التمثال الأثري المكتشف
كشف أثري نادر عبارة عن تمثال للملك رمسيسي الثاني على هيئة "الكا"، عثرت عليه وزارة الآثار، اليوم، أثناء أعمال حفائر الإنقاذ التي بدأتها الوزارة، الأربعاء الماضي، داخل قطعة أرض يمتلكها مواطن قرب معبد الإله بتاح بمنطقة ميت رهينة، والذي ألقت فرقة من شرطة السياحة والآثار القبض عليه أوائل ديسمبر الجاري، متلبسا بالحفر خلسة داخلها.
يبلغ ارتفاع الجزء المكتشف من التمثال 105 سنتيمترات وعرض 55 سنتيمترا وسمك 45 سنتيمترا، ويصور الملك رمسيس مرتديا باروكة، وتعلو رأسه علامة الـ"كا" كما نقش على عامود الظهر الخاص به الاسم الحوري للملك رمسيس "كا نخت مري ماعت" بمعني "الثور القوي محبوب ماعت".
الدكتور مجدي شاكر كبير، الخبير الأثري، قال إن الملك رمسيس الثاني، هو أحد ملوك الأسرة الـ19، والتمثال المكتشف صنع من حجر الجرانيت الأحمر بهيئة "الكا ka"، موضحا أن المصري القديم كان يعتقد أن الانسان يتكون من 9 أجسام، وهو ما يقابل رقم 9 في "تاسوع" هليوبوليس، الذي يشير إلى نشأة الكون من 9 معبودات، وبعد موته تتبعثر ويبقى "الكا" وتمثل على هيئة ذراعين لأعلى.
وأضاف شاكر لـ"الوطن"، أن "الكا" هي القرين أو النسخة الأثيرية من الجسم المادي أو الجسم الكيميائي، وكانت "الكا" تظهر للوجود في نفس اللحظة مع الجسم المادي عندما يصور "خوم" الاثنين معا على عجلة الفخران، ويرمز إلى "الكا" بذراعين مرفوعين إلى أعلى.
كانت "الكا Ka" عند قدماء المصريين هى مصدر الطاقة الحيوية طاقة الحياة، ولم تكن تلك الطــــاقة الحيوية في نظر قدماء المصريين تنبع من داخل الإنسان، لكنها كانت تمنح له من مصـــدر خارجي و هذا المصدر هو أرواح الأجداد الذين رحلوا عن عالمنا.
وتابع أن هناك نوعان من "الكا"، العليا: وهي مثل الملاك الحارس، والسفلي: التي يكتسبها الإنسان من معرفته وخبراته على الأرض، مشيرا إلى أن "الكا" تكون منفصلة عن الجسم المادي للإنسان طول حياته على الأرض، وإذ مات يعود "الكا"، ومن هنا كان يقال على الشخص الذي يموت في مصر القديمة أنه "عاد إلى كائه".
ووردت كلمة "كا" بصيغة الجمع في بعض النصوص المصرية القديمة، ومنها نصوص الأهرام حيث كان يقال أن الملك "عاد إلى كاواته"، مردفا أن قدماء المصريين يعتقدون أن كل شيء له كا (الحيوان والنبات وحتى الجماد له كا).
تعليقات الفيسبوك