قادة أفريقيا: شبكات الإرهاب تُهرب مخدرات وأسلحة.. وعلينا مواجهتها
الرئيس عبدالفتاح السيسى يتوسط قادة الدول الأفريقية خلال منتدى أسوان للسلام
قال رئيس جمهورية تشاد، إدريس ديبى، إنه «رغم الأوضاع السيئة فى أفريقيا، فإننا لا ينقصنا أى شىء لتحقيق النمو».
وأضاف «إدريس»، فى كلمته بالجلسة الأولى بمنتدى أسوان للتنمية، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه رغم الصورة السلبية والفقر والعنف فى أفريقيا، التى تبالغ فيها وسائل الإعلام، فإنه يمكن التغلب عليها، وهو ما يظهر جلياً فى المبادرات القارية للاتحاد الأفريقى، مشيراً إلى أن السعى للأمن والسلام للحيلولة دون الأزمات، والنمو المستقبلى، وإنشاء منطقة التبادل الحر الأفريقى كل ذلك يدفع للأمل.
رئيس تشاد: حل الأزمة الليبية خطوة ضرورية لمواجهة الإرهاب بمنطقة الساحل
ووجَّه رئيس جمهورية تشاد الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الاتحاد الأفريقى، والحكومة المصرية، لتنظيم الندوات والجلسات التى تجمع زعماء الدول الأفريقية.
وأضاف «إدريس» أن أفريقيا التى نتطلع إليها هى الأمن والسلام والتنمية المستدامة، وهو اسم مناسب ومعاصر يعكس الصلة الوثيقة بين الأمن من جهة، والتنمية من جهة أخرى.
وتابع «ديبى» أنه لا يمكن تحقيق تنمية واستقرار دون أمن وسلام، إذ إن أفريقيا مليئة بالموارد الطبيعية، كما أن سكانها لديهم العديد من الإمكانيات، بما فى ذلك إمكانيات الأراضى العربية، موضحاً أن 7 دول من 10 دول فى العالم تتطلع لتحقيق التنمية، موجودة فى أفريقيا، ما يوضح أن الاستثمارات فى أفريقيا هى التى تحقق أكبر الأرباح.
وقال إن أفريقيا تسعى لتحقيق التنمية والقضاء على الأزمات التى تؤدى إلى نتائج كارثية فى بعض المناطق الأفريقية، فضلاً عما يحدث فى الساحل، ما يتطلب منا زيادة الجهود، خاصة أن الشبكات الإرهابية تهرب المخدرات والأسلحة، وتتمتع بموارد مالية كبيرة، وسيطرت فى إحدى الفترات على أجزاء كبيرة من أفريقيا.
وأضاف أن أفريقيا تسعى إلى تقوية قدراتها للرد على هذه المجموعات المسلحة، متابعاً: «كان يجب أن نفكر فى خطط لمواجهة هذا التهديد، معتمدين على قواتنا الخاصة ومساعدات الشركاء، لهذا فإننا نُحيى الجهود المشتركة للدول الأعضاء فى منطقة الجنوب، لمواجهة منظمة بوكو حرام الإرهابية، وفى الوقت ذاته نُحيى المبادرة التى تمت بالنسبة لقوات الساحل، وإعطاءها الإمكانيات المالية والمعدات اللازمة».
ولفت رئيس تشاد إلى أن الإرهابيين لديهم موارد كبيرة، ولديهم تكنولوجيا المعلومات، فضلاً عن أدوات تسمح لهم باستغلال الشباب الأفريقى مع قلة خبراتهم، كما أن قرب الحدود وضعف الإمكانيات فى بلدان القارة يعطيان مزيداً من الإمكانيات للمجموعات الإرهابية.
وأوضح أن الأزمة الليبية من الأسباب الأساسية لاستمرار الأزمات فى الساحل، مشيراً إلى أن تسوية هذه الأزمة خطوة ضرورية لمواجهة الإرهاب فى منطقة الساحل.
وأضاف «إدريس» أن الليبيين فى أيديهم حل هذه الأزمة، موضحاً أن إعطاءهم فرصة للتشاور والحديث والوفاق يعنى عودة السلام فى الساحل.
وأكد «ديبى» أنه على الاتحاد الأفريقى والدول المجاورة أن يضاعفوا جهودهم مع الأمم المتحدة والدول العربية، حتى تخرج ليبيا من أزماتها وتسير مع أفريقيا.
نظيره النيجيرى: أفريقيا بحاجة لتصحيح آليات التنمية المستدامة
وقال محمد بخارى، رئيس نيجيريا، إنه يجرى التفكير فى التحديات التى تواجه أفريقيا وتمنع تحقيق السلام والأمن، لأن أفريقيا يجب عليها مثلاً توفير وسائل المواصلات أولاً، بل وتحدد وسائل التواصل فى الجو والأرض والسكك الحديدية، وهو ما سيسهل عمليات انتقال الأشخاص والسلع.
وأضاف «بخارى»، خلال كلمته بفعاليات المنتدى، أنه تم البدء فى تحويل نظام المواصلات فى نيجيريا، حيث يتم تحسين اقتصاد الدولة عن طريق الزراعة والموارد الاقتصادية والمعدنية، وكذلك تعديل العديد من الخطط وإتاحة المزيد من الفرص للشباب، حيث يمكن بذلك وقف هجرتهم إلى الخارج، والاستفادة بهم داخلياً.
وأشار «بخارى» إلى أنه يجب أن يكون هناك مزيد من التعاون بين نيجيريا والدول الأفريقية، حيث تم البدء فى إعداد اتفاقية التجارة الحرة بين البلدان العربية، فأفريقيا تحتاج إلى تعديل وتصحيح طريق الجهود الخاصة بتحقيق التنمية المستدامة وأهداف جدول أعمال 2063، ويجب إعطاء الأولوية الكبرى لتعزيز إمكانيات القارة حتى يكون لديها حوكمة وسياسات شاملة.
وتابع أنه يجب التركيز على منع النزاعات، لأنها تترك أثراً بالغاً على شعوب القارة الأفريقية، كما تحتاج أفريقيا إلى إسكات البنادق، والتغير المناخى الذى يؤثر كثيراً على القارة أحد أسباب النزاعات الموجودة داخلها.
واستكمل أن إصلاح الاتحاد الأفريقى يتيح تقديم العديد من الفرص، كما أنه يمثل جهوداً ديناميكية فى تحقيق السلام والتنمية فى أفريقيا، متابعاً أنه تم البدء فى نيجيريا فى خطة استراتيجية لمشاركة شعوب القارة فى كل أنشطة أفريقيا، حيث تم السماح لجميع شعوب أفريقيا بالدخول إلى نيجيريا بسهولة ويُسر.
ولفت رئيس نيجيريا إلى أن بلاده تتلقى العديد من المعونات للسعى لتحقيق التنمية، حيث إنها حصلت على تمويل حتى تتمكن من مكافحة «بوكو حرام»، مستكملاً أن أفريقيا تحتاج إلى الاستثمار فى مجال التعليم، فهو الذى يتيح الفرص لتملُّك مستقبل أفضل.
رئيس جزر القمر: نعانى من مؤسسات هشة فى أفريقيا.. والإرهاب يعيق محاربة الفقر وإقرار الأمن والسلام
وقال رئيس جمهورية جزر القمر، غزالى عثمانى، إن المنتدى يكشف العديد من الآراء المتبادلة على أعلى المستويات، لأنها ذات أهمية للدول الأفريقية كلها، موضحاً أن الأمن والسلام دعامة التقدم فى أى دولة، وأن الأمن يستديم عن طريق المؤسسات الوطنية والمحلية والإقليمية، وهى تُنمى وتغذى القيم لدينا.
وأضاف «عثمانى» أن الحريات الأساسية والحقوق والحوكمة وزيادة المشاركة الديمقراطية من الأمور الأساسية فى أفريقيا، حيث إن القارة مريضة، ونعانى من وجود مؤسسات هشة وكذا الإرهاب، وهو ما يمنعنا من الاستفادة من القدرات المتوافرة فيها، وعلينا نحن الرؤساء تصويب الأحداث، وعلينا أن نعمل ونحقق المنتظر منا.
وتابع رئيس جزر القمر أنه يجب أن ندير الدول بصورة أفضل لتحقيق الإنجازات، لمواصلة الجهود الرامية لتحقيق التنمية، ومحاربة الفقر والجهل، وإقرار الأمن والسلام والتنمية فى العالم.
وقال ماكى سال، رئيس السنغال، إن هناك نقصاً فى الموارد المالية يتراوح بين 18 و24% من الميزانية المكرسة لمكافحة الإرهاب، وهذا ينجم عنه عجز ميزانياً، وهو ما يثير العديد من المشكلات، إضافة إلى النفقات العسكرية التى تتم.
وأضاف «سال» أن هناك حداً للتنمية، حيث إن أفريقيا يجب ألا تلجأ للمديونية غير المسيطر عليها، لكن يجب مد مُهل سد المديونية فى العديد من الأمور حتى تتم إضافة ضرورة قيام المؤسسات المتعددة الأطراف بمساعدة القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنه يجب على المجتمع الدولى التعاون مع أفريقيا بشكل كبير.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، موسى فقيه، إن المكان والزمان لهما رمزية خاصة، حيث إن الكل يعلم مكانة مصر فى أفريقيا والعالم والبشرية، حيث إن شطرى أفريقيا يلتقيان فى أسوان، والرابط هو النيل الخالد.
وأضاف «فقيه»، خلال كلمته فى فعاليات منتدى أسوان، أن السلام والتنمية المستدامة وجهان لعملة واحدة، وأن تاريخ القارة الأفريقية نابع من الألم العبودى والسرقات والميز العنصرى وعدم المساواة والظلم، حيث ما زالت تلك الأمور مستمرة حتى اليوم.
وأوضح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى أن المعارك مستمرة فى أفريقيا منذ 8 سنوات، فهناك ملايين الأفارقة يعملون كقوات مستأجرة وأمناء فى ليبيا، وأيضاً هناك الملايين داخل السجون الليبية، لذا يجب التفكير فى تلك التهديدات التى تشكل خطراً على أفريقيا، وهناك أجندة عام 2063 ولدى القارة استراتيجيات فى مجال الهياكل الأساسية.
وأشار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى أنه من الصعب العبور من دولة إلى أخرى دون الحصول على تأشيرة دخول مسبقاً، وهذا الأمر صعب للغاية، فيجب فتح المؤسسات والجامعات والأكاديميات العسكرية والأسواق للجميع، فلا يوجد خيار آخر، ويجب تحمل المصير وعدم بيعه للغير.
وقال أكينوومى أديسينا، رئيس بنك التنمية الأفريقى، إن البنك يعمل على تمويل الدول، كما أننا نستطيع زيادة رأسمال البنك، لكننا استطعنا تحقيق 115 مليون دولار إضافية، والبنك أنشئ عام 1964 واستطاع الحصول على التمويل، وخاض العديد من الجهود فى هذا المجال.
"شكرى" يوقّع اتفاقية استضافة مصر لمركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات
فيما وقّع وزير الخارجية سامح شكرى، وموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى، اتفاقية استضافة مصر لمقر مركز الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، خلال الجزء الثانى من فعاليات الجلسة الأولى، للنسخة الأولى من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة.