رغم الاختلاف واختفاء ملامح وجهها وظهور علامات غريبة وتضخم شكلها بصورة ملحوظة، لم تحاول "إسراء أحمد" إخفاء وجهها عن الناس أو اعتزالهم فقضت وقتا طويلا منذ ولادتها مع مشاعر مختلفة من الخوف من عدم التغيير أو استمرار الحال كما هو عليه ولكنها كانت راضية تحب الحياة، إلى أن تبدل كل ذلك بمفأجاة سعيدة.
عانت الفتاة الشعرينية، مع أكبر ابتلاء في حياتها كما تعتبره، فعقب ولادتها ظهرت لها وحمة دموية ابتلعت وجهها دون أي أعراض ولم يستطع أحد أن يفهم ماذا يحدث فأخذت الوحمة تتضخم وظهر تضخم آخر في رقبتها كان يزداد يوما بعد يوم حتى اختفت ملامح وجهها "الموضوع زاد جدا لدرجة إن عينى الشمال اتقفلت لمدة سنة تقريبا وتعتبر مش شغالة وكنت بتعامل باليمين".
زارت هي وأهلها العديد من الأطباء بحثا عن كلمة لتعليق آمالهم، ورغبة في الشفاء على أيدي طبيب ينجح في علاج حالتها التي لم تحدث لأحد حول العالم منذ 23 عاما كما أخبرها الأطباء "قالوا إنه تضخم فى الأوردة والشرايين وأي تدخل جراحى سينتج عنه الموت فخلوها كده ونشوف التطور مع الوقت".
بمرور الوقت حدث ما لم يكن أسماء تتوقعه، ولكن كان بداخلها نداء يعطيها بصيص من الأمل والثقة في الله وقدرته على الشفاء وهو ما تحقق رغم صعوبته "الحمد لله مع الوقت ونمو جسمى كان الموضوع بيقل والتضخم بيقل"، ولكن لم تستمر السعادة كثيرا، فبعد تجاوز مرحلة الطفولة، لم يكن هناك تطور في حالتها ولكنها لم تيأس، "اكتشفت علاج كان أولها جلسات الليزر اللى حاولت أضيع بيه أثر الوحمة اللى كل اللي بيشوفها بيفتكروها حرق ده بعد صدمتهم إن التطور ده حصل من غير أي علاج"، كما زارت الفتاة عيادات التجميل، "عملت تجميل فى شفايفى اللى كان فيها كتلة دهون مضخماها وجفن عيني المرتخى".
في رحلة علاجها زارت أسماء أحد الأطباء الذي طلب منها إشاعة، لتجريها، وتكتشف المفأجاة "التضخم طلع ورم دهنى حميد الحمد لله وتضخم فى غدة ووقتها ماكنتش كصدقة إزاى الدكاترة مأكدين وكان على كلامهم مستحيل جراح يجي جنبها"، وبالفعل قامت أسماء بإجراء العملية الذي عادت بعدها تتعافى وتظهر ملامحا بوضوح مع بعض الثقل في النطق فقط.
تعتبر أسماء أن ما مرت به أكبر محنة لن تواجه أصعب منه لتتعلم الصبر والقوة وأنه لا يوجد شيء مستحيل على الله، مطالبة الأشخاص الذين يمرون بمشكلة وظروف صعبة بعدم اليأس والاستسلام "ده ابتلاء ربنا رزقنى بيه وبعتبره رزق فعلا عشان يمكن ربنا عوضنى عنه بحاجات كتير، وأنا مكنتش أحلم بالتحسن، فاوعوا تيأسوا حتى لو كل الملامح بتقولك ماينفعش ربنا قادر يقلبها فى ثانية وانت ماتستوعبش ازاى".
تعليقات الفيسبوك