجد تفاعلا كبيرا ليقرر بعدها أن يتعامل بنفس الطريقة مع كل مكان يسافر إليه ويكتب تجربته عنه قائلا لـ"الوطن": "سافرت أماكن كتير، ومن سنتين بس بدأت أصور كل مكان بروحه عشان نفسى الناس تشوف جمال بلدها".
إلى جانب الأماكن التى صورها، الشاب العشرينى، وقام بنشرها على صفحاته عبر مواقوع التواصل الاجتماعى مصحوبة بهشتاج #thisisegypt، دعمها بمعلومات خاصة بكل موقع باللغة العربية ومترجمة بالإنجليزية حتى لا تقتصر فكرته على المصريين فقط بل كان يستهدف الأجانب، فضلاً عن حرصه على تصوير مقاطع فديو "كنت بكتب عن المكان عملت فيه إيه وروحته إزاى وأكلت إيه وأغرب عاداته وتقاليده"، لافتاً إلى أنه كان يتلقى استجابة وتفاعل مع منشوراته من راغبى السفر "ناس كتير من مصر ما كنتش مصدقة إن الأماكن دى فى مصر وبتسألنى هى فين وبتروح تزورها فعلاً".
أماكن وعادات وتقاليد غريبة شاهدها "شلبى" للمرة الأولى رسمت فى مخيلته صورة لمصر الجميلة كما يجب أن تكون بعيداً عن الصورة التى يراها الكثيرون المتمثلة فى العشوائيات وغيرها من المظاهر السلبية "مصر فيها أماكن كتير حلوة بس مش معروفة لناس كتير، شفت الصحرا البيضا والسودة والجبال الملونة وما كنتش مصدق الجمال دا كله"، موضحاً أنه رغم هذه المعالم المبهرة إلا أنه لا توجد بها رحلات سياحية منظمة "كلها رحلات اجتهادية ينظمها البدو بعربات الدفع الرباعي أو الجيب لأن الطرق غير ممهدة".
تجربة "شلبي" الطالب بكلية "تجارة إنجليزى" بجامعة المنصورة في دعوة الناس لزيارة مصر جعلته يتطلع لسافر إلى الخارج وخاصة بعد أن زار كل شبر فى أرض مصر "عايز أعرف ثقافات البلاد التانية وأشجع سياحة بلدى وأعرف العالم كله أد إيه مصر جميلة"، لذا يفكر فى الالتحاق بالطيران المدنى ليتمكن من السفر إلى أى واجه فى العالم أو تكوين شركة سياحية تدعم مشروعه.
صعوبات كثيرة واجهها "شلبى" فى سفرياته على الرغم من المتعة التى يلقاها، وهو ما دفعه لأن يقرأ عن الأماكن التى يرغب فى زيارتها ويلتزم بتعاليمها "فى أماكن ممنوع التصوير فيها لازم أكون عارفها عشان ما يحصلش مشاكل"، فضلاً عن تكاليف السفر التى استطاع توفيرها من خلال عمله "مونتير إلكترونى" إلى جانب دراسته "عايش أنا وماما لوحدى وهى مش معترضة، فكنت بحوش من مصروفي وأسافر لحد ما فكرت أشتغل عشان أستمر في اللي بعمله"، لكنه ما زال بحاجة إلى دعم أكبر لتصل فكرة لأكبر عدد ممكن من دول العالم.
تعليقات الفيسبوك