عمليات البصرة العراقية مطاردة "الغرباء" الوافدين إلى المحافظة
مظاهرات العراق
اعلنت قيادة عمليات البصرة العراقية، اليوم، عن المباشرة بمطاردة "الغرباء" الوافدين إلى المحافظة، وقالت في بيان، إن "قيادة عمليات البصرة والقطعات الملحقة بها باشرت بتنفيذ أمر العمليات الخاص بمطاردة الغرباء الوافدين إلى محافظة البصرة لإثارة الفتنة والتحريض ضد الآخرين وتدمير البنى التحتية"، ونقل البيان عن قائد عمليات البصرة الفريق الركن قاسم جاسم نزال تحذيره، من "دخول الغرباء إلى محافظة البصرة من المحافظات المجاورة بعد الأحداث الأخيرة في ذي قار".
ووجه نزال، الوكالات الأمنية والاستخبارية بـ"اتخاذ الاجراءت الازمة والقيام بعمليات استباقية ضمن قاطع المسؤولية وإلقاء القبض عليهم حفاظا على أمن واستقرار البصرة"، مشيرا الى أن "الواجب الوطني يدعونا جميعا للوقوف في مواجهة التحديات القادمة وعلى شيوخ العشائر وشباب البصرة أن يقولوا كلمتهم بوجة المخربين الغرباء وإبعاد الخطر عن المدينة ألتي تشهد استقرارا أمنيا كبيرا طيلة الفترة الماضية".
"عمليات بغداد": لايوجد أي احتكاك مع المتظاهرين في عموم العاصمة العراقية
وكانت قيادة عمليات بغداد، أكدت في وقت سابق اليوم، عدم وجود أي احتكاك مع المتظاهرين في عموم العاصمة، موضحة في بيان، أنه "لا يوجد أي حالة احتكاك مع المتظاهرين بعموم بغداد"، نافية "قيام القطعات بالرمي الحي"، داعية جميع وسائل الإعلام والناشطين ومنظمات حقوق الانسان والامم المتحدة إلى "إرسال ممثليهم للتواجد وتقييم الواقع على الأرض".
ويشهد العراق منذ نحو شهرين احتجاجات مناهضة للسلطة أدت الى استقالة رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي، امس الأحد، لكن قطاع النفط الذي يشكل عصب الاقتصاد بقي وبشكل مستغرب بمنأى عن الاضطرابات، واسفرت الاحتجاجات عن مقتل أكثر من 420 شخصاً، فيما يجري السياسيون العراقيون جولة مفاوضات على أمل التوصل لاتفاق على تشكيل حكومة جديدة، فيما تتواصل الاحتجاجات المناهضة للسلطة القائمة والنفوذ الإيراني فيها، داعين إلى تغيير كامل الطبقة السياسية. وبدأت الأحزاب السياسية، حتى قبل أن يعلن البرلمان موافقته رسمياً على استقالة عبدالمهدي وحكومته، أجتماعات و"لقاءات متواصلة" لبحث المرحلة المقبلة في البلاد، حسبما اكد مصدر سياسي رفيع لوكالة "فرانس برس" الفرنسية.
وتصاعدت مطالب المحتجين الذين ما زالوا يسيطرون على ساحات التظاهر، بعدما كانت تقتصر على فرص عمل وخدمات عامة، إلى إصلاح شامل للمنظومة السياسية التي نصبتها الولايات المتحدة بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003. وأصبح تغيير الطبقة السياسية المتهمة بالفساد وتبخر ما يعادل ضعف الناتج المحلي للعراق الذي يعد بين أغنى دول العالم بالنفط، مطلباً أساسيا للمحتجين الذين يكررون اليوم في كل المدن رفضهم بقاء "الفاسدين" و"جميع السياسيين" الحاليين.
وبموجب الدستور العراقي، من المتوقع أن يطلب الرئيس من أكبر كتلة في البرلمان ترشيح رئيس جديد للوزراء لتشكيل حكومة وهي خطوة من المنتظر أن تؤدي إلى أسابيع من المشاحنات السياسية. ورغم ترحيب المحتجين باستقالة عبد المهدي فإنها من غير المتوقع أن تنهي المظاهرات التي تدعو إلى تغيير نظام سياسي يتهمه المحتجون بالفساد وترك معظم السكان ضحية للفقر، وفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للانباء.
طرح اسم وزير النفط الاسبق ابراهيم بحر العلوم لرئاسة الحكومة المقبلة
وتمثل الاضطرابات التحدي الأكبر في العراق منذ سيطرة مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي على قطاعات واسعة من الأراضي العراقية والسورية عام 2014، ويواجه المتظاهرون، وأغلبهم من الشبان الشيعة الساخطين، حكومة يهيمن عليها الشيعة وتدعمها إيران وتُتهم بإهدار ثروة العراق النفطية في ظل تدهور البنية الأساسية ومستويات المعيشة.
وكشف مصدر مطلع، اليوم، عن طرح اسم وزير النفط الاسبق ابراهيم بحر العلوم لرئاسة الحكومة المقبلة خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبدالمهدي، وقال في حديث لقناة "السومرية" الإخبارية العراقية، إن "وزير النفط الاسبق ابراهيم بحر العلوم تم طرح اسمه كمرشح لتولي رئاسة الحكومة المقبلة"، مشيراً الى "وجود مباحثات سياسية بهذا الشأن".
وصوت مجلس النواب العراقي، امس الأحد، على قبول استقالة رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي من منصبه، فيما اعلنت كتلة سائرون، امس الاحد، تنازلها عن "حقها" في ترشيح رئيس الوزراء المقبل باعتبارها "الكتلة الاكبر"، مشيرة الى أنها ابلغت رئيس الجمهورية برهم صالح في ذلك.
وفي إطار المبادرات الشبابية التي ترمي الى نبذ العنف والسعي الى إعادة الحياة الى طبيعتها بذي قار، في الراق انطلقت في مدينة الناصرية حملة طلابية كبيرة لتنظيف وترميم شوارع الناصرية، لا سيما المتضررة منها من الأحداث الأخيرة وبمشاركة نخب اجتماعية متعددة. ولم تخل الحملة من عودة واضحة للأجهزة الأمنية بمختلف صنوفها للمشاركة بهذا النشاط الإنساني الهادف، حيث شارك عدد من منتسبي الشرطة المحلية والدفاع المدني في تنظيف شوارع الناصرية المهملة منذ أسابيع، بالإضافة الى ناشطين ومواطنين.
نائب عن تحالف النصر: المجتمع العراقي دفع ثمناً باهضاً بسبب حكومة عبدالمهدي
ولاتزال مدينة الناصرية تشهد قطوعات لأغلب شوارعها الرئيسة وجسورها الحيوية، رغم جهود التهدئة التي يقودها ناشطون ومثقفون، وفقا لما ذكرته قناة"السومرية" الإخبارية العراقية.
بدوره، اعتبر النائب عن تحالف النصر عدنان الزرفي، اليوم، أن المجتمع العراقي دفع ثمناً باهضاً بسبب حكومة عبدالمهدي، مضيفا -في حديثه خلال برنامج "المناورة" الذي تبثه قناة "السومرية"- "عبدالمهدي حوّل مطالب المتظاهرين من الخدمات الى المطالبة باسقاط النظام السياسي"، موضحا أن "المجتمع العراقي دفع ثمناً باهضاً بسبب حكومة عبد المهدي"، وأضاف الزرفي، أن "آثار حكومة عبدالمهدي عنيفة وهزت النظام السياسي"، مؤكداً أن "الحكومة الحالية كان من المفترض أن تذهب كبش فداء منذ شهر حزيران الماضي، لإنقاذ النظام السياسي"، مشددا أن "انهيار الوضع الامني في البلاد تتحمله حكومة عبد المهدي".
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، اليوم، أن التأثير الإيراني تسبب بقتل القوات الأمنية العراقية لعشرات المتظاهرين، ونقلت قناة "سكاي نيوز" عن بومبيو قوله، إن "رئيس الوزراء العراقي استقال على خلفية الاحتجاجات، بعدما تظاهر الناس وطالبوا بالحرية"، موضحا ان "قوات الأمن قامت بقتل العشرات من المتظاهرين، وهذا بسبب التأثير الإيراني بشكل كبير"، وفقا لما ذكرته قناة"السومرية" العراقية.