تواجه أسباب الانتحار.. "متوفرهاش" حملة طلاب إعلام لنشر الكلمة الطيبة
طلاب حملة "متوفرهاش"
رحيل مفاجئ، تبعه عبارات رثاء مدفوعة بالحب والافتقاد، وحلم المقربين بعودة الفقيد ليؤنسوا وحدته ويرافقوه في آخر لحظات حياته، مشهد رسمه رحيل الفنان هيثم أحمد زكي في الأذهان، حيث تعالت التساؤلات والدعوات بأن "الوحدة صمت قاتل".
أيام قليلة مرت، لم تكد نيران الحزن على هيثم أن تخمد خلالها، حتى تألمت القلوب مجددا وعايش الجميع صدمة انتحار الشاب نادر محمد، من أعلى برج القاهرة، لتتباين الأسباب والتفسيرات، التي يظل مفاد معظمها، بأن كلمة ما، من شخص ما، كان ممكن تغير النهاية.
مشهدان متتاليان تألم لهما الكثير، ولكن على الجانب الآخر، أدركت إحدى طالبات الفرقة الثالثة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن بطلة كليهما كانت "الكلمة"، التي قد يؤدي غيابها إلى كتابة النهاية أو إطلاقها بشكل سلبي، إلى مضاعفات نفسية لأي مكتئب.
"قررت أشوف القصة بالمقلوب، من قبل ما تبدأ لو كانت فيها كلمة طيبة"، هكذا وصفت مريم الشافعي، فكرة حملتها الصحفية "متوفرهاش"، التي اطلقتها وزملائها لدعوة المحيطين بعبارة "فلتقل خيرا أو لتصمت".
مريم: نزلنا الشارع نشوف الكلمة عملت إيه في الناس
"نزلنا الشارع نشوف الكلمة عملت إيه في الناس"، هكذا وصفت "مريم"، أولى خطوات تنفيذ حملتها، في حديثها لـ"الوطن"، نزلت وزملائها لسؤال طلاب جامعة القاهرة، عن أثر الكلمة في حياتهم، فوجدوها كثيرا مدمرة، وقليلا مشجعة، "الكلام الحلو قليل لدرجة إن الناس مش بتفتكره لكن التنمر كتير"، كان هذا ما رأته مريم وزملاؤها، وقررت التوعية به، من خلال صفحة الحملة على فيسبوك
الفكرة "ملمسة" مع الناس
لقيت الفكرة انتشارا لم تتوقعه "مريم"، حيث إنه منذ نشرها، سارع جميع المحيطين بتشجيعها، "الصفحة جابت 600 لايك في خمس أيام"، جعل هذا الإقبال "مريم"، تفكر في نشر الفكرة ميدانيا، معللة "ملمسة مع الناس"، لتتجاوز الفكرة كونها تكليف يسعى الطلاب للحصول على أعلى درجات من خلاله، وتصبح "مهمة إنسانية" يحملوها خارج مدرجات الدراسة".