صحف لبنانية: الحريري مرشح وحيد لرئاسة الحكومة المرتقبة
رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري
قالت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم، إن رئيس الوزراء المستقيل "رئيس حكومة تصريف الاعمال"، سعد الحريري، أصبح في الوقت الحالي بمثابة المرشح الأوحد لرئاسة الحكومة الجديدة المرتقبة، بعد انسحاب رجل الأعمال المهندس سمير الخطيب من السباق الحكومي.
وذكرت صحف "النهار، الجمهورية، نداء الوطن، واللواء، الشرق"، أن الإرباك أصبح يتحكم في المسار الحكومي، وأن الأمور عادت إلى مربع الاشتباك حول تشكيل حكومة من الاختصاصيين "تكنوقراط" بالكامل أو أن تكون تكنو-سياسية أي تمزج ما من التكنوقراط والسياسيين معا، مع ترجيح أن يكون شكل الحكومة المرتقبة أقرب إلى التكنو-سياسية التي تضم شخصيات ممثلة للقوى السياسية ولا تحمل استفزازا للشارع اللبناني المنتفض، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الشرق الأوسط".
وأضافت الصحف اللبنانية، أن تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة التي يتم بمقتضاها تسمية رئيس الوزراء الجديد وتكليفه تشكيل الحكومة، إلى الاثنين المقبل، يتيح للحريري بوصفه رئيس حكومة تصريف الأعمال، السفر إلى العاصمة الفرنسية "باريس" للمشاركة في اجتماع "مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان" الذي سينعقد في إطار المساعي الدولية لمساعدة لبنان ومساندته حتى يمكن له تجاوز الأزمة الاقتصادية الخانقة.
ونقلت الصحف عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة" أن الحريري يرفض اصطحاب وزيري الخارجية جبران باسيل، والمالية علي حسن خليل، وسيكتفي بوزير الاقتصاد منصور بطيش المحسوب على التيار الوطني الحر الذي يرأسه باسيل ووزير الاتصالات محمد شقير بوصفه يرأس تجمع "الهيئات الاقتصادية" الممثلة للقطاع الخاص اللبناني، وحاكم مصرف لبنان المركزي "البنك المركزي اللبناني" رياض سلامه، إلى جانب عدد من المستشارين.
وأشارت إلى أن "حملة تحامل" انطلقت مساء أمس عبر وسائل إعلام قوى "الثامن من آذار" السياسية "حزب الله-حركة أمل - التيار الوطني الحر" ومنصات تواصلهم الاجتماعية، على سعد الحريري، وقوامها تحميله وزر تأخير التكليف والتأليف الحكومي، وعرقلة وصول أي بديل عنه إلى سدة رئاسة الوزراء.
واعتبرت الصحف اللبنانية، أن هذه الحملة ضد الحريري، تتغافل عن مكمن الداء في تجاهل إرادة التغيير لدى المواطنين اللبنانيين، وتصم الآذان عن مطالبتهم بسحب البساط من تحت أقدام المنظومة السياسية القائمة برمتها، بعدما حملوها حالة "الخراب والتحاصص والتدمير الممنهج في بنية الدولة واقتصادها ومقدرات خزينتها العامة"، ورجحت أن تتمثل الصيغة الحكومية المرتقبة في تأليف حكومة برئاسة الحريري، لاسيما بعدما استقر رأي الطائفة السُنّية على ذلك، وأن تكون الحكومة 24 وزيرا، على أن تضم 4 وزراء دولة يمثلون جهات سياسية ومن دون شخصيات مكشوفة الانتماء أو تمثل استفزازا للشارع اللبناني، وأن تتمثل الانتفاضة الشعبية بثلاثة وزراء غير محسوبين على أي جهة ما.
وكانت رئاسة الجمهورية في لبنان، أعلنت مساء أمس الاحد تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة لاختيار رئيس للحكومة بعد "توافق" الطائفة السنية على اعادة تسمية سعد الحريري لهذا المنصب، وقالت في بيان رسمي: إنه في ضوء التطورات المستجدة في الشأن الحكومي وبناءً على رغبة وطلب معظم الكتل النيابية، وافساحاً في المجال امام المزيد من المشاورات والاتصالات، قرر الرئيس ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية الملزمة الى الاثنين المقبل، وفقا لما ذكرته وكالة الانباء الفرنسية "فرانس برس".
وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قد تقدم باستقالته والحكومة بالكامل في 29 أكتوبر الماضي تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية العارمة التي يشهدها لبنان منذ مساء 17 أكتوبر اعتراضا على التراجع الشديد في مستوى المعيشة والأوضاع المالية والاقتصادية، والتدهور البالغ الذي أصاب الخدمات التي تقدمها الدولة لاسيما على صعيد قطاعات الكهرباء والمياه والنفايات والرعاية الصحية والضمان الاجتماعي.