ارتبطت موسوعة جينيس للأرقام القياسية، في أذهان المصريين بأكبر والأضخم حيث سبق أن دخلت مصر الموسوعة الشهير بأطول مائدة إفطار في العالم وكذلك أطول جدارية في العالم بلغت 23 مترا، أما بلال إبراهيم فيسعى لدخول جينيس بأصغر نموذج لحجر رشيد، على "سن" قلم رصاص.
ويعد النحت على "سنون" القلم الرصاص فن جديد على الجمهور المصري، وعن حلمه يقول بلال "تقدمت للقائمين على موسوعة جينيس للتسجيل لديهم، بنموذج حجر رشيد الذي جسمته على سن قلم رصاص صغير"، متابعا في حديثه مع "الوطن": أعمل فنان تشكيلي منذ عام 2016، ولم تكن هذه بدايتي بل كنت رساماً، ولي لوحات كثيرة شاركت بها في العديد من المسابقات المحلية، وفكرت الدخول في عالم الفن التشكيلي، بعد أن تدربت على ذلك جيداً، وساعدني في ذلك خبرات السابقة في مجال الرسم.
وأضاف بلال شاهدت فنانين أجانب قدموا نماذج رائعة لفكرة النحت على الأقلام الرصاص، بدأت أنظر للموضوع بعدها من زاوية التحدي، وكلما صَغُر حجم سن القلم زاد التحدي، بدأت في التدريب لفترات طويلة، مستخدماً أدوات بدائية لتنفيذ عملي، ولن أنكر أن الأمر بدى صعباً في البداية، كما أن تلف النماذج التي نفذتها أصابني بقدر من الإحباط، إلا أنني لم استسلم، وأعلنت التحدي والمنافسة، إلى أن نفذت نماذج أستطيع أن أقول أنها ستنافس زملائي في هذا الفن، على المستوى العالمي.
وتابع: "أنا ابن مدينة رشيد تلك المدينة السياحية الزاخرة بالآثار الإسلامية، تأثرت بالبيئة المحيطة بي كثيراً، حتى أنى فكرت في تنفيذ أعمالي عبارة عن نماذج أثرية، وكانت البداية بتنفيذ أصغر نموذج لحجر رشيد بالعالم، وتقدمت لموسوعة جينيس لتسجيله، وأنا في انتظار الرد من القائمين على الموسوعة، وكان هذا بهدف تعريف العالم ولفت أنظارهم للأثار المصرية العريقة، وركزت جهودي خلال هذه الفترة، على تنفيذ نماذج أثرية على الأقلام الرصاص، تحاكي الآثار الأصلية، وهو أمر ليس بالسهل على أي فنان تشكيلي".
وأوضح بلال: "لم أقف عند حد الابتكار والتنفيذ، بل قمت بالمشاركة مع متحف رشيد الوطني، لتنفيذ عدداً من ورش تعلم فن النحت على الأقلام الرصاص، ولاقت الفكرة استحسان العديد من الشباب والفتيات، وهو ما شجعني أكثر على استكمال مشروعي، الذي سأشارك به في محافل دولية، وأنا الآن على وشك الانتهاء من تنفيذ تمثال "على بك السلانكلى"، محافظ رشيد أثناء الحملة الإنجليزية على مصر، ويعقبها تنفيذ آثار فرعونية ستكون بدايتها نحت رأس نفرتيتي، وأعتقد أنه سيكون أهم أعمالي بعد حجر رشيد.
وقال "بلال"، تواجهني صعوبات كثيرة خلال عملي الفني، أكثرها انكسار سنون الأقلام عقب نحتها، وهو أمر صعب جداً نفسياً، فقد يستغرق النموذج الواحد أسابيع من العمل المتواصل، ولم يصبح سهلاً جداً أن تكون النهاية بتلف العمل، بالإضافة إلى قلة الأدوات المستخدمة، حيث أن هذا العمل الفني جديد على المصريين، ولم يبتكروا له أدوات خاصة حتى الآن، واستخدم مشرط صغير وسرنجة أنسولين وعدسة مكبرة وإبر صغيرة، جميعها أدوات ابتكرتها من الأشياء المحيطة بي.
تعليقات الفيسبوك