تعاني من كرب ما بعد الصدمة.. نفسيون يضعون خطة لعلاج فتاة العياط
فتاة العياط بعد إخلاء سبيلها
أساليب عدة وضعها أطباء نفسيون كطريقة لإعادة تأهيل فتاة العياط أو "فتاة الشرف" كما يطلق عليها إعلاميا، بهدف أن تتخطى واقعة محاولة اغتصابها التي أدت إلى قتلها المعتدي عليها في وسط صحراء العياط، ثم أصبحت رهن الحبس الاحتياطي لمدة 3 أشهر جراء التحقيقات التي بدأت عقب تسليمها لنفسها، حتى تم إخلاء سبيلها أمس الثلاثاء، معبرة عن ألم نفسي ألَم بها قائلة: "كنت بشوف كوابيس طول الـ3 شهور اللي اتحبستهم ومشهد الدم والجريمة مكانش بيفارق عيني".
"كرب ما بعد الصدمة" هو مرض نفسي يصيب الأشخاص بعد المرور بكارثة إنسانية كتلك التي تعرضت لها فتاة العياط، فبعد التنكيل بها من قبل حبيبها واثنين من أصدقائه واختطفها رابع اتفقا معه كي يغتصبها في صحراء العياط، دافعت عن نفسها وأردته قتيلا، لتدخل هي في صدمة نفسية، بحسب الدكتور إبراهيم مجدي حسين، استشاري الطب النفسي، موضحا أن هذه الحالة تستمر بعد التعرض للحادثة لمدة تتراوح بين 3 و6 شهور، كان يجب احتوائها خلالها، لكن ما حدث أنها وجدت نفسها حبيسة في سجن احتياطي استمر لمدة 3 أشهر، ليرى الطبيب النفسي أن ذلك سبب في تفاقم أزمة "كرب ما بعد الصدمة التي أصابتها.
استشاري الطب النفسي: فتاة العياط تعاني من كرب ما بعد الصدمة
الثلاثة أشهر الماضية كان يجب أن يتم عرض الفتاة على أخصائي نفسي وآخر اجتماعي، لكنها وجدت نفسها بين أناس لا تعرفهم ولا يدرون شيئا عن أبعاد ما مرت به، وكان طبيعيا أن تصف تلك الأيام بكوابيس الدم ومشاهد الجريمة التي أحاطت، ومن الممكن أن تكون قد عانت من أعراض جسدية أخرى مثل زيادة ضربات القلب والتوتر الذي قد يصل إلى الاكتئاب.
وأشار حسين في حديثه إلى أن الفتاة التي كانت بين شقين يجب معالجتهما وهما الاغتصاب والقتل للضرر النفسي الواقع عليها شق ثالث وهو الحبس، ليتوقع في حديثه لـ"الوطن" أنها من المؤكد كانت تسأل نفسها يوميا بتعجب عن حبسها جزاء دفاعها عن نفسها.
تحتاج أميرة أو فتاة العياط إلى تأهيل نفسي كبير قد يصل إلى عام، بين شقين علاج سلوكي إدراكي وعلاج دوائي، وفقا لاستشاري الطب النفسي، موضحا أنه يجب إخراجها من حالة الخوف والعزلة التي تمر بها وإعادة دمجها بالمجتمع سواء بتشجيعها على الحديث مع طبيب نفسي عن الحادثة كحدث واقع يجب قبوله حتى لو تدريجيا بهدف تقليل وقعه وشدة تأثيره تكنيكات معينة، أن يتم توجيه تركيزها نحو شيء آخر مثل تركيز حاسة البصر نحو لوحة معينة إلى أن تنسى الحادث كلية وذلك عبر مراحل طويلة، بالإضافة إلى العلاج الدوائي، مشددا على ضرورة تأهيلها نفسيا حتى لا يتطور الأمر ويزداد نفورها وخوفها عند اقتراب أي شخص منها، وتقليل توجهها نحو العزلة.
أستاذ علم النفس الاجتماعي: يجب التركيز على هواياتها وأشياء تحبها
من جانبها الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، ترى أنه يجب بداية فحص وتشخيص الحالة التي تعاني منها الفتاة الآن، للوقوف على أبعادها، مؤكدة على أهمية التركيز على الجوانب الإيجابية كنقاط مضيئة للفت نظرها بعيدا عن المعاناة التي لاقتها، والحديث بصفة مكثفة عن قدرتها على التصرف الصحيح لاجتياز المشكلة رغم مرورها بالصدمة من محاولة الاغتصاب، فهي لم تقف سلبية وإنما تفاعلت بإيجابية واستطاعت التخلص من المعتدي عليها، ما يجعلها تزيد من ثقتها بنفسها.
وتابعت فايد في حديثها لـ"الوطن" أن مرحلة العلاج النفسي ستأخذ وقتا حتى تستطيع فتاة العياط تدارك الوضع والعودة لحياتها الطبيعية، وإلى أن يتم ذلك يجب دعمها بشكل كامل والرفع من قدر ما فعلته كفتاة نموذج يمكن لغيرها الاستقواء بما فعلت ضد أي شخص يحاول خداعها والتغرير بها، لذلك يجب الإشارة إلى الإيجابيات في مقابل أنها نجت من مصير سيء كان حتمي إذا تمكن المعتدي منها.
الترفيه وإدخال البهجة والبحث عن هوايات هو أفضل الطرق التي يجب اتباعها معها طفلة تعرضت لمحاولة اغتصاب أفضت إلى قتلها المعتدي ثم قضت 3 شهور حبسا احتياطيا، وذلك لتقليل وجود الحادثة في ذهنها في مركز بؤرة الاهتمام، فتنغمس في الأشياء الأخرى وتصبح مشاهد الحادث في هامش الاهتمام ما يؤدي إلى تضاؤل تأثيرها السلبي بالانشغال في أشياء تجعلها سعيدة، وذلك بحسب "فايد".