الجمعة البيضاء
يتهافت الملايين، بالعالم، اليوم، لشراء العديد من المنتجات المختلفة، بسبب التخفيضات الضخمة بكافة السلع، في المحال والمراكز التجارية وعبر الإنترنت، وهو ما بدأ منذ بداية شهر نوفمبر من كل عام وخاصة الجمعة الأخيرة بها، والتي سُميت في الخارج "بلاك فرايداي".
وفي خضم تلك التخفيضات المتعددة، يستغل بعض التجار والباعة سواء بالمحال أو عبر الإنترنت، الأمر لكسب المزيد من الأموال بالغش والتلاعب في الأسعار، وهو ما نهى عنه الشرع، حيث سبق أن أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، خلال لقائه ببرنامج "والله أعلم"، أن خصومات الجمعة ترتفع به نسبة النصب، وفقا لتصريحات جهاز حماية المستهلك، وهو ما يتنافى مع الدين الإسلامي.
وأضاف المفتي السابق، أن "الجمعة السوداء" ليست موروثا عربيا، فهو اليوم التالي لعيد الشكر في أمريكا، مشددا على أن غش الناس حرام شرعا، لقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: "مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي"، رواه مسلم.
كما أن القانون المصري أيضا حرم النصب والغش التجاري، بما فيها خصومات الجمعة، وفقا للدكتور عادل عامر، أستاذ القانون العام، فإن الغش التجاري منصوص عليه بعدة مواد مختلفة، في قانون العقوبات وقانون حماية المستهلك، وقانون التجارة، بعقوبات الحبس والغرامة.
وأضاف "عامر"، لـ"الوطن"، أنه في حالة كان الغش من البائع نفسه وليس بسبب عيب بالمنتج، على المواطن أن يتقدم بشكوى لجهاز حماية المستهلك، الذي يتولى الأمر بتحرير محضر ورفعه إلى النيابة العامة، ثم بموجب الضبطية القضائية ينتقل إلى مقر البيع لفحصه.
وأوضح "عامر" أنه إذا كانت السلعة المغشوشة غذائية ولم تؤدي لضرر بالإنسان تعتبر جنحة عقوبتها الحبس بمدة أقصاها 3 أعوام، بينما إذا تسببت في ضرر صحي تتحول إلى جناية عقوبتها السجن لمدة أقصاها 15 عاما، وفقا للمادة رقم 152 بقانون العقوبات، والمادة رقم 185 من قانون التجارة، والمادة رقم 210 بقانون التجارة الداخلية.
يرجع أصل "الجمعة السوداء" إلى الأزمة المالية الضخمة التي واجهتها أمريكا عام 1869، وساد بعدها الكساد وتوقفت حركة البيع والشراء، وفي محاولة للخروج منها عرض التجار وأصحاب الماركات سلعهم بتخيضات ضخمة، في الجمعة الأخيرة من نوفمبر عام 1960، ليتوافد الملايين على المحال للشراء، ما تسبب في حالة شديدة الزحام والتكدس المروري والفوضى، لذلك أسمته شرطة مدينة فيلادلفيا بـ"بلاك فرايداي"، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، وبعد عدة أعوام انتقلت الفكرة الأمريكية إلى مختلف الدول، لتصل إلى المنطقة العربية وتسحل انتشارا ضخما في عام 2014.
تعليقات الفيسبوك