بعد يوم عمل شاق فى مقهاه، وبينما كان عائداً إلى منزله فى «دار السلام»، اصطدم بطفل هزيل مستلقٍ على الرصيف، ومحتمٍ من البرد بـ«تيشيرت» خفيف.
اقترب عبدالرحمن محمود، من الطفل، محاولاً الاطمئنان عليه، وإقناعه بالذهاب معه إلى البيت، فتوجّس الصغير خيفة ورفض بشكل قاطع طلبه، فلا يأمن الذهاب مع شخص يجهله. بعد أكثر من ربع ساعة من المحاولات المستميتة لطمأنته، رضخ ووافق على الذهاب إلى المقهى، ووجد هناك أول الغيث «بطانية ووجبة ساخنة» وخلد فى نوم عميق.
اسمه محمد ياسر رفعت إبراهيم، هكذا يُردّد الطفل المشرد، الذى يتذكر أيضاً اسم والدته رباعياً رضا فهمى منصور جاد الله، يروى أنه كان يعيش معها فى مدينة هرم سيتى بعد وفاة والده، ولحظه العثر لحقت بوالده وتوفيت، وتركته وحيداً مشرداً.
"عبدالرحمن": توجهت به إلى الشرطة وأبحث عن دار أيتام لرعايته
معلومات مقتضبة حكاها «محمد» عن نفسه حين ذهب مع «عبدالرحمن» إلى بيته، حيث شعر تجاهه ببعض الطمأنينة التى سمحت بإقناعه بتحميمه وتنظيف الجروح المتفرقة فى جسده بسبب حياة الشارع، وقص أظافره التى كان متمسّكاً بها لحد البكاء، فهى سلاحه لتهدئة جسده من الأكلان بسبب عدم الاستحمام. أكثر من طريق سلكه «عبدالرحمن» لمساعدة «محمد»، نشر صورته على «فيس بوك»، كما توجّه بالطفل إلى قسم شرطة دار السلام، ويصر على الاحتفاظ به إلى أن يجد أسرته، خاصة أنه يحاول الهروب باستمرار، ويرفض تقييد حريته. أمنيات مشروعة أعلن عنها «محمد»، أولاها أن يظهر فى التليفزيون ويراه الجميع، وأن يصبح ضابطاً، يقبض على من اعتادوا ضربه، أما آخرها فالاحتفاظ بـ«الكوتشى» الذى أحضره له «عبدالرحمن»، ومن شدة فرحته احتضنه وقبّله.
تعليقات الفيسبوك