طوارئ في "الأوقاف" استعدادا لـ"مؤتمر الشأن العام"
الأوقاف
أعلنت وزارة الأوقاف حالة الطوارئ القصوى، استعداداً للمؤتمر الوطنى «الشأن العام» الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو المؤتمر الذى دعا إليه الرئيس، خلال كلمته فى احتفالية المولد النبوى، واستعدت «الأوقاف» للمؤتمر من خلال عقد 3 جلسات حوارية تجهيزاً للمؤتمر الذى سيشارك فيه العديد من الشخصيات الدينية والثقافية والوطنية والسياسية ورموز الفكر، وذلك فى مقر جريدة «الجمهورية» ومؤسسة «أخبار اليوم» ومجلة «المصور»، فيما تعقد الوزارة اللقاء الرابع خلال الأسبوع الجارى بمؤسسة الأهرام.
وشهدت الفعاليات حضور الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، واللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربى، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط، والمستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، والدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، والمستشار عبدالله قنديل نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية، والدكتور مصطفى الفقهى مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتورة رشا راغب مدير الأكاديمية الوطنية للتدريب، وكبار الشخصيات الإعلامية، منهم كرم جبر رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بمشاركة نخبة متميزة من الشباب، ورؤساء وأمناء اتحاد طلاب الجامعات المصرية.
"جمعة": الوطنية ليست ادعاء
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، فى بيان، أمس، إن قضية الشأن العام قضية أمن قومى، ويجب على من يتحدث فيها أن يكون مؤهلاً للحديث، وتابع: «إذا كنا نبحث عن وضع ضوابط ومقومات الحديث فى الشأن العام، فإننا نؤكد أهمية التأهيل والتثقيف الوطنى الجاد فى هذه القضية المحورية، التى لا تخص الدولة، لأن هناك جهات شديدة الخصوصية فى العالم كله لا يمكن أن تكون كلأ مباحاً للحديث ممن يعلم ومن لا يعلم، مثل الحديث فى الشئون العسكرية، والشئون الطبية، كما أنه من أخطر التجاوزات ما يحدث باسم الدين أو الخطاب الدينى دون علم أو دراية».
وأكد «جمعة» أن الوطنية الصادقة ليست ادعاء، وليست غنيمة، ولكنها تكمن فى الاستعداد الحقيقى لبذل النفس فى سبيل الوطن، والوقوف إلى جانبه وقت الشدة قبل الرخاء، مضيفاً أن الشهادة فى سبيل الوطن تعد شهادة فى سبيل الله، لأن حماية الأوطان من صميم مقاصد الأديان، وليس كما يروِّج دعاة الفتنة بأن الأوطان مجرد حفنة تراب.
وأوضح أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الأزهر وبشراكة وطنية واسعة فى التحضير لمؤتمر الشأن العام ومقومات الحديث فيه والتعامل معه دعوياً وإفتائياً وسياسياً واجتماعياً وإعلامياً، نظراً لحتمية التجديد فى الفكر، مشيراً إلى أن «الأوقاف» تتبنى فى إطار خطتها الدعوية نسقاً معرفياً مستنيراً، يقوم على إعمال العقل فى فهم صحيح النص، وإحلال مناهج الفهم والتفكير محل مناهج الحفظ والتلقين دون تأمل أو تحليل، والانتقال من فقه الجماعة النفعى إلى فقه بناء الدول، ومن فقه دولة الأغلبية القديمة إلى دولة المواطنة المتكافئة الحديثة، متجاوزين مصطلح الأقلية والأكثرية إلى مصطلح الدولة الوطنية، ومن الثقافة المغلقة إلى آفاق الثقافة الرحبة.
"طايع": قامات قانونية ودينية تشارك فى الفعاليات
من جانبه، قال الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بوزارة الأوقاف، لـ«الوطن»، إن جلسات الحوار المجتمعى التى تعقد استعداداً للمؤتمر الوطنى شارك خلالها قامات قانونية وثقافية وإعلامية ودينية، وتؤكد استجابة وطنية واسعة لدعوة رئيس الجمهورية، وتبشِّر بأننا مقدمون على مؤتمر فريد من نوعه، مضيفاً أن التوجه العام للمؤتمر لن يقتصر على الشأن العام الدينى فقط، لكنه يشمل الشأن العام السياسى والاقتصادى والثقافى وكل ما يتصل بالشأن العام فى إطار أن تشكيل الوعى مهمتنا جميعاً.
وأشاد اللواء شكرى الجندى، وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، بتحركات وزارة الأوقاف، مشيراً إلى أن الإسلام أعلى شأن المصلحة العامة، وقدمها على المصلحة الخاصة، للحفاظ على المجتمع واستقراره وسلامته وأمنه وأمانه العام والمجتمعى، وهذا لن يتأتَّى إلا بروح المسئولية الجماعية تجاه الوطن ومصالحه، وهو ما يقتضيه ويتطلبه الفهم الصحيح والدقيق لفقه الأولويات.
وقالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، عضو مجلس النواب، إن احترام النظام العام مطلب دينى ووطنى وإنسانى، ولا بد أن يسير عليه المجتمع، مضيفة أن حماية الشأن العام جزء من التدين الرشيد، فالوطنية الصادقة والتدين الصحيح متلازمان، وليس كما تدعى جماعات الإرهاب.