هنا.. أولى خطوات "سلم المجد الفني"
ثلاثى أضواء المسرح
على مدار تاريخ المسرح المصرى، الذى يمتد لسنوات طويلة، كان للمسرح الجامعى دور بارز فى إخراج العديد من الفنانين الذين أصبحوا نجوماً فيما بعد، واهتم القائمون على المسرح الجامعى فى عدة محافظات بدعم الشباب الموهوبين، ليس فقط على مستوى التمثيل ولكن فى التأليف والإخراج أيضاً.
وأكد المخرج والمؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة لـ«الوطن»، أن المسرح الجامعى بدأ فى مصر منذ أربعينات القرن الماضى، وكان جورج أبيض رائد المسرح فى مصر، أبرز الفنانين الذين اهتموا بنشاط المسرح الجامعى وتبنى المواهب الشابة وتقديم المسرحيات العالمية فى الجامعات من القاهرة إلى الإسكندرية، وكذلك كان الفنان نجيب الريحانى الذى حرص على حضور عروض المسرح الجامعى.
"دوارة": "ثلاثى أضواء المسرح" أشهر الفرق الجامعية.. وكبار المخرجين تسابقوا على تقديم عروض فى الجامعة
وأضاف «دوارة» أن من ضمن النجوم الذين تم اكتشافهم من خلال المسرح الجامعى، الفنان محمود مرسى، الذى لمع فى كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، ثم أصبحت جامعة الإسكندرية بعد ذلك بوابة لاكتشاف العديد من النجوم، مثل سميرة عبدالعزيز ومدحت مرسى ومحمد وفيق، كما كانت جامعة القاهرة بوابة لاكتشاف العديد من الفنانين، مثل الفنانة الكبيرة محسنة توفيق والفنان فؤاد المهندس الذى كان ملتحقاً بكلية التجارة.
ومن أشهر التجارب الفنية الناجحة التى خرجت من المسرح الجامعى، فرقة «ثلاثى أضواء المسرح» التى بدأ نشاطها فى الجامعة قبل الانتقال إلى فرق مسرح التليفزيون عند إنشائها.
وأوضح «دوارة» أن منتخب الجامعات ساعد فى انتعاش حركة المسرح فى ستينات القرن الماضى بالجامعات، وكان عبارة عن مشاركة من أفراد فرق الكليات المختلفة للجامعة فى منتخب واحد باسم الجامعة ينافس ويشارك فى مهرجان المنتخبات الجامعية، وتابع أنه من أهم العروض التى قدمتها تلك المنتخبات العرض المسرحى «البعض يفضلونها والعة» للمخرج هانى مطاوع.
وأكد أن الفنان عادل إمام بعد نجاحه فى مسرحية «مدرسة المشاغبين» ذهب لمشاهدة أحد عروض منتخبات المسرح الجامعى، وتعرف على المخرج هانى مطاوع وقدما مسرحية «شاهد ما شافش حاجة» التى حققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً.
وأكمل «دوارة» أنه فى فترة السبعينات كانت هناك منافسة كبيرة بين الكليات المختلفة فى النشاط المسرحى، وضمت العديد من الفنانين الذين صاروا نجوماً فيما بعد، فكانت كلية الآداب تضم ناصر عبدالمنعم والفنان أحمد كمال والفنانة عبلة كامل وياسر على ماهر ومع بداية الثمانينات اشتهر فى المسرح الجامعى صلاح عبدالله وأحمد صيام. وقد استفاد جيل المسرح الجامعى فى السبعينات والثمانينات كثيراً من المخرجين الذين تعاونوا معهم، ففى هذا الوقت تنافس عدد كبير من المخرجين لإخراج عروض المسرح الجامعى، مثل سعد أردش، كرم مطاوع، عبدالرحيم الزرقانى وكبار المخرجين بهدف اكتشاف المواهب التمثيلية الجديدة.
واختتم «دوارة» قائلاً إنه فى تلك الفترة كان الاهتمام كبيراً بالمسرح الجامعى من الدولة، فكانت تُصرف ميزانيات خاصة لعروض المسرح الجامعى والاهتمام بالطلاب الملتحقين بالفرق المسرحية، مثل توفير أماكن لإقامة البروفات الخاصة بهم ومعاملتهم مثل الأنشطة الرياضية.