تساعد من يلجأ إليها على رسم مسار واضح للوصول لأهدافه بسعة صدر تمكنها من إقناع كل من يستمع إليها، تسير معهم خطوة بخطوة لاكتشاف مواهبهم وإزالة غبار اليأس والاكتئاب عنهم، ترى "فتحية" العالم بعين الإرادة والتفاؤل من فوق كرسيها المتحرك، فتغير بنظرتها حياة الكثير رسالة منها إلى المجتمع، بأننا نستطيع أن نعيش الحياة مثلكم.
فور إتمامها عامها الأول أصيبت فتحية مؤمن (42 عاما)، بشلل أطفال في الجذع والساقين أجبرها على استخدام كرسي متحرك باقي حياتها، استمرت الحياة بشكل طبيعي، لم تكن إصابتها عائقًا أبدًا لنجاحها، وحسب روايتها تخرجت في كلية التجارة الخارجية جامعة حلوان، وبدأت حياتها المهنية بالعمل متنقلة بين مجالات مختلفة كمنسقة ديكور وفي مجال الدعاية والإعلان والعلاقات العامة، وخلالها ظهر شغفها بالاطلاع على مجال التدريب والتنمية المعروف بـ"اللايف كوتش" وبدأت تقضي ساعات من يومها في التعمق به.
اجتهادات شخصية من خلال القراءة والبحث وحضور ندوات متخصصة في هذا المجال، خطوات قطعتها فتحية بمفردها لعبور بوابة مجال التدريب الحياتي أو "اللايف كوتشينج"، وفي روايتها لـ"الوطن" انتقلت من مرحلة الاجتهاد الذاتي إلى التدريب العملي، حتى حصلت على كورس متخصص في هذا المجال من أحد الأكاديميات التابعة للاتحاد الدولي لـ"اللايف كوتشينج"، "مبعرفش أشتغل شغل مكتبي وبحب التعامل المباشر مع البشر"، حسب وصفها.
فتحية: بدأت بالقراءة في مجال اللايف كوتش وحصلت على كورس معتمد للتخصص في المجال
فور اجتيازها التدريب المعتمد أعلنت فتحية رسميًا عبر صفحتها على فيس بوك بداية عملها "لايف كوتش"، وسرعان ما بادر معارفها والمحيطين بها بحجز محاضرات للاستفادة منها واستشارتها في أمور شتى تواجه حياتهم، لم تجد صعوبة يومًا في توصيل المعلومات لطلابها، وحسب وصفها: "أحيانا بنعمل جلسات في مركب في النيل وبكون مبسوطة وسط الناس".
"رفع الوعي المجتمعي بحقوق ذوي القدرات الخاصة وقدرتهم على المشاركة في الحياة بشكل طبيعي"، هدف أساسي وضعته "اللايف كوتش" الأربعينية أمام عينها والدافع الأول لدخولها هذا المجال، في تحد واضح لنظرة المجتمع لمستخدمي الكراسي المتحركة بشكل خاص وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، فالإعاقة الحركية لا تعيق طموحهم ولا تحجم إرادتهم على ممارسة المهن المختلفة التي يمارسها أمثالهم من الأصحاء.
على الجانب الآخر من حياة "اللايف كوتش" فتحية، تمتلك موهبة فنية جعلتها واحدة من فرقة الأصالة الموسيقية، وهي أول فريق غنائي على كراسٍ متحركة، "نقدر على كل حاجة ومفيش حاجة بتوقفنا"، حسب تعبيرها.
تعليقات الفيسبوك