يجلسون فى انتظام شديد، يحملون بين أياديهم مصاحف كبيرة الحجم، الكل يُرتّل آيات القرآن الكريم فى هدوء، حتى لا يؤثر على تركيز الآخرين، مشهد لا يتكرّر كثيراً فى مراسم العزاء، لكنه فرض نفسه فى قرية سرس الليان بمحافظة المنوفية، حيث تجمّع الأهالى لختم القرآن على روح مصطفى حجاج، أحد أهالى القرية.
«سمعته طيبة وروحه حلوة ويستحق التفاف سكان القرية لقراءة القرآن على روحه»، حسب الأهالى الذين تجمّعوا فى يوم عزائه ليردوا الجميل له، حيث لم يكن يتردّد فى خدمة أى شخص يستحق المساعدة، وأكد ابنه أمير حجاج، أنه فوجئ بزحام شديد فى يومى الدفن وتلقى العزاء: «قلنا هنعمل خاتمة، والمعروف أن الخاتمة دى لو جابت 20 فرد يبقى كويس جداً، لقيت ناس كتير جداً، لدرجة أنهم ملأوا الشارع وبيوت الجيران».
حزنه على والده تحول إلى فرحة لسعى أهل القرية الدؤوب لقراءة القرآن على روحه: «والدى كان محبوب بين الناس، كان بيشتغل مدرب رياضى وساعد كتير من أهل القرية فى لعب كرة القدم والاشتراك فى أندية رياضية»، موضحاً أن ختم القرآن على روح الميت من عادات القرية، لكنها المرة الأولى التى يختتم فيها القرآن 7 مرات فى 60 دقيقة فقط، وحسب قوله استمر توافد الأهالى على العزاء حتى آخر الليل: «من كتر ما الناس كتير بقينا بندخّلهم بيوت الجيران يقروا القرآن، وفى الآخر قعدنا ندعى له كلنا فى نفس واحد، لدرجة أن صوتنا عِلِى، أنا يوم العزا نمت فرحان رغم حزنى على والدى من كتر ما شُفت الناس بتحبه قد إيه».
تعليقات الفيسبوك