40 ألف وافد في كنف الأزهر.. إعفاء من الرسوم الدراسية وإقامة في مدن البعوث الإسلامية
شيخ الأزهر أثناء تفقده مدن البعوث الإسلامية
يولى الأزهر الشريف اهتماماً خاصاً بالطلاب الوافدين، باعتبارهم سفراء الوسطية فى بلادهم، ورسل الترويج للدولة المصرية. وتشهد مشيخة الأزهر وجود 40 ألف طالب من 125 دولة، يدرسون بالجامعة والمعاهد الأزهرية على مستوى الجمهورية، يتمتعون بالعديد من المزايا، كالإعفاء من الرسوم الدراسية والإقامة بمدن البعوث الإسلامية، ويتم اختيار الطلاب الوافدين بناء على اختبارات ومقابلات فى بلادهم.
وعمل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، على تأهيل المقبولين منهم فى الأيام الأولى من قدومهم إلى مصر، عبر إلحاقهم بمراكز الأزهر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، التى تعمل على مساعدة الطلاب الوافدين على تلقى العلم الصحيح من مصادره الأصلية، كما تم تدشين برلمان الوافدين الذى يتم انتخابه من قبَل الطلاب، ويكون البرلمان على تواصل دائم مع الإمام الأكبر، كما طالب «الطيب» بتفعيل الدور المنوط بالبرلمان وأعضائه، وأن تتشكل من بينهم لجان تختص بمتابعة كافة شئون الطلاب الوافدين.
"الطيب": الوافدون ضمانة حقيقية لحماية المجتمعات من الأفكار المتطرفة
وفى لقائه الأخير ببرلمان الوافدين، قال الدكتور أحمد الطيب إن الأزهر يوفر الغطاء العلمى والثقافى للطلاب الوافدين، لمواجهة أى أفكار تتعارض مع وسطية الأزهر ورسالته السمحة، فالمؤسسة تعمل على زيادة عدد المنح المخصصة للطلاب الوافدين بما يخدم رسالتها عالمياً، مطالباً ببذل المزيد من الجهود لتيسير العملية التعليمية لزملائهم من الوافدين. كما استمع الإمام الأكبر لعدد من المشكلات التى تواجه الطلاب الوافدين بالأزهر، وأوصى المسئولين بالعمل على حلها وتذليل كافة العقبات التى تواجههم لتيسير العملية التعليمية عليهم.
وأكد شيخ الأزهر، فى لقاء آخر مع الوافدين، أن بعض خريجى الأزهر الوافدين تقلدوا مناصب رفيعة المستوى فى بلادهم، كما ساهموا بقوة فى تنمية ورقىّ بلادهم، وعملوا على تعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك التى تعلموها فى الأزهر، فهم ضمانة حقيقية لحماية المجتمعات من الأفكار المتطرفة.
وأجرى الشيخ صالح عباس، وكيل الأزهر، جولات تفقدية بمعاهد البعوث الإسلامية، ومركز تطوير التعليم للطلاب الوافدين والأجانب، للاطمئنان على سير العملية التعليمية، كما عقد وكيل الأزهر العديد من اللقاءات الحوارية مع الوافدين، حيث أكد أنه يجرى حالياً إنشاء مدينة جديدة للبعوث تتسع لكافة الطلاب الوافدين الموجودين حالياً فى مصر؛ لدعمهم والتيسير عليهم.
"عباس": إنشاء مدينة جديدة للبعوث تتسع لجميع الطلاب الوافدين فى مصر
وأكد وكيل الأزهر، فى بيان له، أن هناك طلاباً من ٤٦ دولة أفريقية يتوافدون للدراسة بالأزهر، لوضع البرامج الداعمة لأشقائنا، وكان من نتائجها مضاعفة المنح الدراسية المقررة لأبناء أفريقيا، لتصبح ١٦٠٠ منحة، وحرص الأزهر على المبادرة والذهاب بمنهجه وعلمائه إلى قلب أفريقيا، وذلك من خلال 16 معهداً أزهرياً فى عدة دول أفريقية؛ لتحسين الأوضاع التعليمية فى هذه الدول الشقيقة، ولنشر المنهج الأزهرى الوسطى، بالإضافة إلى انتشار 537 مبعوثاً أزهرياً فى مختلف دول القارة السمراء، لنشر تعاليم الإسلام الصحيحة.
وأوضح أن علاقة الأزهر بأبنائه من قارة أفريقيا تعود إلى السنوات الأولى لنشأته، حيث توافد أبناء الشمال الأفريقى إلى أروقة الجامع الأزهر لتلقى العلوم الشرعية والعربية، بعد إنشاء رواق المغاربة للطلاب الوافدين من «برقة، طرابلس، تونس، الجزائر، مراكش، وموريتانيا»، كما تم إنشاء رواقى السنارية والدارفورية لطلبة السودان، ورواق «دكارنة صليح» لطلاب إقليم بحيرة تشاد، ورواق الفلاتة لطلاب أفريقيا الوسطى، فضلاً عن رواق البرنية لطلاب برنو بإقليم غرب أفريقيا، بالإضافة إلى أروقة البربر والجبرتية، وفى القرن العشرين تم إنشاء رواق جنوب أفريقيا.
"المحرصاوى": نتصدى لأى فكر متطرف
وأكد الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، لـ«الوطن» أن الأزهر عمل على تأسيس مركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها لمساعدة الطلاب الوافدين على تعلم لغة القرآن الكريم، إضافة إلى تأسيس مكتب لرعاية الطلاب الوافدين يتبع الإمام الأكبر، وتأسيس إدارة لرعاية الوافدين بالمنظمة العالمية لخريجى الأزهر، إضافة لإقامة كاملة لأغلب هؤلاء الطلاب فى مدينة الأزهر للمبعوثين، وتقديم شروح ميسرة للمواد حتى لا يضطر الطلاب للجوء للمتطرفين خارج مدينة البعوث ليشرحوا لهم.
"عياد": دعم الطلاب الوافدين استراتيجية للدولة
بدوره أكد د. نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن المشيخة تعمل على دعم وتطوير الطلاب الوافدين من جميع دول العالم، وما يقدم لهم من عناية خاصة ورعاية علمية وتهيئة الأجواء المناسبة لهم للدراسة، حتى يحملوا منهج الوسطية والاعتدال إلى العالم كله. وأشاد «عياد» لـ«الوطن» بمستوى الوافدين والقدرات العالية لديهم لتلقى المعرفة والثقافة، لتمثيل المنهج الوسطى الأزهرى الذى يرسخ للاعتدال والتسامح والحوار وقبول الآخر واحترام التعددية، والعمل على مواجهة التحديات المعاصرة التى تختلف باختلاف المجتمعات والدول والثقافات. وأوضح أن دعم الطلاب الوافدين من مختلف دول العالم ضمن استراتيجية الدولة المصرية ودورها العالمى فى مواجهة قوى التطرف والإرهاب، حيث يقوم الأزهر بتوفير عناية خاصة ورعاية علمية لهؤلاء الطلاب، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم للدراسة، وحمايتهم من الأفكار المتطرفة، فضلاً عن زيادة عدد المنح المقدمة لطلاب كل دولة.
من جانبها قالت الدكتورة نهلة الصعيدى، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب بالأزهر، إن المركز أُنشئ لدعم وتأهيل الطلاب الوافدين لغوياً وشرعياً وثقافياً بما يؤهلهم لمواصلة الدراسة بالتعليم الجامعى، وتأسس فى يناير 2018 بقرار من الإمام الأكبر، بهدف تطوير التعليم قبل الجامعى للطلاب الوافدين، ويتولى المركز التنسيق بين مختلف الجهات المعنية بالشئون الإدارية والتنظيمية والتعليمية للطلاب الوافدين فى التعليم قبل الجامعى، ووضع سياسات وخطط وبرامج لتطوير تعليم الوافدين، ويقدم لهم الدعم العلمى والفكرى ليكونوا سفراء للأزهر فى بلادهم. وأوضحت «الصعيدى» أن شيخ الأزهر يحرص على متابعة أخبار الطلاب أولاً بأول.