مرضى الغدة الدرقية.. الصراع من أجل "جرعة دواء"
الغدة الدرقية
يواجه مرضى الغدة الدرقية وذووهم ظروفاً مأساوية بسبب النقص الحاد فى أدوية علاج المرض، خصوصاً دوائى «يوثيروكس» و«التروكسين» اللذين يعتبران بديلاً تعويضياً للهرمونات التى تفرزها الغدة الدرقية فى الجسم، فيحسنان من وظائفه، خاصة بعد استئصال هذه الغدة لظروف طبية.
الأهالى فريسة للسوق السوداء وإهمال الجهات المعنية
أهالى المرضى تحولوا إلى كشافين للبحث والتنقيب عن هذه الأدوية، ليس فى المناطق أو المحافظات التى يقيمون فيها فقط، بل تعدوها إلى البحث فى المحافظات المجاورة أملاً فى الحصول على الدواء، وبعضهم لجأ إلى السوشيال ميديا طلباً للمساعدة فى توفير الدواء حتى لا تسوء حالة المريض، الذى يتعرض لمضاعفات خطيرة تتمثل فى نقص فى الوزن، والشعور بالخمول الشديد، وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية، مع إسهال، وجفاف الجلد، وقد يؤدى عدم تناول الدواء لفترات طويلة فى بعض الأحيان إلى جلطات فى المخ والقلب، وتكون مياه حول الرئة.
«الوطن» حاولت البحث عن أسباب اختفاء أدوية نقص هرمون الغدة الدرقية فى سلاسل الصيدليات الكبرى وندرتها فى صيدليات أخرى وعدم توفير الإدارة المركزية للشئون الصيدلية التابعة لوزارة الصحة البدائل لتلك الأدوية على مدار أكثر من 6 أشهر كاملة، وترك المرضى وذويهم الباحثين عن الأدوية بين أنياب السوق السوداء، فيما رفضت الوزارة الرد على استفسارات الجريدة حول الأزمة.
الباحثون عن علاج: "عايشين عليه وبندوّر فى السوشيال ميديا ومش لاقيينه"
لجأ الباحثون عن أدوية الغدة الدرقية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى طرق كثيرة للحصول على الدواء أهمها استغلال موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» للبحث عنه والوصول أو الاتصال بالمعارف والأقارب والأصدقاء، فيما قرر آخرون السفر بأنفسهم خارج محافظتهم فى سبيل الحصول على علبة دواء.
منذ أكثر من 5 أعوام مرضت أمه صاحبة الـ55 عاماً، وأجرت عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية، وعقب انتهاء العملية أوصى الطبيب المُعالج بتناول دواء التروكسين 100 ميكروجرام، على أن تستمر فى تناوله مدى الحياة لأنه يقوم بوظائف الغدة الدرقية، وكان سعر العلبة وقتها 30 جنيهاًً، حسب تأكيد نجلها «عبدالسلام كمال»، 25 عاماً، من مركز مطوبس فى كفر الشيخ، مؤكداً أنها واظبت على تناوله طيلة هذه السنوات، وظلت حالتها الصحية جيدة مع تناوله، إلا أن الوضع تغير تماماً منذ أقل من عام مع بداية حدوث أزمة نقص الدواء فى كفر الشيخ، وقال بنبرة غضب: «كان الأول متوفر جداً فى كل الصيدليات ثم اختفى من السوق، ورجعت العلبة بسعر 60 جنيه، وبعدها قلت من السوق جداً وبقيت من الأدوية النادرة».
"عبدالسلام": مكانش قدامى حل غير السوق السوداء
لجأ «عبدالسلام» إلى شراء الدواء من السوق السوداء بسعر يتراوح ما بين 85 إلى 100 جنيه، نظراً لاختفائه من الصيدليات، وتابع: «مكنش قدامى حل غير ده عشان مسيبهاش تعبانة، لأنى قعدت 3 شهور كاملة مش عارف أعمل إيه ولا أجيبه منين، وسافرت قرى ومحافظات مختلفة عشان أجيبه لأمى وملقيتهوش»، مشيراً إلى أن أعراض عدم تناول الدواء كثيرة، من ضمنها آلام فى منطقة الرقبة، والإحساس بخمول شديد، «كأن جسمها كله متكسر أو واخدة مُخدر ومبتقدرش تعمل حاجة»، وأوضح أنه عندما عاد للطبيب المُعالج من أجل تغيير الدواء الناقص، أوصى الطبيب بعدم تغيير الدواء نهائياً ومحاولة إيجاده فى أى مكان.
«الشاب العشرينى» نشر «بوست» على «فيس بوك»، أنه عثر على الدواء فى إحدى الصيدليات بالقاهرة عقب عدة أشهر من البحث عنه، كانت نتيجته تواصل العشرات من المواطنين معه من أجل إحضار كميات كبيرة منه، وتابع: «ناس كتيرة محتاجة الدواء وممكن تدفع 100 جنيه فى العلبة لأنها مش لاقياه والعلبة تحتوى على 100 قرص وتكفى أمى حوالى شهر ونصف».
فى البحيرة، وتحديداً داخل مركز أبوالمطامير، كانت هناك سيدة تبلغ من العمر 22 عاماً، أجرت عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية منذ 3 سنوات، وكانت تتناول من وقتها دواء يوثيروكس، من أجل تعويض الهرمونات التى كانت تفرزها الغدة الدرقية، وفقاً لزوجها وليد سمير، 32 عاماً، وهو إمام مسجد، مؤكداً أن الجرعة التى يحصل عليها المريض يتم تحديدها من خلال الطبيب المعالج، وأن زوجته تحصل على 200 ميكروجرام يومياً سواء من خلال قرصين 100 ميكروجرام، أو 4 أقراص 50، أو 8 أقراص 25.
"وليد": سافرت الإسكندرية وكفر الدوار وبرضه مش موجود
وقال «وليد»: «مش لاقى الدواء خالص فى أى مكان، ونادراً لما بلاقى صيدلية فيها وبيبقى شريط أو اتنين بالعافية، والشريط بيكفيها 5 أيام فقط»، مشيراً إلى أنه سافر إلى محافظات مختلفة من أجل إيجاد الدواء لزوجته، «سافرت الإسكندرية وكفر الدوار ودمنهور، وكلمت ناس قرايبى فى القاهرة وطنطا، وبرضه مش موجود فى السوق خالص، رغم أن سعر علبة «يوثيروكس 100» تصل إلى 35 جنيه، وكنت أخزن كميات من الدواء لأن زوجتى لا تستطيع الاستغناء عنه، لكن هذه الكميات خلصت ومش عارف هعمل إيه، والدواء مش موجود لا فى السلاسل الكبيرة ولا الصيدليات الصغيرة».
وأضاف: «إذا لم تتناول زوجتى الدواء لأكثر من يوم، يتحول جسدها إلى اللون الأصفر، وتحمر عيناها، ولا تستطيع الحركة، ما بتقدرش تقوم بشغل البيت، وعدم تناول الدواء لفترات طويلة يُسبب مضاعفات منها انسداد فى الشرايين».
"سامح": ملوش بديل وما ينفعش نوقفه
فى الإسكندرية، كان سامح أبوبكر، 34 عاماً، يبحث عن دواء يوثيروكس لوالدته، 65 عاماً، فى مختلف الصيدليات الكبيرة والصغيرة التى كانت يحصل من خلالها على الدواء طيلة السنوات الماضية، وقال بنبرة حزينة: «نزلت نفس الصيدليات اللى كنت بجيب منها الدواء، لكن كل ما أسأل صيدلى يقول لى مش موجود وناقص جداً، ورحت صيدليات غيرهم لكن ملاقيتش الدواء فى أى مكان»، مشيراً إلى أنه لجأ للكثير من الطرق من أجل توفير الدواء لوالدته منها شراء المستورد بأسعار مضاعفة أكثر من 4 مرات، كما بحث عن الدواء عبر فيس بوك، ووجده عند شخص توفيت والدته، وكانت عنده كمية من الدواء وحصل عليها منه.
وتابع «سامح»: «عندما لم أجد الدواء، طلبت منى والدتى وقف البحث عنه وأنها ستتوقف عن تناوله، فرحت للدكتور اللى بيعالجها عشان أسأله على الموضوع ده، قال لى إن الدواء ده مالوش بديل وما ينفعش توقفه أبداً زى أدوية الضغط والقلب كده وأنا دلوقتى معايا علبتين دواء، بس مش عارف بعد كدة هعمل إيه فى الأزمة دى».
فى مركز قويسنا بمحافظة المنوفية، كان مصطفى أمين، 29 عاماً، مهندس الميكانيكا، يبحث عن دواء «يوثيروكس» فى كافة الصيدليات ولم يجده، بعد إجراء شقيقته الكبرى، 32 عاماً، عملية جراحية لاستئصال الغدة الدرقية، وكانت تحتاج إلى الدواء القائم بوظائف الغدة، وعن هذه التجربة القاسية قال: «الدكتور المُعالج كتب لها الدواء ده، وكانت ماشية عليه فعلاً ومرتاحة عليه جداً، بس للأسف الدواء ده ناقص جداً فى السوق ومحدش عارف إيه السبب، ومش أول مرة تحصل الأزمة دى، وبحاول أدور على الدواء فى الصيدليات الصغيرة أو القديمة عشان السلاسل الكبيرة بيتسحب منها الدواء بشكل أكبر»، مؤكداً أنه لم يجد فى المنوفية سوى شريطين من الدواء، وبحث عنه فى كفر الشيخ ودمنهور والإسكندرية ولم يُوفق فى إيجاده، وتواصل مع شقيقه الذى يعمل محاسباً داخل شركة أدوية فى بنها وأبلغه بأن المخازن خاوية من الدواء.
"مصطفى": اتصلت بالشركة المنتجة وقالوا لى ناقص
حاول «مصطفى» الحصول على الدواء بكل الطرق الممكنة، لأن خطيبته المريضة ستستمر فى تناوله طيلة حياتها، وفقاً لحديثه، مضيفاً: «كل ما أروح لصيدلى وبمجرد ما أطلع العلبة أو صورتها، يبتسم ويقول لى مش موجود»، مشيراً إلى أنه اتصل الشهر الماضى بالشركة التى تنتج الدواء وأبلغوه بأنه ناقص من السوق المصرية والأزمة فى طريقها للحل خلال أسبوعين وهو ما لم يحدث، فلجأ إلى فيس بوك من أجل إيجاده، وتابع: «لاقيت ناس كتيرة محتاجاه فعلاً، وربنا كرمنى ولاقيت واحد من المنيا عنده علبتين، بس السعر عليهم مشطوب ومكتوب على العلبة 35 بدل 19 جنيه، ولولا انى لاقيت الشخص ده مكنتش هعرف أعمل إيه».
وزارة الصحة تتجاهل الرد على "الوطن" وترفض إبداء أسباب اختفاء العقاقير
من جانبها، تجاهلت وزارة الصحة والسكان الرد على «الوطن» لإبداء أسباب الأزمة على مدار أكثر من ثلاثة أسابيع قضاها محرر الجريدة داخل أروقة الوزارة، عقب التواصل مع المكتب الإعلامى للدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، عن طريق خطاب رسمى من الجريدة، وبعدها تحويل رسمى آخر من «مجاهد» إلى الدكتور تامر عصام، نائب وزير الصحة لشئون الدواء، للسماح له بالحديث مع «الوطن»، ولكن دون جدوى، معللين ذلك بأن التصريح لم يتم توقيعه.
أستاذ غدد: إكسير الحياة.. ولا يمكن الاستغناء عن أدويتها
"سعد": "يوثيروكس" و"تروكسين" هرمونات تعويضية ولا توجد أدوية أخرى بها نفس المادة الفعالة فى مصر
قال الدكتور محمد سعد حامد، أستاذ الغدد الصماء والسكر بطب عين شمس، إن الغدة الدرقية داخل جسم الإنسان مسئوليتها إنتاج هرمونين مهمين لكل خلية داخل جسم الإنسان حتى تعمل كل واحدة منهما بصورة طبيعية، وبدونها لن تعمل أى وظيفة داخل الجسم بشكل طبيعى، مضيفاً: «أهم حاجة عشان الخلايا تشتغل هو الأكسجين وده طبعاً رقم 1، أما رقم 2 فهو الجلوكوز أو الطاقة، وييجى بعدهم هرمون الغدة الدرقية، وبالتالى أهميته كبيرة جداً للإنسان، وبنعتبرها أكسير الحياة»، مشيراً إلى أنه عند حدوث خلل فى وظائف هذه الغدة يتأثر سلبياً القلب والقدرة العضلية والمجهود، مع تورم الجسم، وفقدان الجلد مميزاته المعروفة، ويصبح خشناً مع وجود بعض التشققات، والشكل العام الخارجى للشخص سيتأثر، وتابع: «إذا ارتفعت نسبة الهرمونات عن الحد الطبيعى، ترتفع معها ضربات القلب، ويزداد العرق، ويسخن الجسم، مع فقدان فى الوزن وإسهال، أما إذا انخفضت النسبة فيزيد الوزن، مع إسهال وجفاف فى الجلد، بجانب النوم لفترات طويلة، وانخفاض النشاط والشعور بالخمول، ومع انخفاض نسبة الهرمونات، يأتى دور الأدوية سواء «يوثيروكس» أو «التروكسين»، مؤكداً أنهما «عبارة عن هرمونات تعويضية لنقص إفراز هرمون الغدة الدرقية، والاتنين عبارة عن شركتين مختلفتين، لكن المادة الفعالة وهى هرمون الثيروكسين واحدة فى الاتنين»، ولا توجد أدوية أخرى تحتوى على نفس المادة الفعالة داخل مصر، وأن الجرعة تُحدد للمريض من خلال الطبيب المعالج، وأضاف أستاذ الغدد الصماء أن هناك نقصاً شديداً فى الحصول على هذه الأدوية، ولا يوجد لها أى بدائل أخرى فى مصر، عكس أدوية الضغط والقلب التى لها بدائل كثيرة، وقال: «ده دواء تعويضى ميقدرش الإنسان يستغنى عنه»، مؤكداً أن هناك مضاعفات تحدث للمريض عند عدم تناوله الدواء لفترات طويلة، من ضمنها هبوط فى القلب، أو تكون مياه حول القلب والرئة وداخل التجويف البطنى، أو جلطات فى المخ أو القلب، مع فقدان القدرة الجنسية للرجال نهائياً، وعدم قدرة السيدات على الحمل مرة أخرى، وأضاف: «جالى مرضى كتير وقالوا لى إن الدواء مش موجود خالص، لكن دى مسئولية وزيرة الصحة، والدكتور مش فى إيده حاجة»، مشيراً إلى أنه ربما تكون أزمة نقص أدوية الغدة الدرقية سببها الاتجاه إلى رفع أسعارها خلال الفترة القادمة.
صيدليات القاهرة والجيزة لـ"العملاء": "للأسف.. الأصناف مش موجودة"
«للأسف يا فندم الدوا مش موجود»، جملة تخرج من فم الصيادلة وتصدم كل الباحثين عن أدوية الغدة الدرقية خلال جولة قامت بها «الوطن» على مجموعة من الصيدليات فى القاهرة والجيزة، فى بحثها عن أدوية الغدة الدرقية، وهما «يوثيروكس» و«التروكسين»، حيث تأثر الأول بالأزمة بشكل كبير فى مختلف الصيدليات، أما الثانى فيعانى من النقص بدرجة أقل نسبياً من الأول، وظهرت سلاسل الصيدليات الشهيرة خالية من الصنفين، ومن يُريد إيجاد الدواء عليه البحث والمعاناة كثيراً فى الصيدليات الصغيرة غير المعروفة، حتى يتسنى له الحصول على علبة واحدة إذا صادفه حسن الحظ ووجدها.
"جرجس": إحنا مش مسئولين والدواء ناقص فى الشركة نفسها
داخل إحدى الصيدليات فى حى الظاهر بالقاهرة، جلس الدكتور جرجس مجدى، 35 عاماً، صاحب الصيدلية، على مكتبه يُتابع النواقص من الأدوية ويدونها فى أجندته الورقية، موضحاً أنه يواجه أزمة كبيرة فى نقص أصناف كثيرة من الأدوية أهمها أدوية الغدة الدرقية، وقال: «المشكلة دى إحنا مش سبب فيها ولا هى من عندنا وأصلاً الدواء ناقص فى الشركة نفسها اللى بتنتج الدواء، وهو لو موجود فى الصيدلية هنخبيه من الناس ولا من جيرانا ليه»، مؤكداً أن أزمة نقص أدوية الغدة الدرقية بدأت داخل الصيدلية منذ حوالى 6 أشهر، وأضاف: «ناس كتير بتيجى تسأل عليه واحنا بنقولهم للأسف الدوا مش موجود».
يتعامل «جرجس» مع شركات توزيع الأدوية، التى تعتبر حلقة الوصل بين الصيدلية وشركة إنتاج الدواء، وأوضح أن أسباب نقص الدواء مختلفة، منها رغبة شركة الإنتاج فى رفع السعر، أو أزمة فى استيراد المادة الفعالة من الخارج، متابعاً: «ممكن تكون بتتسحب من السوق من جهات مش معلومة عشان تتباع بأسعار أعلى من خلال السوق السوداء»، وأكد أنه فى حالة استطاعة المريض الحصول على بديل مستورد من الخارج، لن يستطيع شراءه نتيجة ارتفاع سعره إلى درجة كبيرة، وأضاف: «المريض بيلف ويدور على الدوا فى الصيدليات فى أكتر من محافظة، أو يُحاول يجيبه من خارج مصر خالص».
"فوزى": محدش يعرف مين ورا الأزمة
واتفق معه أحمد فوزى، 45 عاماً، صاحب إحدى الصيدليات بمحافظة الجيزة، أن أزمة نقص أدوية الغدة الدرقية حدثت من قبل وعندما نزلت هذه الأدوية مرة أخرى إلى الصيدليات اتضح أن النقص الشديد بها كان بسبب التسعير الجديد لها، مضيفاً: «الأزمة المرة دى محدش عارف سببها إيه، ولا مين وراها»، وأشار «فوزى» إلى جهاز الكمبيوتر الموجود داخل الصيدلية والمُدون به كافة الأدوية الموجودة داخلها، بأصابعه على الشاشة: «الاتنين مش موجودين عندى لأن فيهم نقص كبير، الاتنين ملهمش أى بديل خالص، والأزمة أساسها من شركات الأدوية، ووزارة الصحة هى المسئولة عن حلها».
شعبة الأدوية: الأزمة بدأت منذ 6 أشهر والوزيرة المسئول الأول
كشف الدكتور على عوف، رئيس شعبة الأدوية فى اتحاد الغرف التجارية، عن وجود أزمة فى أدوية الغدة الدرقية وبدائلها فى الصيدليات، رغم تأكيد وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، أن الأدوية متوافرة ولا توجد بها أى نواقص فى السوق، لأن كافة الأدوية لها بدائل، مشيراً إلى أن هذا التصريح كان مفاجأة وغريباً، لأن الأزمة بدأت منذ 6 أشهر، وظهرت معها السوق السوداء لأن الأدوية المتاحة فى السوق قليلة للغاية.
وأكد «عوف» أن الإدارة المركزية للشئون الصيدلية داخل وزارة الصحة هى المسئولة الأولى عن أزمة نقص الدواء، مضيفاً: «دول عندهم عيب قاتل لا بيردوا ولا بيصرحوا ولا عاوزين يتكلموا»، مشيراً إلى أن الوزارة تتفاعل مع ملف الدواء جيداً، ولكن أزمتها أنها ترى أنها الوحيدة التى ترى وتتابع النواقص، وهى شايفة إنها الوحيدة اللى فاهمة وشايفة ومتابعة، وتعتبر أن وجود علبة واحدة فى صيدلية يعنى أن الدواء متوافر للجميع.
وأوضح رئيس شعبة الأدوية أنهم يرصدون المشهد داخل الصيدليات مع متابعة الكميات المطروحة من الأدوية، بالإضافة إلى التواصل مع المُوزعين والشركات التى تنتج الدواء صاحب الأزمة، ومحاولة حل الأزمة، منوهاً بأنه علم من مصادره أن دواء «يوثيروكس» كان به أزمة نتيجة مشاكل فى التسعير منذ عام تقريباً، وظلت الشركة فى مناورات مع الوزارة فى السعر، وأثر نقصانه سلبياً على الدواء الآخر بسبب زيادة الطلب عليه، وأضاف: «فى الوقت الحالى المواد الخام موجودة جوه المطار لكن الإجراءات بتاخد وقت طويل، وعلى وزيرة الصحة مناشدة الجمارك سرعة الانتهاء من الإجراءات حتى يستطيع المرضى الحصول عليه»، متوقعاً استمرار الأزمة لمدة شهرين أو ثلاثة، وطالب «عوف» بضرورة عمل منظومة متكاملة، للتقليل من أزمات النواقص وتوقعها قبل حدوثها بفترة مناسبة، عن طريق تشكيل لجنة من نقابة الصيادلة، لأنهم أول من يشعرون بالنقص فى الأدوية، مع الموزعين، والشركات ممثلة فى الغرفة التجارية، بالإضافة إلى وزارة الصحة، والجمارك حتى لا تتأخر المواد الخام عند استيرادها من الخارج.